إعداد - عدنان عضيمة:
لا يكاد الربيع يزهو في بلد كمثل زهوه في أرياف كوريا الجنوبية؛ وهناك ·· في الحدائق الغنّاء التي تملأ العاصمة سيئول، تعلن رائحة أزهار التوت البرّي عن قدومه· والكوريون من الشعوب التي تبالغ في التعبير عن حبّها للطبيعة من خلال عشرات المهرجانات والاحتفالات الموسمية· ولهذه التظاهرات الشعبية تأثيرها القوي في ترقية الصناعة السياحية في هذا البلد المضياف· وينطلق هذه الأيام في أرجاء كوريا الجنوبية 'مهرجان فوانيس اللوتوس
'Lotus Lantern festival الذي يعد من أكثر المهرجانات أهمية في كوريا حيث تشارك فيه جموع غفيرة من المواطنين بألبستهم التقليدية التي تكثر فيها الألوان الصاخبة والمتضاربة· ولهذا المهرجان مغزى دينياً بالنسبة للكوريين لأنه يصادف عيد ميلاد بوذا· وتتركز الاحتفالات بهذه المناسبة في ضاحية إينسا دونج التي تقع إلى الشرق من مركز العاصمة سيئول وإلى الشمال من نهر 'هان' العريض الذي يخترق المدينة متعرجاً بداخلها كالأفعى، وحيث تتزين ساحاتها الرئيسية التي تضم أرقى المقاهي والفنادق بنحو 100 ألف فانوس مضيء·
ولم تفوّت طيران 'الإمارات' هذا الحدث السياحي العالمي المهم حيث أعلنت عن برنامج متكامل للعروض السياحية نشرت تفاصيله صحيفة 'الإندبندت' البريطانية· ويمكن للسائحين السفر على متن طائرات 'الإمارات للطيران' من مطار هيثرو في لندن إلى سيئول عن طريق دبي، أو السفر المباشر على خطوط آسيانا أو الخطوط الجوية الكورية· ومن الشركات ذات الخطوط النشيطة والتي تنطلق من المدن العالمية الكبرى إلى سيئول، 'كاثي باسيفيك' وتشمل رحلاتها توقفاً قصيراً في مطار هونج كونج· ومما يميّز برنامج 'الإمارت للطيران' أن طائراتها تنطلق باتجاه دبي ثم سيئول من المدن الرئيسية الكبرى في المملكة المتحدة مثل جيتويك ولندن وبيرمينجهام ومانشستر وجلاسجو عاصمة اسكوتلاند·
ويقع مطار مدينة سيئول الرئيسي الذي يدعى 'إنشيون إنترناشونال' على بعد 50 كيلومتراً غربي العاصمة· ويمكن للمسافرين الانتقال منه إلى مركز العاصمة بالباصات الفخمة المكيّفة خلال 70 دقيقة مقابل 8000 وون (8 دولارات أو نحو 30 درهماً إماراتياً)؛ ويمكن قطع المسافة بالتاكسي التقليدي مقابل مبلغ 40 ألف وون (38 دولاراً أو 133 درهماً إماراتياً)·
وتتميز سيئول بأبراجها السكنية الجميلة التي تحيط بها الغابات والمساحات الخضراء من كل الجهات· وغالباً ما تفصل بين الأحياء مسافات طويلة· ومن أجمل معالم العاصمة الكورية نهر 'هان' العريض الذي يتدفق بغزارة أثناء اختراقه للأحياء الوسطى من المدينة· ويفضل معظم السيّاح قضاء أوقاتهم في الضفة الشمالية للنهر وخاصة في مناطق 'إيتايون' و''إينسا دودنج' الراقية· وتشكل اللغة عائقاً كبيراً أمام السيّاح لأن معظم الكوريين لا يجيدون الإنجليزية أو لا يحبون التكلم بها بدافع الانتماء الوطني القوي لديهم· وسوف يلاحظ ذلك كل من يحاول استخدام التاكسي في تنقلاته عبر المدينة·
عدد اليوم
