حديقة منزلية مبتكرة في حي السهول

تخلق الحديقة المنزلية لوحة هندسية حية في المساحات الخارجية لفناء المنزل، الأمر الذي يعزز أهميتها في البيوت، واليوم صرنا نشاهد الكثير من التصاميم والتشكيلات الفنية التي تلون الأفنية الخارجية للمنازل بما يمنحها التميز في مظهرها. وتعد عملية توزيع محتويات وعناصر الحديقة فيها بدقة متناهية متوافقة مع مساحة المكان عاملاً مهماً يجلب الراحة والبهجة على نفسية زوار البيت. في هذا الإطار حصدت حديقة غرايم أوليفر في حي السهول، المركز الأول لأفضل حديقة مبتكرة في مسابقة إعمار العقارية للحدائق، نظراً لتمتعها بقدر من التنسيق في توزيع عناصر الحديقة، وكيفية استغلال مساحة الفناء الخارجي بطريقة فنية مبتكرة، وهو ما يحقق فيها العنصرين الجمالي والوظيفي في آن واحد. استطاع غرام اوليفر ان يجسد التصور الذي فكر به حول شكل وملامح الحديقة على أرض الواقع، ما جعلها محطة للاسترخاء والهدوء، ويقول: لا يمكن ان يتصور المرء الحياة من غير البيئة الخضراء، فذلك اللون يمدنا بالراحة والسكون والطمأنينة لحظة النظر إليه، إلى جانب الجمال الذي يرسمه على مساحة المكان الخاصة به، ويمكن الشعور بذلك بمجرد الجلوس في احضان هذه الحديقة التي تستقبل الزوار بردائها الأخضر اليانع والزهور الموسمية التي بدت مزدهرة في أجواء الصيف الحارة، إلا انها متماسكة وقوية، تخلق النعومة والجمال في اروقة الحديقة، التي تستأنس النفس بها. وبقدر ما للحديقة من جمال إلا ان التعامل مع هذه الكائنات الرقيقة والتلذذ في رعايتها والاهتمام بها بين الحين والآخر، هو بحد ذاته متعة يمكن أن يشعر بها الانسان إلى جانب التناغم الحسي الذي، قد يتولد بينه وبين هذه الكائنات الرقيقة، التي تمده بالطاقة والتجديد والنشاط، وبالإضافة إلى عنصر البهجة التي تدوم معه. المسطح الأخضر والسياج وقد تميزت حديقة اوليفر بالتنوع في طبيعتها وما تحتويه من مجموعة نباتية مختلفة، فنجد الأسيجة التي اخذت تشق طريقها على امتداد السور، فتغطي الجدران وتحددها، مما تدب فيه معاني الحياة، هذه الأسيجة التي تم التعامل معها بطريقة احترافية، حيث شكلت به خلفية بديعة للحديقة فهي تحيط بحدود الحديقة والمسطح الاخضر، مما يعمل على إظهار اتساع في التصميم، وتبرز تفاصيل المكان بشكل اكثر جاذبية ووضوحاً. كذلك لم تخل حديقة أوليفر من المسطح أو البساط الأخضر المهذب بشكل جيد، هذا العنصر الذي يعد من اهم العناصر النباتية في الحديقة، نظراً لكونه يكسب الحديقة اللون الاخضر، ويعوض أي نقص يكون موجوداً في الأوجه المختلفة للحديقة. وقد عمد اوليفر على أن يأخذ المسطح الأخضر مساحة جيدة من الحديقة، دون ان يزاحم المكان الأشجار والشجيرات، أو اي نباتات أخرى، ففضل أن تكون مساحته واسعة ومفتوحة نوعاً ما حتى تكون بمثابة محطة لجلوس الأسرة، وقضاء وقت مع الاصدقاء وإقامة الحفلات الخاصة، فيكون هنالك متسع لمشاركة عدد جيد من الضيوف والأصدقاء. ويوضح أنه من مزايا المسطح الاخضر الجيد أن يكون معمراً جميل الخضرة قوي النمو سريع التغطية وسهل الصيانة ويتحمل جو المنطقة ونوع التربة وعملية التقليم المتواصلة. الجلسات العائلية كما نجد في