برشتينا (الاتحاد) - بحث معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد سبل تعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع جمهورية كوسوفو وذلك خلال لقائه أمس بهجت باكولي نائب رئيس وزراء جمهورية كوسوفو بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين.
ورحب نائب رئيس الوزراء الكوسوفي بهذه الزيارة المميزة لوفد الدولة، مشيداً بمواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ومساندته لشعب كوسوفو وتخفيف معاناته، مثمناً جهود الإمارات ومساعداتها المتواصلة للشعب الكوسوفي خلال الظروف الصعبة التي مرت بها، مؤكداً أن بلاده لن تنسى مواقف الإمارات المشرفة قيادة وشعباً في مناصرة شعب كوسوفو والوقوف بجانبه في أحلك الظروف.
وأكد الحرص البالغ على تعزيز العلاقات مع الإمارات وبالأخص على صعيد تبادل الاستثمارات وتأسيس المشاريع المشتركة مع تنامي معدلات التبادل التجاري مبدياً إعجابه بالطفرة التي حققتها الإمارات والمكانة العالمية التي حققتها على أكثر من صعيد.
وأشار المنصوري خلال اللقاء إلى عمق العلاقات الأخوية والمتأصلة بين البلدين، وحرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على تقديم كافة أشكال الدعم لكوسوفو في شتى الصعد والمجالات، مشيراً إلى أن دولة الإمارات كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال كوسوفو في العام 2008 دعماً لسيادتها وحرية شعبها في تقرير المصير.
والتقى وزير الاقتصاد أيضاً مع معالي ميموزا كوساري نائب رئيس الوزراء ووزيرة الاقتصاد والتجارة والصناعة في كوسوفو التي رحبت بوفد دولة الإمارات واصفة إياه بأول وفد إماراتي اقتصادي رفيع المستوى يزور كوسوفو آملة في أن تكون دولة الامارات البوابة الرئيسية والمنفذ لدول الخليج العربي وجنوب آسيا بالنسبة لكوسوفو.
وأشاد المنصوري بحسن الاستقبال والضيافة التي قوبل بها وفد الدولة، مؤكداً أن الامارات ووفق السياسة الحكيمة التي تنتهجها القيادة الرشيدة نحو الانفتاح الاقتصادي على مختلف دول العالم، على أتم الاستعداد لتعزيز التعاون الاقتصادي مع كوسوفو، موضحاً أن هذه الزيارة تأتي ضمن خطة عمل واستراتيجية الدولة في إطار سعيها نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية واستكشاف الفرص المتاحة للاستثمار في دول البلقان.
وأكد أن الزيارة تأتي في سياق التطوير المستمر للعلاقات بين البلدين ودفعها نحو آفاق جديدة وبحث سبل الاستفادة المتبادلة من الفرص الاستثمارية المتاحة، منوهاً بالمقومات الكبيرة والجيدة التي تتمتع بها الدولتان في قطاعات اقتصادية متعددة، والفرص الاستثمارية الواعدة لرجال الأعمال والمستثمرين في البلدين.
وبين المنصوري أهمية أن يكون هناك فهم وإلمام واضحان للتوجه الاستثماري في كوسوفو، بما يتيح الاطلاع على الفرص المتاحة للاستثمار عن كثب وبالأخص مشاريع الطاقة والطاقة المتجددة لنقل الصورة كاملة الى الجهات المعنية في دولة الامارات لدراستها واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
ولفت إلى استعداد دولة الامارات للاستثمار في القطاع الزراعي في كوسوفو وتسويقه من خلال مجموعة من الشركات المتخصصة داخل الدولة، مشيراً إلى أن الأمر ذاته ينطبق على مجالات التعاون في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والمناطق الحرة، والسياحة، والنقل الجوي، والطاقة والطاقة المتجددة والتعدين، والصناعة والبنية التحتية وصناعات الغذاء.
ونوه بأهمية تدشين رحلات جوية مباشرة بين الإمارات وكوسوفو واصفاً هذه الخطوة بالأساسية في تسهيل التواصل بين الجهات الحكومية ومجتمعات الأعمال في كلا الدولتين، لاسيما شركات القطاع الخاص ورجال الأعمال للتباحث في شأن إقامة مشاريع مشتركة تصب في مصلحة البلدين.
