الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأتراك إلى أردوغان: «كفى غطرسة!»

الأتراك إلى أردوغان: «كفى غطرسة!»
11 يونيو 2015 23:29
أنقرة (الاتحاد) جاءت الانتخابات البرلمانية في تركيا، يوم الأحد الماضي، بمثابة زلزال انتخابي لحزب العدالة والتنمية، الذي تراجعت حصته بشكل كبير، فيما يمثل نهاية لصعود الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وبداية لفصل أكثر تعددية في السياسية التركية. ووجه الناخبون الأتراك رسالة واضحة إلى أردوغان وحزبه في هذه الانتخابات، مفادها بأن تركيا سئمت غطرسته، وأن الشعب خاب أمله في حزب العدالة والتنمية، حسبما يؤكد الباحث التركي «كمال كريسكي» في تقرير صادر عن مؤسسة «بروكينجز». وعزا «كريسكي» نتيجة الانتخابات إلى النموذج الاستبدادي الذي قدمه أردوغان، بتجاهله قيماً ديمقراطية مثل حرية الصحافة والتعبير، لا سيما أن حزب العدالة والتنمية منذ فوزه بالانتخابات في عام 2011، شنّ هجمات متكررة ضد استقلالية الهيئات التنظيمية. وأوضح أن أردوغان واصل انتهاكاته للدستور حتى إجراء الانتخابات من خلال استخدام موارد الدولة في الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، وعدم إعطاء مساحة كافية لممثلي الأحزاب المعارضة على وسائل الإعلام الحكومية، في حين أن الدستور يلزم الرئيس بأن يظل محايداً أثناء الانتخابات البرلمانية. وأكد «كريسكي» أن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت رغبة أردوغان في تحويل النظام البرلماني المستمر منذ سبعة عقود في تركيا إلى نظام رئاسي من شأنه تقليص الفصل بين السلطات، لافتاً إلى أن الانتخابات تؤكد أن على المؤسسات التركية، من القضاء والشرطة والمنظمات الإعلامية والأجهزة التنظيمية، الوقوف في وجه تنمر أردوغان. وفي حين أشار إلى أن فوز «حزب الشعب الديمقراطي» الموالي للأكراد بـ«ثمانين مقعداً» جاء بمثابة مفاجئة سارة، إذ يحرم «العدالة والتنمية» من تشكيل حكومة بمفرده، ناهيك عن الدعوة لإجراء استفتاء على تغيير الدستور، إلا أنه أكد ضرورة عدم تجاهل أن 40 في المئة صوتوا للحزب الحاكم. ويتألف البرلمان التركي في الوقت الراهن من 258 مقعداً للعدالة والتنمية، و132 مقعداً لحزب الشعب الجمهوري، و81 مقعداً لحزب الحركة القومي، و79 مقعداً لحزب الشعب الديمقراطي، الأمر الذي يجبر الحزب الحاكم إما على تشكيل حكومة أقلية أو تشكيل ائتلاف. وأفاد «كريسكي» بأن نسبة المشاركة في الانتخابات التركية التي بلغت 86.6 في المئة تثير تفاؤلاً نادراً بشأن المستقبل الديمقراطي التركي، منوّهاً بأن الانتخابات ضربت عصفورين بحجر واحد، إذ أزالت التهديد الأكبر على الديمقراطية التركية المتمثل في نظام رئاسي على رأسه أردوغان، بينما شجعت على على مزيد من التنوع في البرلمان. وأضاف: «إن الشعب منح حزب العدالة والتنمية في الوقت ذاته فرصة أخرى، كي يراجع إصلاح سياساته الاقتصادية والسياسية، على نحو يدعم طموحات العضوية في الاتحاد الأوروبي». وأكد أن البرلمان الجديد عليه أن يعالج أصداء التراجع في حكم حزب العدالة والتنمية، لاسيما تباطؤ الاقتصاد، وفشل السياسات الخارجية، وضعف مؤسسات الدولة. لكن على الرغم من النكسة الانتخابية الأولى في حياته السياسية، يجد «السلطان»، كما يسميه منتقدوه، نفسه في وضع صعب، ولا يبدو أنه سيستسلم. وفي هذا الصدد لفتت صحيفة «جمهوريت» المعارضة، بحذر، إلى أن تركيا لم تتخلص بعد من نظام متسلط يقوده رجل واحد. ورأى ستيفن كوك الباحث في مجلس العلاقات الدولية «أن أردوغان لم يكن أبداً رحيماً في الفوز، ولا أعتقد أنه سيكون كذلك في الظروف الراهنة». لكن حتى وإن كان حلمه قد سقط، فإن رئيس الدولة يحتفظ في إطار الدستور الحالي بسلطة أكيدة للتعطيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©