الحديقة الخلفية للمنزل، أن اوليفر قد ترك مساحة جيدة من المكان خصصها للجلسات العائلية من خلال الارضيات الحجرية التي اخذت مساحة واسعة من المكان، وذلك بالتزواج والترابط بين الأرضيات او البلاط والبساط الأخضر، ليمنح الأرضية تشكيلاً فنياً رائعاً مبتكراً، كما استغل تواجد الأشجار في الحديقة للاستفادة من تظليلها المكان، وايضاً استغل الجزء الواقع تحتها ليصمم مقعداً فنياً مبتكراً من الخشب يلف الشجرة على شكل ثماني الأضلاع، فتكون محطة جيدة للجلوس تحت الشجرة والاستمتاع بها. وقد انتقى اوليفر عدداً محدوداً جداً من أشجار الزينة التي اتخذت عدداً من المواقع القريبة من السور، فالأشجار العالية تخلق نوعاً من التباين نظراً لاختلاف ارتفاعاتها، مما يساعد على إضافة بعد رأسي في الحديقة، وقد راعى اختيار الاشجار التي تتناسب حجمها مع مساحة الحديقة، كما استخدم الأشجار المزهرة مثل البونسيانا التي تكسر اللون الاخضر، عندما تزهر في هذا الوقت من السنة، مما تضيف ابعاداً جمالية خاصة على الحديقة، هذا عدا عن أهميتها في التقليل وصد الرياح والاتربة. وهناك عدد من الشجيرات التي عادة ما تستخدم في الحدائق الصغيرة نظراً لكونها تتناسب مع صغر المساحة المحدد لها، حيث زرعت في صفوف منتظمة في حدود السور ومنها ما زرعت كأسيجة، ومنها ما تم تشكيلها بطريقة هندسية، مما خلق نوعاً من التناغم الجمالي بين عناصر المكان. نافورة وعلى مقربة من هذا المكان نجد أن صاحب الحديقة قد قام بتشكيل وتصميم نافورة على النمط الحجري، حيث تحد أجزاء البركة قطعاً من الصخور التي وزعت حولها بطريقة أقرب إلى الطبيعية في تفاصيلها، ونجد عدداً من النبات التي وزعت فيما بين الصخور اكسبتها قدراً من الدقة وصدقية العمل وواقعيته، وقد انتقى صاحب الحديقة عدداً من النباتات التي تتلذذ برطوبة الماء، إلى جانب عدد من المغطيات او النباتات الزاحفة التي يتم استخدامها لتغطية المنحدرات او الأحجار، والأجزاء أو الأماكن التي يصعب الوصول إليها، فيمكن أن تكون المغطيات الحل الامثل لها ومن هنا وجدنا عدداً من هذه النباتات، قد تواجدت بين الصخور كما زحفت عليها، إلى جانب إيقاع حركة الماء التي تقذفها فوهة صغيرة جدا عبارة عن انبوب متمركز في منتصف البركة يرش الماء بكل خفة وبطء ليتساقط مجدداً في البركة، مما يصدر إيقاعاً جمالياً يبعث في النفس الراحة والاسترخاء. ويهوى اوليفر التنوع في زراعة النباتات على اختلاف بيئتها واحتياجاتها وطبيعة نموها، ومن بين الازهار التي استحوذت على الرعاية والاهتمام هي ازهار الزنبق المائية التي صمم لها بركة خاصة في زاوية من الحديقة. الاهتمام بالحديقة يوضح اوليفر أن الرعاية والاهتمام ضروريان حتى تبقى الحديقة محافظة على اطلالتها وشكلها وتقوم بدورها الوظيفي في امتصاص كافة الضغوط التي قد يعانيها المرء، واكسابه قدراً من الطاقة التي يحتاج لها. فكثيراً ما امضي ساعات طويلة وانا اعاين النباتات وارقب عن كثب نموها، وما تعانيه الأخرى من مشاكل، وأزيل كل ما قد يشوه مظهر النبته. من خلال التقليم المستمر والتشذيب اللذين يجعلانها دائماً متجددة ويساعدانها على إكتساب قدر من القوة وسرعة النمو.