واتفق الجانبان على بدء المفاوضات في أقرب وقت ممكن بشأن اتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي وحماية وتشجيع الاستثمارات بين البلدين باعتبارها الإطار القانوني المناسب والفاعل لضمان وتحفيز تدفق الاستثمارات بين الجانبين. كما تم الاتفاق على التنسيق خلال الأسابيع القليلة القادمة على تنظيم وتبادل زيارات وفود رجال الأعمال والمستثمرين بين الدولتين من أجل التعريف بالمقومات الاقتصادية لكل دولة والفرص الاستثمارية والتجارية الموجودة.
واتفق الجانبان أيضاً على تنظيم ملتقى مشترك للأعمال في الإمارات قبل نهاية العام بهدف الترويج لكوسوفو اقتصادياً وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة، وقد أشاد الجانب الكوسوفي بالدعم النوعي الذي يتلقاه من الحكومة الإماراتية بشأن تأسيس مكتب تجاري تمثيلي في الإمارات.
وحث المنصوري الجانب الكوسوفي على الاستفادة الكاملة من المقومات التنافسية التي تملكها الإمارات ومن تجربتها المتميزة على أكثر من صعيد، منوهاً بحصول الإمارات على المركز الأول عالمياً في مجال الكفاءة الحكومية، وتحقيقها أكبر قفزة بين جميع دول العالم في مجال التنافسية هذا العام، لتصل إلى المركز الثامن عالمياً، وتحقق أيضاً المركز الرابع عالمياً في مجال الأداء الاقتصادي، بحسب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2013، الذي يعد أحد أهم التقارير العالمية التي تقيس مستوى تنافسية الدول، ويصدر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا .
ولفت خلال اللقاء إلى ضرورة زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين من خلال تبني آليات تنسيق فعالة وإطلاق المنتديات الاقتصادية ورفع وتيرة التنسيق وتشكيل فرق عمل مشتركة لمتابعة تطوير العلاقات الاقتصادية وعقد لقاءات تفاعلية لاستكشاف سبل التعاون المشترك فيما بينهم والتباحث في آليات تبادل الاستثمارات والخبرات في شتى المجالات والاختصاصات وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص في كلا البلدين.
وأبدى المنصوري أمله في وضع إطار متكامل للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الإمارات وكوسوفو يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة المثمرة المنشودة من كلا الجانبين يكون للقطاع الخاص دور مؤثر فيها.
واستعرض جانباً من الخدمات الحكومية الالكترونية التي تقدمها وزارة الاقتصاد عبر تطبيقات الهاتف المتحرك والتي تساهم في تسهيل الإجراءات الخاصة بالشركات ورجال الأعمال وكذلك الخدمات المقدمة للجمهور في شأن أسعار السلع وذلك في إطار توجهات الدولة واستراتيجيتها في الانتقال للحكومة الذكية.
وقالت ميموزا كوساري ان كوسوفو اهتمت بتحسين بيئة الأعمال بشكل ملحوظ بما ساهم في ارتفاع مؤشر سهولة ممارسة الأعمال وذلك حسب التقارير الدولية، كما أشارت إلى أن اقتصاد كوسوفو اظهر على مدى السنوات القليلة الماضية تقدما كبيرا في الانتقال الى نظام قائم على السوق وعلى استقرار الأسواق، مؤكدة أن كوسوفو تعتبر واحدة من اكثر الاقتصاديات في منطقة دول غرب البلقان انفتاحا، وأنها تواصل العمل مع المجتمع الدولي على اتخاذ تدابير لتحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمار الأجنبي.
من جهة أخرى، قام وزير الاقتصاد والوفد المرافق بزيارة مسجد الشيخ زايد في منطقة جيلان والذي يعد أحد أبرز المعالم في كوسوفو والذي شيد في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وعلى نفقته الخاصة، ويجسد العلاقات الأخوية الصادقة بين البلدين. ويضم وفد الدولة في عضويته كلا من سعادة المهندس محمد أحمد بن عبدالعزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد وجمال مطر الحاي النائب الأول للرئيس التنفيذي للشؤون الدولية والاتصال في مطارات دبي، والمهندس يحيى لوتاه الرئيس التنفيذي لمجموعة س. س. لوتاه، وطارق أحمد المرزوقي مدير ادارة الاتصال الحكومي، والدكتور الحسن اجواوين مستشار رئيسي للعلاقات الاقتصادية الدولية بوزارة الاقتصاد ووليد النقبي إداري بمكتب معالي وزير الاقتصاد.
عدد اليوم
