الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إقليم دارفور.. فوضـــى ومـرض ونزوح

إقليم دارفور.. فوضـــى ومـرض ونزوح
11 يونيو 2015 23:29
الاتحاد (وكالات) تصاعدت أعمال العنف في إقليم دار فور السوداني إلى مستويات غير مشهودة منذ نحو عشرة أعوام، حيث فرّ أكثر من 150 ألف شخص من منازلهم خلال العام الجاري وحده، بينما يعاني السكان المنكوبون في المنطقة من وطأة وباء الحصبة والفقر. ويبدو أن المجتمع الدولي ليست لديه أي حلول لهذا الصراع، الذي تخفت أضواؤه أمام أزمات في شرق أفريقيا وأماكن أخرى، بيد أن الأزمة الإنسانية والأمنية تزداد حدة، حسبما أفادت صحيفة «الجارديان» في تقرير لها. وبدأ صراع بين الجماعات المختلفة في دار فور في ثمانينات القرن الماضي، وتصاعد العنف بصورة مأساوية مع تمرد عام 2003، وكان التهميش الاقتصادي والسياسي للإقليم الدافع الأساسي وراء الحرب، التي خلفت أكثر من 300 ألف قتيل ونزوح أكثر 2.5 مليون آخرين، بحسب الأمم المتحدة. وتشير تقارير حديثة إلى أن عشرات المدنيين لجأوا إلى الكهوف في الجبال، بسبب أعمال العنف الأخيرة، خصوصاً القصف الجوي لقرية «جولو» في يناير الماضي، الذي خلف أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى. وفي مايو، استعرضت الحكومة شاحنات محملة بأكوام من الأسلحة، وأكدت أنه تمت مصادرتها من متمردي حركة العدل والمساواة بعد معركة كبرى في منطقة «تولوس» جنوب دارفور، حيث يوجد عدد من الصراعات القبلية. واندلعت أعمال عنف منتصف الشهر الماضي في مدينة «أبوكارينكا» شرق إقليم دار فور بين قبليتي «المعاليا» و«الرزيقات»، بسبب نزاع على الأرض، وخلفت المعارك مئات من القتلى والجرحى، ونزوح الآلاف. وحدثت صدامات كثيرة بين القبيلتين العربيتين في السنوات الأخيرة، على الرغم من جهود الوساطة. وفي شمال الإقليم، وقعت سلسلة من الهجمات القاتلة خلال العام الجاري، أدت إلى تفاقم التوترات بين قبليتي «بيرتي» و«الزيادية»، وتتهم قادة حركة الطلبة في «بيرتي» زعيم الميليشا العربية التابعة لـ «الزيادية» موسى هلال بإثارة الفتنة، في إطار منافسته لحاكم شمال إقليم دار فور المنتمي لـ «بيرتي»، عثمان محمد يوسف. وبصورة إجمالية نزح زهاء 430 ألف شخص في دار فور منذ بداية العام الماضي، ليصل إجمالي عدد النازحين إلى 2.5 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، من بينهم نحو مليون ونصف المليون طفل، وتقدر عدد النازحين في الداخل بنحو 3.1 مليون شخص في السودان ككل. وأوضح «آرتسايد نونونسي»، الخبير المستقل في حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في السودان، بعد زيارة إلى درافور الشهر الماضي، أن النازحين يعيشون في خوف من الجماعات المسلحة والمجرمين. وأضاف «نونونسي» أنه في حين يرغب كثير من النازحين في العودة إلى ديارهم إلا أن كثيراً ممن التقيتهم شمال وجنوب درافور لا يزالون يشعرون بالقلق من الوضع الأمني. وأدت المعارك في «أبوكارينكا» إلى حريق أكثر من 650 منزلاً، ونزوح أكثر من 24 ألف أسرة، إذ فرّ كثير من الأسر مع ماشيتهم إلى شمال كردفان، قبل اندلاع أعمال العنف. وتعاني وكالات الإغاثة الإنسانية من مشكلة في الوصول إلى السكان المعرضين للخطر في دارفور، وبصفة خاصة مناطق الصراع النشطة. ولطالما اتهمت الميليشيات بتبني أساليب «الأرض المحروقة»، التي تدمر المنازل والأحياء في معاقل المتمردين، وهو ما يؤدي إلى نقص الغذاء، وبحسب «اليونيسيف»، يعاني أكثر من مليوني طفل سوداني تحت سن الخامسة من سوء تغذية مزمن، ومن بينهم 550 ألف طفل هم معرضون لخطر الموت. وأشار «إريك ماركلاي»، التابع لإحدى منظمات الإغاثة الدولية العاملة في دار فور، إلى أن الصراع الدائر لا يزال يكبد المدنيين خسائر فادحة، مضيفاً: «نريد مساعدة النازحين والمجتمعات المضيفة بصورة مباشرة بتقديم البذور والأدوات اللازمة للاستعداد من أجل موسم الزراعة المقبل». وأكد «ماركلاي» على أنه ستكون هناك حاجة ملحة لمزيد من التمويلات من أجل تمويل الرعاية الطبية، وإنشاء مرافق للمياه والصرف الصحي. ولفتت منظمة «اليونيسيف» إلى أن ارتفاع معدلات سوء التغذية ونقص اللقاحات أدت إلى ظهور مرض الحصبة في أبريل، وتفشى المرض منذ ذلك الحين إلى مستويات وبائية في 14 ولاية، مؤكدة أن نحو 50 ألف طفل محرومون من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك اللقاحات الأساسية. ولا تزال أفق إنهاء الصراع قاتمة، ففي حين أكد الرئيس عمر البشير، الذي أعيد انتخابه لولاية أخرى من خمسة أعوام في أبريل الماضي، أنه سيطلق حواراً وطنياً، لكن لا يزال من غير الواضح أي أعضاء المعارضة والحركات المتمردة ستشارك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©