الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليلة الـرؤيــة

ليلة الـرؤيــة
27 يونيو 2014 18:24
رؤية هلال شهر رمضان المبارك حدث سنوي يترقبه الجميع، لما يشمله من طقوس ومشاعر خاصة يعيشها المسلمون في الإمارات وأنحاء العالم، استعداداً للضيف الكريم الذي يحمل معه نسائم الرحمة والغفران، وعبر الزمن اختلفت أساليب رؤية الهلال وأماكن مطالعته في مختلف البلدان، خاصة مع ظهور معدات تكنولوجية وأدوات رؤية بصرية غاية في التقدم، ومع ذلك لم تزل الرؤية بالعين المجردة سيدة الموقف في ثبوت ظهور هلال رمضان، وبدء أول ليالي شهر رمضان، وستتاح الفرصة أمام الجمهور للمشاركة، من خلال المرصد الفلكي المتقدم على كورنيش أبوظبي مساء اليوم لمتابعة مراحل ظهور هلال رمضان. أحمد السعداوي (أبوظبي) انطلاقاً من خبرته الممتدة مع عالم الفلك والنجوم وتحري رؤية هلال شهر رمضان منذ سنوات عديدة، يقول نزار سلام رئيس مرصد الامارات الفلكي المتحرك، وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إن هناك الكثير يهتمون بتحري رؤية هلال رمضان بأنفسهم، لما في ذلك من متعة روحية عظيمة لا يستشعرها إلا من مارسها من قبل، خاصة من سكان المناطق الجبلية وغيرها من الأماكن التي يسهل من خلالها رؤية الهلال. ومن أجل إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الجمهور لمعايشة هذه اللحظات الجميلة المفعمة بالأجواء الروحية والسفر في عوالم الفلك البعيدة، هناك دعوة لجمهور أبوظبي للمشاركة في الرصد الفلكي على منطقة كورنيش أبوظبي قصر الإمارات، حيث يتم استخدام مرصد الإمارات الفلكي، الذي يعد أكبر واحدث تلسكوب فلكي بالمنطقه العربية بقطر 0.60 سم لتتبع وتحري هلال رمضان، وستنصب عدد 5 «تلسكوبات» فلكية بأقطار تتراوح بين 125 ملم حتى 600 ملم، بالإضافة إلى عدسات تصوير بمجال رؤية واسع ومناظير يد تابثة ومحمولة توزع للحضور. وللسنة الرابعة على التوالي يتم استخدام البث الحي عبر الإنترنت لتحري الهلال باستخدام كاميرة مدمجة بعدسة «تلسكوب» مثبتة فوق المرصد الرئيسي المرتبط بالأقمار الاصطناعية، الذي يتم التحكم فيه عبر جهاز حاسوب مزود ببرامج فلكية تفاعلية تحاكي واقع حركة النجوم بدقة بالغة لا تتجاوز الثواني القوسية داخل حدود مجرة المجموعة الشمسية ومجرة درب التبانة. www.astronomy.ae. هدف الرصد وبالرغم من الاستحالة العلمية في رؤية الهلال الجمعة 27 يونيو 2014، إلا أن هدف الرصد الفعلي إحياء السنة النبوية من خلال التحري في ليلة 29 من كل شهر عربي، بالاضافة إلى تشجيع الجمهور على المشاركة والبحث وبطرق علمية عن الأهلة بما لا يتعارض مع الدين ومعرفة كل جديد في مجال رصد وتصوير الأجرام السماوية.. والتحديات التي يواجهها الفلكيون. ويرجع سلام أهمية استخدام «التلسكوبات» والمناظير، إلى انتشار الغبار والاتربة والابخرة في أجواء معظم أنحاء الجزيرة العربية، ونظرا للمناخ الذي يسود المنطقة خلال هذه الفترة والمتمثل بالحرارة والرطوبة العالية فإن «التلسكوبات» والمناظير تصبح ضرورة ملحة تفرضها الظروف وتساعد في التثبت من