الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجم الدين السمرقندي صاحب أول منظومة في الفقه

نجم الدين السمرقندي صاحب أول منظومة في الفقه
6 سبتمبر 2010 22:59
كان الإمام النسفي أحد الأئمة الأعلام وله اليد الطولى في التفسير والفقه والحديث وعلوم القرآن، وكان عارفاً بالمذهب ومتبحراً في التواريخ والأعلام والأدب. ويقول الشيخ منصور الرفاعي عبيد - وكيل وزارة الأوقاف المصرية سابقاً: ولد الإمام عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن لقمان النسفي السمرقندي المفسر الملقب بنجم الدين وشيخ الإسلام، في سنة 461 هـ/ 1069م، بمدينة نسف وإليها نسبته وهي قرب سمرقند، وبدأ طلب العلم بحفظ القرآن الكريم ودرس اللغة العربية، وطاف بحواضر المدن الإسلامية للأخذ عن العلماء، وبذل عنايته لتعلم الحديث وتحصيل علم القراءات ‏والتفسير والفقه الحنفي، واستفاد من شيوخ كثيرين، وجمع أسماءهم في كتاب فبلغوا خمسمئة وخمسة وخمسين شيخاً، منهم أَبو القاسم بن بيان، وإسماعيل بن محمد النوحي، والحسن بن عبدالملك القاضي، ومهدي بن محمد العلوي، وعبدالله بن علي بن عيسى، وأبو اليسر محمد بن الحسين البزدوي، وحسين الكاشغري، وأبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي، وعلي بن الحسن الماتريدي، وأبو علي الحسن بن عبدالملك النسفي. وأضاف: عرف الإمام النسفي بالذكاء وسعة العلوم والزهد والورع والغيرة على الدين وبجودة الاستنباط، وأثنى عليه العلماء، وقال عنه ابن السمعاني: «كان إماماً فاضلاً مبرزاً متفنناً. صنف في كل نوع من العلم في التفسير والحديث والشروط وبلغت تصانيفه المئة وله شعر حسن»، وقال عنه الذهبي: «العلامة المحدث»، وقال العلامة القاسم: «كان فقيهاً عارفاً بالمذهب والأدب»، وذكره ابن النجار وقال: «كان فقيهاً فاضلاً مفسراً محدثاً أديباً مفتياً»، ووصفه القرشي فقال: «الإمام الزاهد نجم الدين أبو حفص». وكان الإمام النسفي عالماً موسوعياً جامعاً معارف واسعة فاتجهت إليه الأنظار، وجلس للتدريس والتف حوله طلاب العلم وطلاب الفتوى، وروى عنه وتتلمذ على يديه الكثيرون، منهم محمد بن إبراهيم التوبشتي، وولده أبو الليث أحمد بن عمر بن محمد النسفي، وعمر بن محمد العقيلي، وأبو سعد عبد الكريم السمعاني. ووضع الإمام النسفي العديد من المؤلفات في الفقه والحديث والتاريخ واللغة العربية بلغت نحو مئة مصنف، منها «القند في تاريخ سمرقند» ويعتبر مرجعاً ومصدراً لما كتبه علماء التراجم والسير مثل الذهبي وابن حجر وغيرهما، و»أجناس الفقه»، و»تطويل الأسفار لتحصيل الأخبار»، و»مستطرف على الحروف»، و»الجمل المأثورة»، و»الحصائل في المسائل»، و»الخصائص في الفروع»، و»دعوات المستغفرين»، و»طلبة الطلبة في اللغة على ألفاظ كتب أصحاب الحنفية»، و»فتاوى نجم الدين أبي الحسن عطاء بن حمزة»، و»الفتاوى النسفية»، و»مجمع العلوم»، و»مشارع الشارع في فروع الحنفية»، و»المعتقد»، و»ياقوتة في الأحاديث»، و»يواقيت المواقيت في فضائل الشهور والأيام»، و»منظومة النسفي في الخلاف»، وهي أول منظومة فقهية عند الحنفية وعدد أبياتها تسعة وستون بيتاً وستمئة وألفان، رتبها على عشرة أبواب، ذاكراً مسائل الفقه في كل باب خلافاً ووفاقاً بين أبي حنيفة وصاحبيه مع الإشارة إلى خلاف الشافعي ومالك، وقال عنها الإمام الأفشنجي أبو المحامد محمود اللؤلئي المتوفى 671هـ في شرحه على المنظومة المسمى «حقائق المنظومة»: «إن المنظومة لعمري كتاب نفيس قبله الخواص والعوام ومن حقه ذلك فلم يصنف مثله في الإسلام»، وكتاب «العقائد النسفية» وبلغ هذا الكتاب شهرة فائقة، حيث يشتمل على مختصر في الأصول والقواعد كتبه بطريقة سهلة ميسرة وحرص على التنقيح والتهذيب، وولع به العلماء فقاموا بشرحه والتعليق عليه أو تلخيصه أو التحشية عليه. «التيسير في علم التفسير» وللإمام النسفي كتابان في التفسير، الأول «التيسير في علم التفسير» وهو تفسير قيم موسع يحتوي على نظرات في جوانب لم يتوقف عندها غيره، ومقدمته تحتوي على لطائف في تعريف التفسير، وتأصيل مشروعية الاستنباط من القرآن الكريم، أوله الحمد لله الذي أنزل القرآن.. الخ، وذكر فيه مئة اسم من أسماء القرآن ثم عرف التفسير والتأويل ثم شرع في المقصود وفسر الآيات بالقول وبسط في معناها كل البسط وهو من الكتب المبسوطة في هذا الفن، وتفسيره الثاني هو «الأكمل الأطول في التفسير» ويقع في أربعة مجلدات كما أشار الزركلي وغيره، وهو تفسير مفيد يتضمن مجموعة من التفاسير المفيدة الميسرة، حيث يتميز بوضوح معانيه وشموليتها وانتصاره للمذهب الحنفي واضح. وتوفي الإمام النسفي -رحمه الله- في 12 جمادى الأولى سنة 537 هـ/ 1142م بسمرقند.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©