الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علاء مان الدين: أصب «العرقسوس» لأطفئ ظمأ الصائمين

علاء مان الدين: أصب «العرقسوس» لأطفئ ظمأ الصائمين
6 سبتمبر 2010 22:58
تكاد لا تخلو مائدة رمضانية من عصير العرقسوس، بإعتباره مشروباً شعبياً له أصول وجذور عريقة تعود لمئات السنين من جهة، ومن جهة أخرى لما له من فوائد وآثار على الصائمين الذين يفتحون به شهيتهم ويغسلون به عروقهم التي كادت تتيبس من شدة العطش، نظراً لحرارة الطقس والصوم لساعات طويلة. كان من السهل جداً أن يوضع هذا العصير إلى جانب أنواع العصائر الرمضانية الأخرى في ثلاجات أو آلات صغيرة يسهل التعامل معها، لكن خصوصيته المتميزة استدعت أن توكل عملية عمله إلى شاب يحمل صبابة خاصة بالعرقسوس على ظهره، ويرتدي زياً سورياً فلكلورياً يتجول بين الصائمين الذين حضروا للإفطار في فندق روتانا العين، فينحني بجذعه لتميل صبابة العرقسوس، وتسكب العصير في الكأس، فيشتم الصائم ويتذوق طعم العرقسوس المنكه برائحة التراث وعبق الماضي . هذا يعني أن صاحب الشروال والطربوش الذي يصب العرقسوس يومياً للصائمين واحد من الذين يفطرون على رأس عملهم، بل ويؤخر إفطاره ليروي عطش الصائمين، ويسعدهم بلذة العرقسوس الذي يعده يومياً لأجلهم. بعد انتهائه من عمله، يحدثنا الشاب السوري علاء مان الدين، 24 سنة عن وظيفته الاستثنائية في هذا الشهر الفضيل. يقول علاء: «أعمل نادلا في أحد مطاعم الفندق منذ عامين ونصف، وأقوم بخدمة الزبائن وأقدم لهم الطعام والشراب، وما إن حل شهر رمضان الفضيل حتى تميزت عن زملائي باختياري لأعد وأصب العرقسوس للصائمين الذين يتوافدون بأعداد كبيرة للإفطار في الفندق، فأحرص على الحضور في تمام الثالثة لأجهز منقوع العرقسوس، وهو في حقيقته جذور لنبات العرقسوس التي تغسل وتنقع وتوضع في قماشه، وتعلق حتى يتصفى منها العصير وتصب قطرات الماء على الكيس حتى يكتمل نزول العصير الذي نضيف له ماء الورد ولا نضيف له السكر، لأنه حلو المذاق، ومن ثم أضعه في الصبابة الخاصة به والمصنوعة من النحاس، ويكون بجانب العصير حافظة للثلج تبرده من الداخل دون أن تختلط به فيخف طعمه، وقبل أذان المغرب بدقائق أحمل الصبابة على ظهري وأبدأ أتجول بين الصائمين الذين يرغبون بشربه، فإذا بي أجد إقبالا منقطع النظير، فهذا يناديني وذاك يشير لي بعينيه، وآخر يلوح لي فأسارع لخدمتهم جميعاً ليرووا عطشهم ويتمتعوا بطعمه ولذة مذاقه». يبين علاء أنه آخر من يتذوق العصير الذي صنعته يداه، لأنه ينشغل بخدمة الصائمين وينسى نفسه، ولا يكسر صيامه بشربة ماء قبل أن ينجز عمله الذي يستغرق منه قرابة الساعة، بعدها يشرب الماء والعرقسوس، ويأكل التمر وينتظر ليفرغ زملاؤه من العمل ليجلسوا سوية في المكان المخصص لهم ويتناولوا الإفطار الذي يقدمه لهم الفندق تقديرا لتعبهم وجهدهم. قد يظن البعض أن علاء يتألم لعدم قدرته على تناول إفطاره في ساعته كما يتمتع به الكثيرون أمامه، ولأنه يحمل صبابة العصير الثقيلة على ظهره، والتي لا شك تسبب له أوجاعا وآلاما، لكنه اعتاد على الأمر من جهة، ومن جهة أخرى هو يشعر بالشبع والجلد والرضا بينما يحظى بمتعة ولذة تقديم العصير للصائمين الذين سيكسب من ورائهم الأجر والثواب بإذن الله تعالى!! كما ويعتقد علاء أن نبات العرقسوس من النباتات المعروفة منذ آلاف السنين، حيث كانت جذورها تستخدم في الطب والصيدلة كعلاج ارتفاع درجة الحرارة وضيق التنفس والسعال، فتلطف وتطرد البلغم وتعالج قرحة المعدة وتستخدم كملين في حالات الإمساك، وتستعمل كمدر للبول ويفتح شرابها الشهية باستعماله أثناء الطعام، ويسهل الهضم باستعماله بعد الطعام ويزيل العطش ويساعد في تقوية جهاز المناعة في الجسم وغيره الكثير من الفوائد.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©