الرؤية. وبتعريف موجز فإن التلسكوب الفلكي عبارة عن أداة بصرية تستخدم لتجميع الضوء الصادر عن الأجرام السماوية وفي معظم الأحيان يكون التلسكوب قادرا على تجميع الضوء حتى في ظل ظروف جوية سيئة أو في حال وجود بعض السحب المتفرقة، ولهذا فإنه أقر بمشروعية استخدامها بجميع الدول العربية والاسلامية، ولا تستطيع التلسكوبات تصوير أو إظهار الأجرام السماوية بعد غيابها تحت الأفق أو قبل شروقها، وأكثر ما يميز أجهزة التلسكوبات الفلكية الحديثة إمكانية برمجتها للتوجه مباشرة إلى موقع الهلال من دون تدخل الراصد ما يسهل عملية التحري. وحول شهادات الرؤية، يؤكد رئيس مرصد الامارات الفلكي المتحرك، أن هناك الكثير من شهادات الرؤية التي تخالف العلم والحل هنا يكمن في التدقيق في شهادة الرائي، حيث إنه عند التقدم بالشهادة يواجه ببعض الأسئلة التي تؤكد سلامة مشاهدته للهلال، مثل السؤال حول موقع الهلال المشاهد من ناحية الموقع بالنسبة للشمس، الارتفاع تقريبا وفترة المكوث والشكل الذي بدا الهلال عليه وخلافه، وبالمقارنة فإن شهادة الراصد الفلكي أو الراصد المتمرس، الذي غالبا ما يكون على علم بالخصائص الدقيقة للهلال لحظة غروب الشمس مثل البعد الزاوي بين القمر والشمس وعمر وارتفاع القمر ومدة مكوثه بعد غروب الشمس وخلافه، شهادته ملزمة أكثر لاعتماده على معايير لا يختلف عليها اثنان لاسيما أن علم الفلك علم يقيني قائم على حسابات دقيقة. وأوضح أن ما يحدث في معظم الاحيان هو ترائي الشاهد لما قد يظن أنه هلال في أحيان كثيرة وجد أن الجسم المرصود كان كوكب الزهرة ومعروف أنه ألمع الأجرام السماوية بعد الشمس والقمر في أحيان أخرى مذنبات لامعة تكون في أوج لمعانها عند الغروب أو الشروق وأحيانا أخرى ظواهر جوية تحدث في طبقات الجو العليا، ومتوقع ان يحدث التباس لدى بعض العامة أو الشهود عند رؤيتهم لكوكب المشتري يوم الجمعة 27 حيث سيكون متواجدا في الأفق الغربي وسيبدو لامعاً وبراقا بعد غياب الشمس. خصائص الهلال وبخصوص طريقة الرصد باستخدام المناظير، يشرح سلام: تعتبر المناظير ثنائية العينية الأكثر شيوعا في تحري الاهلة بسبب قدرتها على تجميع الضوء وتكبير الصورة والاحتفاظ بمجال رؤية واسع يسهل من عملية البحث، والمناظير الأكثر شيوعا تبدأ بقطر عدسة شيئية بين 50 ملم الى 80 ملم وتكبير بين 8 إلى 20 ملم، والطريقة تكون بتوجيه المنظار جهة الغرب بالقرب من منطقة تواجد الهلال «أغلب الأحيان بالقرب من الشمس» مع تجنب توجيه المنظار سواء بشكل مباشر أو غير مباشر نحو الشمس «لما قد يسببه من ضرر للعين قد يكون مؤقتاً أو دائماً»، ومسح السماء بشكل رأسي وبطيء من الأعلى باتجاه الأسفل، والاكمال من الاسفل نحو الأعلى وتغطية المنطقة التي من المفترض أن يتواجد بها الهلال. أما آلية الحساب الفلكي، فلفت إلى أن الأمر يتطلب التعرف على الخصائص الدقيقة للهلال لحظة غروب الشمس مثل العمر والارتفاع عن الأفق والبعد الزاوي عن الشمس «السمت» وهنا يتم استخدام برامج فلكية دقيقة التوقيت تحاكي مواقع النجوم والكواكب بعضها بالنسبة لبعض، ودائما ما يكون يوم التاسع والعشرين