الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«السلطة» تكشف عن لقاءات سرية مع إسرائيل

11 يونيو 2012
رام الله (الاتحاد، وكالات) - كشف صائب عريقات رئيس لجنة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية أمس، عن صحة الأنباء التي أوردتها صحيفة “هارتس” الإسرائيلية عن عقد سلسلة جلسات سرية مع المفاوض الإسرائيلي اسحق مولخو في الشهرين الماضيين أطلق عليها اسم “خلفية”. وقال عريقات: إن الاتصالات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل منذ نحو شهرين كانت في إطار تبادل الرسائل بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأضاف عريقات أنه التقى عدة مرات الموفد الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي يتسحاق مولخو، وعقدا مجموعة من الاتصالات تناولت ترتيبات تبادل الرسائل بين الجانبين فقط. وأشار إلى أنه تم خلال اجتماعي مع مولخو نقل رسالة الرئيس عباس إلى نتنياهو في 17 أبريل الماضي، كما تم نقل رسالة نتنياهو لعباس في 12 مايو الماضي. ونفى عريقات وجود اتصالات لعقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والنائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز. واعتبر عريقات أن الحديث عن تحضيرات للقاءات فلسطينية - إسرائيلية مجرد “بالونات اختبار تهدف لتحويل الأنظار إلى إجراءات شكلية لا أساس لها من الصحة”. في الوقت ذاته، أكد عريقات أن القيادة الفلسطينية ليست ضد المفاوضات وعملية السلام مع إسرائيل شرط أن تلتزم بأسس عملية السلام خاصة بوقف الاستيطان، وقبول مبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967 . وكان موفاز أعلن في تصريحات للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية، أنه يتوقع أن يلتقي عباس في القريب العاجل من أجل بحث إحداث اختراق في جهود استئناف العملية السلمية. وأوردت صحيفة “هآرتس” أمس، أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية تقيمان منذ نحو شهرين قناة اتصال هادئة بواسطة مولوخو وعريقات. وذكرت الصحيفة أن المحادثات بين الجانبين ليست بمفاوضات سياسية، وإنما تتناول القضايا اليومية ومشاكل بين الجانبين يجب حلها على أعلى المستويات. من جهتها، اعتبرت حركة “حماس” أن استمرار اللقاءات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل يؤكد أن السلطة “لا تزال غارقة في وهم التسوية والتفاوض مع الاحتلال”. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، في تصريح صحفي “إن هذه الحقائق تدلل على أن كل اشتراطات السلطة لاستئناف ما سمته الحوار والمفاوضات مع الاحتلال محاولة لدغدغة العواطف والتغطية على استمرار مهزلة التفاوض”. إلى ذلك، قالت صحيفة “هآرتس”، إن مجموعة من الخبراء الإسرائيليين، بينهم أساتذة جامعات مختصون في الشؤون الفلسطينية والعربية، حذرت خلال لقاء عقدوه مع نتنياهو من أن استمرار البناء في المستوطنات والجمود السياسي قد يؤديان إلى اندلاع انتفاضة ثالثة. وأضافت الصحيفة أمس، أن الخبراء وفي مقدمتهم البروفيسور شمعون شمير وعيمانويل سيفان وأيال زيسار وعنات لبيدون والجنرال احتياط شالوم هراري، التقوا مؤخراً رئيس الحكومة الإسرائيلية وحذروه من أن الخطر الأكبر في هذا السياق يكمن في إضرام النار في أحد المساجد في سياق نشاط المجموعات اليمينية التي تطلق على نفسها “جباية الثمن”، على اعتبار أن المساجد التي تم إضرام النار فيها من قبل ليست ذات أهمية عند الفلسطينيين. وأشار الخبراء إلى أن إعلان نتنياهو عزمه بناء 850 وحدة سكنية في المستوطنات قد يكون عاملاً غير مباشر في حال لم يطرأ تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين مما يزيد من تراجع تأييد الجمهور الفلسطيني بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض ويضعف قدرة أجهزة الأمن الفلسطينية على كبح اندلاع موجات العنف. وأشارت إلى أن يعقوب بيري رئيس “الشاباك” الأسبق كان قد حذَّر من أن يؤدي الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات مع الفلسطينيين إلى اندلاع موجة من الإرهاب أو إلى انتفاضة ثالثة، مشيراً إلى أن إسرائيل تسير بسرعة نحو دولة ثنائية القومية. وأضافت أن بيري هاجم غياب سياسة واضحة للحكومة الإسرائيلية التي وصفها بأنها تفتقر إلى قيادة قادرة على التعامل مع التحديات التي تواجهها إسرائيل، مشيراً إلى أن هناك مواضيع مصيرية تواجه إسرائيل، بينها التسارع في اتجاه الدولة ثنائية القومية التي ستضع حداً للحلم الصهيوني. من جانبه، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس الأول، أن هناك تقارباً كبيراً بين مواقف السلطة الفلسطينية وموقف فرنسا في موضوع المفاوضات مع إسرائيل، مشدداً على خيار التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على صفة دولة غير عضو. وقال عباس “زيارتي إلى باريس واللقاءات مع الرئيس فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء ووزير الخارجية كانت ناجحة جداً بما اتفق عليه من نتائج”. وأوضح أن “المواقف الفرنسية قريبة جداً من مواقفنا خاصة بمواضيع المفاوضات، واتفقنا أن نواصل التشاور معهم في قضية التوجه إلى الأمم المتحدة لنيل صفة دولة غير عضو” في المنظمة الدولية. وأضاف عباس: “لمست لديهم أفكاراً متطورة ورغبات صادقة بالدعم السياسي والاقتصادي للقضية الفلسطينية. اتفقنا على تشكيل لجنة حكومية فلسطينية فرنسية مشتركة لتتابع نقاش كل القضايا بيننا”. وعن المفاوضات مع إسرائيل، قال عباس “الأساس في خياراتنا خيار المفاوضات ونحن مستعدون للعودة إليها فور وقف الاستيطان والاعتراف بمرجعية حدود عام 1967. وإذا لم توافق إسرائيل على تنفيذ هذين الالتزامين لن نعود للمفاوضات وسنتوجه إلى الجمعية العامة للأمم لمتحدة لطلب الحصول على مكانة دولة غير عضو”. ولفت إلى أن “الإدارة الأميركية وعدت بجسر الهوة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فإذا تقدموا بأفكارهم سنرى، ولكن إذا لم يقدموا شيئاً، فلن يبقى أمامنا خيارات سوى التوجه للأمم المتحدة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©