دينا محمود (لندن)
مع اقتراب الأزمة القطرية من دخول شهرها الخامس، يواصل الإعلام الغربي إبراز المؤشرات التي تؤكد تفاقم الوضع الاقتصادي المتردي من الأصل في قطر، بفعل تشبثها بسياسة العناد والمكابرة، وذلك في ظل الإجراءات الصارمة المفروضة بحقها حالياً من جانب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).
فموقع «ناسداك» الأميركي المعني بالشؤون الاقتصادية، سلط الضوء على تصريحات رسمية قطرية تؤكد أن «العزلة السياحية» التي تقاسي منها قطر في الوقت الراهن ستستمر حتى عام 2020 على الأقل، إذا ما أبقى «الرباعي العربي» على تدابيره الحازمة التي يرمي من ورائها إلى إجبار النظام الحاكم في الدوحة، على التخلي عن دعمه السافر للتنظيمات الإرهابية، واحتضانه لأبواق الكراهية والتطرف.
ففي دليلٍ واضح على كذب المحاولات القطرية الرسمية المستمرة للتظاهر بأن هذا البلد لم يتأثر بمقاطعة جيرانه له وأن اقتصاده قادرٌ على الصمود، أبرز الموقع تلك التصريحات التي أدلى بها المسؤولون القطريون قبل يومين، وأقروا فيها بأن أوضاع القطاع السياحي في قطر لن تتعافى سوى بعد 3 سنوات. ونقل «ناسداك» عن حسن الإبراهيم رئيس قطاع تنمية السياحة في الهيئة العامة للسياحة القطرية قوله «إن الدوحة لا تتوقع الوصول إلى أرقام السائحين، التي كانت تستهدفها في الأصل في الفترة الحالية، سوى في عام 2020، وهو ما يبرز الخسائر التي يتكبدها هذا القطاع، بسبب عزوف السياح عن القدوم إلى دولة لا تتورع عن تمويل التنظيمات الإرهابية وإفساح المجال أمام المحرضين على العنف ودعاة التشدد.
وفيما يفضح الإصرار القطري على التهوين من شأن ما تخضع له الدوحة من «عزلة خانقة» تزيد يوماً بعد يوم، نقل الموقع الأميركي المتخصص في الشؤون الاقتصادية الضوء على قول الابراهيم إن الأمر يعتمد على الوضع الجيوسياسي، وهو ما يبدو تعمداً واضحاً لتجنب الحديث بصراحة عن المقاطعة المفروضة على النظام الحاكم في بلاده، بسبب سياساته التخريبية والمُزعزعة للاستقرار.
وتناول تقرير «ناسداك» محاولات السلطات القطرية اليائسة، لاجتذاب سائحين جدد لتعويض النقص الهائل في عدد من يقدمون على زيارة هذه البلاد الداعمة للإرهاب في الفترة الحالية، إذ أشار إلى ما قاله المسؤول في الهيئة العامة للسياحة في قطر بشأن التعويل على الزائرين القادمين من دولٍ مثل روسيا والصين والهند، لتعويض العجز الراهن. وفي هذا السياق، لم يغفل التقرير الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها سلطات الدوحة لاجتذاب زوارٍ من أي مكان في العالم، عبر الإشارة إلى ما اتخذته هذه السلطات من قرارات في أغسطس الماضي، تعكس اعتزامها السماح لمواطني 80 دولة بالدخول دون إلزامهم بالحصول على تأشيرة.
عدد اليوم
