الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: المسلمون مطالبون بوضع برنامج إيماني لشهر رمضـان

العلماء: المسلمون مطالبون بوضع برنامج إيماني لشهر رمضـان
11 يونيو 2015 22:54
الصوم يزكي النفس ويعالج المشكلات.. لا تحولوه إلى «الطعام» والسهر// محطة سنوية منحها الله للمسلمين ليقفوا مع أنفسهم ومع ربهم// إلهام شاهين علينا التأهب لاستقبال رمضان بنية خالصة على تعميره بالطاعات// آمنه نصير يجب أن نتحلى بعزيمة صادقة وقدرة على تحقيق غاية الله من خلقه// محمد أبو ليلة أحمد مراد وحسام محمد (القاهرة) أوضحت الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن شهر رمضان محطة سنوية منحها الله سبحانه وتعالى للمسلمين حتى يقفون فيها مع أنفسهم ومع ربهم، وليراجعوا حساباتهم، ومن ثم ينبغي على كل مسلم أن ينتهز هذه الفرصة الربانية في تدعيم سلوكيات الخير، وتعويد نفسه على الفضائل وتجنب الرذائل، فلا ينبغي أن تمر منحة رمضان مرور الكرام دون أن يستفيد منها المسلم. وتقول: هناك عدة أمور ينبغي أن يستقبل بها المسلم شهر رمضان الفضيل، ويستعد من خلالها لإحياء هذا الشهر المبارك، ومنها عقد العزم الصادق على اغتنام فرصة رمضان، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، وعلينا أن نستقبل رمضان بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها، فهو شهر التوبة، قال الله تعالى: (... وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة النور: الآية 31»، هذا فضلاً عن أن يحرص المسلم على التزود بأحكام الفقه الخاصة برمضان والصيام، فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم، ولا يعذر بجهل الفرائض، ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه، ليكون صومه صحيحا مقبولا عند الله تعالى. واجبات وتضيف الدكتورة إلهام: كذلك ينبغي أن يستقبل المسلم شهر رمضان بسلامة الصدر، وألا يكون بينه وبين أي مسلم شحناء، كما يجب الاهتمام بالواجبات مثل صلاة الجماعة، ولا تكتسب ما استطعت من الأوزار بالتعود على صلاة الليل والدعاء، واتخاذ ورد يومي من القرآن الكريم حتى لا نضعف في وسط الشهر، إضافة إلى ذلك يجب اتخاذ أوقات خاصة لقراءة القرآن. وتشدد على ضرورة أن يستقبل المسلم شهر رمضان بمحاسبة النفس على تقصيرها في الواجبات أو عدم ترك ما نقع فيه من الشهوات أو الشبهات، فيقّوم العبد سلوكه ليكون في رمضان على درجة عالية من الإيمان، فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، مشيرة إلى أن التقوى هدف وغاية الصوم الأساسية، وتحقيق هذه الغاية إنما يكون باتقاء الشرور والآثام، والتغلب على العقبات، والانتصار على الشهوات، والسمو بالنفس، والارتقاء بالروح، ومراقبة الله تعالى في السر والعلن، وحتى نصوم بالكيفية التي أرادها الله ورسوله ينبغي على الصائم أن يلتزم بسلوكيات وأخلاقيات الصيام، وفي مقدمتها أن تكون علاقته بالناس في رمضان أفضل من أي وقت آخر لأن الصوم تربية للنفس الإنسانية. النية والطاعات أما الدكتورة آمنه نصير - العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر، فتؤكد أنه ينبغي على المسلم أن يتأهب لاستقبال شهر رمضان بعقد النية الخالصة على تعميره بالطاعات وزيادة الحسنات وهجر السيئات، وعلى بذل المجهود واستفراغ كل الوسع في استغلال كل لحظة فيه في رضا الله سبحانه، مؤكدة أن هذه النية ضرورية. وتقول د. آمنة: شهر رمضان المبارك من أغلى وأعظم لحظات العمر، ومما يجعل الإنسان لا يفرط في لحظة منه أن يتذكر وصف الله تعالى له (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ)، وهي إشارة إلى أنها أيام قليلة، وأنها سرعان ما تنتهي، ومن ثم فإن من يفوز في رمضان هو من كان مستعداً له ومستيقظاً إليه، فإذا أدرك الإنسان قصر وقت رمضان علم أن مشقة الطاعة سرعان ما تذهب، وسيبقى الأجر وتوابعه من انشراح القلب والصدر، وفرحة العبد بطاعة الله سبحانه وتعالى. وتضيف: لا بد للصائم أن يدرك الهدف من الصوم حتى يكون لصيامه معنى، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش»، ومن ثم يجب على الصائم أن يلتزم التقوى في أفعاله وأقواله. شهر العبادة// ويقول د. محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: قبل أن يهل شهر رمضان يجب على المسلم أن يعي أنه مقبل على موسم طاعة، ومن ثم يجب الاستعداد له بشتى الصور والطرق، ولعل أهم هذه الاستعدادات إعلان التوبة النصوح من كل المعاصي حتى يوفق في الطاعة لأن صاحب المعصية لا يوفق للطاعة، فإن شؤم الذنوب يورث الحرمان ويعقب الخذلان، وإن قيد الذنوب يمنع عن المشي إلى طاعة الرحمن، فتجد القلب في ظلمة وقسوة، فلا بد إذن من التوبة النصوح المصحوبة برد الحقوق إلى أهلها، وإظهار الحاجة إلى الله والرغبة بحسن الدعاء ودوام الاستغفار وكثرة الإلحاح والتضرع لله. ويضيف: رمضان هو شهر العبادة بمختلف أشكالها وصورها، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في إحياء الشهر بكل ما هو طيب وصالح، حتى يخرجوا من رمضان بإرادة قوية وعزيمة صادقة تجعلهم قادرين على تحقيق غاية الله من خلقه، والتي تتمثل في عبادته جل شأنه وإعمار الأرض، هذا فضلا عن أنهم يخرجون من رمضان وقد غفر الله لهم ذنوبهم بشرط أن يصوموا إيماناً واحتساباً، وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». ويناشد المسلمين في شتى مشارق الأرض ومغاربها إلى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في إحياء شهر رمضان بالكيفية التي أرادها الشارع الحكيم حيث كان يكثر من العبادات، وتلاوة القرآن ومدارسته والصدقة والعطاء والصلاة والاعتكاف، وكان أجود ما يكون في رمضان، ويخصه في العبادة بما لا يخص غيره من الشهور. مقدمة// شدد علماء في الأزهر على ضرورة أن يحسن المسلمون استقبال شهر رمضان بالعزم الصادق على اغتنام فرصته، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، وترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها، ودعا علماء الدين، المسلمين إلى بذل كل الجهد، واستغلال كل لحظة في رضا الله سبحانه وتعالى، مؤكدين أنه يجب على المسلم أن يتأهب لرمضان بتوبة نصوح مصحوبة برد الحقوق إلى أهلها، وإظهار الحاجة إلى العزيز الغفار، والرغبة بحسن الدعاء ودوام الاستغفار وكثرة الإلحاح والتضرع إلى الله بالقبول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©