الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أنا أندريا بيرلو

أنا أندريا بيرلو
28 سبتمبر 2017 23:27
مراد المصري (دبي) أنا ضد العالم.. كنت أعيش بدايات مسيرتي مع كرة القدم، وفي تلك المرحلة كان أمامي خياران، إما أن أترك تلك اللعبة أو استمر. منذ صغري كنت أعلم إني أفضل من البقية، لذلك كان الكثير من الناس يتحدثون عني لكن أحاديثهم لم تكن إيجابية، بل العكس كنت أحاسب على خطأ لم أقم به لقد كانت فترة سامة في طفولتي. في إحدى مبارياتي مع فريق الشباب، كنت ألعب مع بريشيا، ولكن في الحقيقة حتى فريقي كان يلعب ضدي في تلك المباراة، كنت أصرخ على اللاعبين واحدا تلو الآخر: مرر لي الكرة.. أنا هنا.. وأعيد صراخي: أنت.. مرر لي أنا هنا. ولكن لم يرد عليّ أي لاعب، كانوا يروني في الملعب جيداً ولكنهم تظاهروا عكس ذلك، تجاهلوني تماماً لأني أفضل منهم جميعاً.. وقفت أسأل كالشبح في الملعب: هل ستعطوني الكرة أم لا؟، لم يرد عليّ أي حد، شعرت بأنني سأموت. انفجرت أعصابي وانهرت باكياً وسط الملعب من دون أي تردد، كنت أبكي أمام 11 لاعباً من فريق الخصم و10 لاعبين من فريقي، شعرت باليأس والإحباط.. انهرت تماما. لا يريدون اللعب معي؟، حسناً سألعب لوحدي، لديّ كل الأسلحة للقيام بذلك، أنا ضد العالم أجمع. عادة لا أتحدث كثيراً مع من حولي، ولكن تلك الفترة شهدت أحاديث عديدة بيني وبين نفسي .. كنت أقول دائماً: أندريا، هل تريد أن تكون لاعب كرة قدم؟ هل هذا هو الحلم؟ إذا أذهب وأحصل على الكرة إنها تنتمي لك. انطلقت وبدأت وقفزت مباشراً من فريق الشباب بالنادي إلى الفريق الأول، كنت أتدرب مع لاعبين أعمارهم أضعاف عمري مرتين. بدأت بالركض كالجندي مع الفريق الأول، ولكن هذا لم يعجب لاعبي الفريق سواء داخل الملعب أو في غرف خلع الملابس.. في أحد التدريبات قمت بمراوغة أحد لاعبي الفريق ثلاث مرات بشكل رائع، وفي المرة الرابعة قام بتدخل قاتل على كاحلي.. بالتأكيد لم يكن ليصدقني أحد بأنه كان تدخلاً مقصوداً. نظرت إلى المدرب لوسيسكو وغمز لي: لا بأس حاول مرة أخرى. واصلت العمل منذ تلك اللحظات الصعبة، حتى حققت حلمي بالفوز بلقب كأس العالم ودوري أبطال أوروبا والعديد من الإنجازات الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©