الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طهران: السبيل الوحيد أمام «5+1» قبول مطالبنا النووية

11 يونيو 2012
أحمد سعيد، وكالات (عواصم) - أكد مسؤولون إيرانيون أمس أن على مجموعة دول (5+1) أن “تتوقف عن تسييس” المسألة النووية الإيرانية وأن تقبل موقف طهران إذا أرادت تسوية الأزمة الحالية، في حين أكد المندوب الأميركي بالإنابة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية روبرت وود، أن عدم إحراز تقدم في المحادثات بين إيران والوكالة الذرية مخيب للآمال ويظهر رفض إيران المستمر للوفاء بالتزامها تجاه الوكالة. واعتبر ممثل مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي لدى الحرس الثوري علي سعيدي أمس أن “السبيل الوحيد” للقوى الكبرى التي تتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي هو قبول موقف إيران. ونقلت عنه وكالة مهر أمس قوله “للأسف أن منطق الترهيب لدى القوى الست وخصوصا الولايات المتحدة ليس مقبولا بأي شكل للسلطات ولا للشعب” الإيراني. واتهم سعيدي الغرب “بالسعي إلى تحقيق أهدافه الخاصة التي تتجاوز بنود معاهدة الحد من الانتشار النووي وتشريعات الوكالة”. ووصف موقف إيران في مساري التفاوض بأنه “منطقي وعقلاني”، وطلب من الولايات المتحدة وحلفائها اعتماده. وقال “السبيل الوحيد أمامهم هو قبول مطالب إيران في جو من الاحترام المتبادل ووقف تسييس المسألة النووية”. وأضاف أن “الجمهورية الإيرانية قبلت قوانين الوكالة الذرية ومن مصلحة الغرب الالتزام بقواعد الوكالة”. وشدد مسؤولون إيرانيون آخرون على أن طهران لن تغير موقفها بأن على الغرب تخفيف العقوبات الاقتصادية وأن يقبل “حق إيران بتخصيب اليورانيوم” كخطوات أولى في المفاوضات. ويتناقض ذلك مع موقف المجموعة الدولية الذي يدعو إيران إلى وقف تخصيب اليورانيوم بنسب عالية مقابل تحفيزات أكثر تواضعا مثل الحصول على قطع غيار للطائرات ورفع حظر أوروبي على التأمين لشحنات النفط إلى آسيا. والهوة الكبيرة بين هذين الموقفين كادت أن تتسبب بانهيار جولة المحادثات الأخيرة بين إيران والقوى الكبرى في بغداد الشهر الماضي. من جهته قال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي مجددا لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية إن إيران كانت “على الدوام مستعدة للتعاون” مع القوى الكبرى لكنها لن تتخلى عن “حقوقها” في المجال النووي. وأضاف أن “على الغربيين الانصياع إلى الطلب العقلاني لإيران باستخدام الطاقة النووية لغايات سلمية”. وكرر المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أمس بدوره انتقادات إيران للوكالة الذرية، مؤكدا في مقابلة نشرتها صحيفة طهران تايمز أن الملف الإيراني “مسيس وموضع تلاعب” وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستخدم غطاء لأجهزة الاستخبارات الغربية. وقال إن “مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يرغمون من قبل بعض الدول على القيام بأنشطة استخبارية في إيران وقبول وثائق مزورة ضد إيران) وهو أمر غير مقبول”. ولفت إلى أن إيران تلتزم ببنود معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لكن التزامها بـ”بروتوكول إضافي” لتلك المعاهدة يتيح عمليات تفتيش مشددة أكثر تقوم بها الوكالة الذرية “رهن بحل المسائل النووية بما هو متعلق بمجلس الأمن الدولي”. من جهته قال المندوب الأميركي بالإنابة لدى الوكالة الدولية روبرت وود أمس الأول “أصبنا بخيبة أمل”. وأضاف “نتائج لقاء الجمعة تبرز تقاعس إيران المستمر عن الوفاء بالتزامها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتبرز كذلك ضرورة أن تعمل مع الوكالة لمعالجة المخاوف الحقيقية للمجتمع الدولي”. وقال مارك هيبس من مؤسسة كارنيجي لأبحاث السلام الدولي “لدى الوكالة وإيران أفكار شديدة التباين بشأن بعض النقاط المتعلقة بما سيكون عليه شكل الاتفاق الجديد”. وأكد أن الإشارات “السلبية” القادمة من فيينا لا تدل بالضرورة على أي شيء في محادثات موسكو بين إيران والقوى الست. وأضاف “قد نرى تقدما حقيقيا إذا قدم الغرب عرضا حقيقيا لطهران، ولكن إذا فشلت مفاوضات موسكو في إحراز تقدم، فسنواجه مشكلات كبرى”. إلى ذلك تتعرض المالية العامة لإيران لضغط غير مسبوق، ويضع التضخم المرتفع صبر الإنسان العادي موضع الاختبار، مع تهاوي إيرادات البلد من النفط نتيجة العقوبات الغربية المشددة، والهبوط الحاد في سعر النفط. وقال مهدي فارزي، المسؤول السابق في شركة النفط الوطنية الإيرانية: “هذا نوع من الحرب الاقتصادية، العقوبات لها تأثير كبير من الناحية التراكمية، يجري عزل إيران عن النظام المالي العالمي”. وأضاف “يبدو أن التفاوض مع إيران الآن أسهل مما كان عليه قبل عام، ينبغي أن يستغل الغرب هذا الوضع المؤقت لتقديم تنازلات أكثر قيمة، أي خريطة طريق لما سيؤول إليه كل هذا”. وقال دبلوماسيون ومحللون إن إيران قد تعرض مزيداً من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كورقة مساومة في مفاوضاتها مع القوى العالمية التي جرى استئنافها في أبريل بعدما توقفت 15 شهراً، وستتواصل بموسكو يومي 18 و 19 يونيو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©