من الشهر الهجري يوم تحري للهلال وعليه يحسب في هذا اليوم موعد الاقتران «المحاق» وهو التقاء الشمس والقمر، وإن وجد أن الحساب الفلكي القطعي يشير إلى أن موعد الاقتران سيحدث بعد غياب الشمس تحت أفق الراصد، يقر حينها باستحالة رؤية الهلال بعد غروب شمس ذاك اليوم «لعدم وجود الهلال» ويعلن أن يوم غد الثلاثين من الشهر الهجري هو متمم للشهر الحالي. وقال: في حال كان الاقتران بين القمر والشمس سيحدث قبل غروب شمس التاسع والعشرين حينها يحسب موعد غروب القمر، فإذا كان القمر سيغرب في هذا اليوم قبل غروب الشمس، يقر حينها بعدم أو استحالة رؤية الهلال ويعلن أن يوم غد الثلاثين هو المتمم للشهر الهجري الحالي وفي كلا الحالتين لن يكون هناك هلال يتحرى عنه في الافق الغربي، أما في حالة حدوث الاقتران وغروب القمر بعد غروب الشمس، عندها يتم تطبيق معايير رؤية الهلال وهي متعددة وتطورت مع الزمن، إلا أن أهم المعايير التي تتماشى مع الجيل الحالي هما معيار «مرصد جنوب إفريقيا الفلكي- معيار عودة»، وبشكل عام فان المعايير الحالية تقوم بحساب فرق السمت «البعد الزاوي» بين الشمس والقمر وقت غروب الشمس، وحساب ارتفاع القمر عن الأفق الغربي لحظة غروب الشمس، وسمك الهلال ومدة المكوث في الافق بعد غياب الشمس بالاضافة الى عمر القمر منذ لحظة الاقتران. إضاءة قال نزار سلام إن علم الفلك علم يقيني جازم وقطعي ولم يحدث أن وجد تعارض فيما بين الحسابات الفلكية الرياضية التي يقدمها علماء الفلك، إنما وفي أسوأ الأحوال قد تكون هناك بعض الفروق الحسابية الزمنية التي لن تتعدى الثواني. الحسابات الفلكية أظهرت استحالة رؤية الهلال الجمعة يحدد سلام الموعد الفلكي لبدء شهر رمضان الكريم بقوله: بالحساب الفلكي وباعتماد إحداثياث مرصد الإمارات الفلكي كموقع تحري من داخل جزيرة أبوظبي، نجد أن القمر بإذن الله سيغرب الساعة 7 و12 دقيقة و33 ثانية، وتغرب الشمس الساعة 7 و14 دقيقة و40 ثانية، وبالمقارنة بمواعيد الغروب نجد أن القمر يغرب قبل الشمس بنحو 2 دقيقة و7 ثانية، وعليه وإذا ما اتخذنا الرؤية شرطاً أساسياً لبدء الشهر العربي، فإن الدول التي تتخذ مبدأ الرؤية الاستطلاعية بالعين المجردة أو التلسكوب معياراً لها من المفترض أن تعلن أن السبت 28 يونيو هو المتمم لشهر شعبان المبارك، على أن يكون الأحد 29 يونيو أول أيام شهر رمضان المبارك علماً أن مشاهدة الهلال ممكنة جداً يوم السبت 28يونيو باستخدام العين المجردة من كل دول العالم. وأوضح نذار سلام رئيس مرصد الإمارات الفلكي المتحرك، وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن الحسابات الفلكية أظهرت استحالة رؤية الهلال الجمعة الموافق 27 يونيو 2014 من جميع دول العالم العربي والإسلامي، أما لغياب القمر قبل الشمس بدقائق معدودة أو لغياب كليهما بالوقت نفسه أو غياب القمر مباشرة بعد الشمس دون فترة مكوث كافية، إلا أن المشاهدة ستكون ممكنة وفقط باستخدام التلسكوبات الفلكية في معظم أجزاء أميركا الجنوبية مثل البرازيل، الأرجنتين، تشيلي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©