الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تعقيد والتباس يكتنف جهود باكستان في مكافحة التطرف

29 سبتمبر 2017 00:35
إسلام آباد (أ ف ب) تؤكد باكستان، التي تتهما الولايات المتحدة بالتراخي في مكافحة التطرف الديني، أنها تفعل ما بوسعها لكن جهودها لا تخلو من تعقيد ومن التباس، وأبرز مثال على ذلك ما آل إليه مصير الداعية «عبد العزيز» إمام المسجد الأحمر بإسلام آباد. وعندما اتهمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها تشكل «موئلاً لعناصر الفوضى»، ردت باكستان بأنها بذلت تضحيات جسام في هذه المعركة، وأكد جيشها القوي أنه «خلص البلاد» من الجماعات الإرهابية. ولم يعد بوسع الجماعات المسلحة شنّ عملياتها بلا رقيب ولا حسيب مثلما كانت عليه الحال في الماضي على الحدود الباكستانية الأفغانية، إلا أن باكستان لا تزال تعاني من ويلات التطرف، إذ تقوم حركات دينية راديكالية بنشر أفكارها، التي توفر تربة خصبة لتوليد العنف، متسلحة بشعبيتها ونفوذها الواسع. وضمن هذا التيار، يعد الإمام عبد العزيز من الأصوات الأبرز والأكثر انتشاراً نظراً لماضيه المضطرب على رأس لال مسجد أو المسجد الأحمر وهو أقدم مساجد العاصمة. وفي سنة 2007، بدأ تلامذته بنهب متاجر بيع الأقراص المدمجة وأسطوانات الفيديو. وسرعان ما تطور الوضع إلى مواجهات دامية. وعندما حاصرت قوات النظام برئاسة برويز مشرف المسجد واقتحمته في 10 يوليو 2007، واجهت مقاتلين مسلحين بشكل جيد. وأوقعت العملية التي أثارت جدلاً كبيراً أكثر من مئة قتيل وتبعها اعتداءات انتقامية. أما إمام المسجد عبد العزيز فألقي القبض عليه متنكراً بزي امرأة في أثناء محاولته الفرار من المسجد المحاصر، ووضع في السجن. وعرضت حينها صورته بالبرقع على شاشات التلفزيون ما أكسبه لقب «الملا برقع». ورغم توجيه نحو عشرين تهمة إليه لا سيما بالتحريض على الكراهية والقتل والخطف، أطلق سراحه في أبريل 2009 بكفالة. وبات يدير شبكة من المدارس، محاولاً بين الفينة والأخرى إلقاء خطب على الملأ في ما يشبه لعبة القطة والفأر مع السلطات. ولم يتعرض عبد العزيز للإدانة حتى بعد نشر شريط فيديو تظهر فيه طالبات في مدارسه يعلن تأييدهن لتنظيم «داعش» في سنة 2014. ويقول الخبير السياسي طلعت مسعود «إنه يجسد الأفكار المتطرفة التي أشاعها في الماضي الأميركيون والباكستانيون». وأضاف مسعود إنه «يتم التساهل مع عبد العزيز لأن الأمر سيكون أشبه بالعبث بعش للدبابير». ويضيف الجنرال السابق أنه «نظراً لحساسية الأهالي إزاء المسائل الدينية، فإن التدخل قد يوسع دائرة مؤيديه». ولكنه يبقى تحت المراقبة، ولم يعد مرحباً به، ويرد اسم عبد العزيز على اللائحة الباكستانية لمكافحة الإرهاب. ومنع القضاء انعقاد المؤتمر الكبير الذي أعد له أنصاره لإحياء الذكرى العاشرة لحصار المسجد في يوليو الماضي. وخلال الأشهر الماضية، لم تتردد السلطات في قطع الطرق المؤدية إلى الحي التجاري المحيط بالمسجد القديم لمنع عبد العزيز من المجيء لإلقاء خطب، أو من قطع شبكات الهاتف حتى لا يتمكن من إلقاء خطبة الجمعة، وإن عن بعد. وقد عاد المسجد مكاناً هادئاً للصلاة وحرص القائمون عليه على العمل بهدوء. ويقول إمامه صديق اللبق البالغ من العمر ثلاثين عاماً، «علينا أن ننسى الماضي والمواقف المتطرفة لتلك الحقبة، وعلينا أن ننأى عن الإرهاب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©