الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبير تغذية: رمضان كان فرصة للتوازن الغذائي وحسم الوزن

خبير تغذية: رمضان كان فرصة للتوازن الغذائي وحسم الوزن
6 سبتمبر 2010 22:57
يقبل الناس خلال شهر رمضان على تناول مختلف أنواع وأصناف المأكولات بشهية كبيرة وشراهة خلال هذا الشهر، والنتيجة الخمول والكسل طوال فترة الصيام وبعدها زيادة في وزن الجسم، حيث يغيب عن ذهن الناس هذه الأمور دون انتباههم إلى أهمية تحقيق متطلبات التوازن الغذائي خلال هذا الشهر العامر بالولائم والعزائم، وكما يقول تعالى: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا»، وقول رسوله الكريم: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه». يوضح الدكتور حسام العيسى اختصاصي تغذية بأحد المراكز الطبية بالشارقة أنه كان وراء فرصة الصيام لرب العالمين غير الأجر وحسن الثواب فرصة عظيمة وكبيرة للنهوض بالجسد وتعافي الروح ونقاء الهواجس، حيث أجمع كل العلماء بغض النظر عن معتقداتهم الدينية أن الصيام الإسلامي فيه من العديد من الفوائد والمنافع أهمها أنه يعتبر فترة صيانة طبيعية ودورية لأجهزة الجسم وإراحة لها من عملها الدؤوب على مدار العام، وفيه أوسع الفرص لتخليص الجسم من السموم والأيونات الضارة، كما فيه استقرار أكبر لمستوى السكر وضغط الدم ودهون الدم، بالإضافة لجانب السكينة والهدوء التي يضيفها على النفس مما يريح الجسد من عناء المتاعب النفسية وضغوط الحياة الروتينية اليومية. مهرجان للطعام قلب الموازين يضيف محدثنا: قلب البعض موازين الصحيح من الأمور من خلال استنزاف متعمد للصحة وهدر فرصة الجسم في الحصول على هذه المكاسب بعد تحويل شهر الرحمة إلى مهرجان مفتوح للطعام، فنجد الكثيرين ومع كل أسف غارقين في ملذات الأكل بمختلف ألوانه وأجناسه مما يدفعهم للتذوق المفتوح والالتهام غير المحمود وبالتالي الوصول للتخمة، وهذا قد يحول فرصة الصيام إلى انتكاسة حقيقية، كما تمر أيام الشهر دون التمتع بهذه الإجازة القيمة للجسم. فرصة للتحكم بالوزن ويشير العيسى إلى أن من السلوكيات الغذائية الغريبة التي سادت في شهر الصوم الإسراف في تناول أطباق الحلوى، والانخراط في سهرات ليلية لا تخلو من الكثير من المبالغات الغذائية، والتغاضي عن سنة ناجحة هي تناول وجبة السحور التي تعد بمثابة وجبة إفطار مبكرة تمد الجسم بالطاقة خلال فترة النشاط النهاري. كما تعتبر من ناحية حيوية محفزاً لعمليات الأيض والتمثيل الغذائي لذلك فإن الرجوع للأدبيات الرفيقة والسلوكيات الحميدة في تناول الطعام وتداوله يجنبنا التخمة والامتلاء والوصول لمرحلة متاعب عسر الهضم، وما قد يصاحبه من سوء امتصاص وشعور بالتثاقل وزيادة الوزن كذلك، بالإضافة إلى ضرورة التحلي بعادة عدم الإسراف والترتيب الصحي من خلال تناول مكونات الطعام بما لا يفسح المجال أمامنا للإفراط والوصول للتخمة والامتلاء والشراهة، فهي فرصة ذهبية للصائمين الذي يتطلعون للتحكم بوزن الجسم من خلال التعقل وغرس أولويات ثرية من خلال التخلص من نزوات الطعام وخروقات الموائد العامرة. الصائم كان يستطيع التعود على التوزيع المنظم لفترات الصيام وأن ينقل هذا التعود للأيام العادية بحيث يضمن استقراراً أفضل للوزن، وتصعيداً ملموساً لمستوى عمليات الأيض والتمثيل الغذائي. رياضة الصائم وعن الرياضة وكيفية ممارستها يوضح أنها من التوجهات المهمة التي كانت لا بد أن يوليها الصائم مساحة من الاهتمام، خاصةً بعد الإفطار لأنها ترفع من مكيال صرف الطاقة وتعطي نزعةً من التطلع الدائم للرشاقة، أما أن يمارس البعض الرياضة قبل موعد الإفطار فهذه لا ينصح بها طبياً وعلمياً لأنها قد تؤثر على مخزون الطاقة في الجسم وترهقه، كما تؤدي إلى انخفاض واضح لمستوى سكر الدم فوق الانخفاض الطبيعي الذي يرافق الصيام الطويل، خاصةً في فصل الصيف، بالإضافة إلى فقد السوائل وجفاف جبهة الجسم وهذا ما يدفع بعض الصائمين للانجراف للطعام وقت الإفطار وبالتالي الوصول للتخمة المزعجة التي ترهق الجسم وتضعضع عافيته. وجبتا الفطور والسحور حول نوع الأطعمة التي يجب البدء فيها عند تناول وجبة الإفطار يشير الدكتور عيسى إلى أنه علينا البدء بالتمر حسب السنة الشريفة للنبي الكريم «صلى الله عليه وسلم»، لما فيه من مستوى سكر طبيعي وغذاء متكامل، ثم الذهاب لتناول صحن متوسط من الحساء الطازج سواءً كان محضراً من الخضراوات أو بقطع الدجاج أو العدس، وبعدها تناول طبق السلطة وتأخير الأطباق الرئيسية المقترنة بعادات رمضان حتى لا يكون لها حيز واسع في سعة المعدة، وفي هذا التداول درء للتخمة وإبعاد شبح التعب والثقل، أما وجبة السحور فلا مانع من إدراج الخبر الأسمر فيها لأنه يوفر حيزاً أكبر للامتلاء في حجم معدة الصائم. كما يجب على الجميع تجنب تناول الحلويات بكثرة لأنها بطبيعتها جامعة للدهون والسكر والمضافات الأخرى لأنها تزود الجسم بفائض ضخم من السعرات الحرارية التي تتسبب في زيادة الوزن على مدى تراكمي، ولكن هذا لا يعني الابتعاد الكلي لكن التعقل والوسطية في الانتباه مطلوبان. وقدم الدكتور حسام نصيحة للصائمين قائلاً: شهر رمضان هو فرصة للعبادة والطاعة والصحة والنقاء فلا بد أن نتمتع بكل دقيقة لما فيه خير واسع للجسد والروح، وعلى الصائم تذكر الحديث: «إن لبدنك عليك حقا»، فعلى الإنسان أن يفكر للحظات أن إسرافه في طعامه قد يهدد صحته عندما قلب موازين الأمور على أعقابها، ولما أفرط بل وتشبث بيده وبكل قوة بأيام هذا الشهر لينزع الألم ويبعد شبح المرض ويقلل من فداحة العلل.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©