الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: الإقبال على الطاعات أفضل استقبال لرمضان

العلماء: الإقبال على الطاعات أفضل استقبال لرمضان
26 يونيو 2014 22:03
يهل علينا شهر رمضان المبارك، وقد استعد المسلمون بشراء المزيد من الأطعمة والأغذية التي تفوق احتياجاتهم خلال الشهر الفضيل، وكذلك ترقب الأعمال الفنية والدرامية والبرامج الترفيهية التي تضّيع الوقت، وهو عكس المقصود من الشهر الفضيل الذي يجب استغلاله في العبادة وكسب المزيد من الثواب المضاعف، ويقول الدكتور عبدالله النجار أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الشارع الحكيم عندما شرع الصيام في شهر رمضان كان يهدف إلى إحداث توازن بين الجسد والروح، على اعتبار أن الإنسان يولي اهتمامه طوال السنة لجسده من طعام وشراب وترفيه، وغير ذلك من الأمور الدنيوية. حسام محمد (القاهرة) أوضح الدكتور عبدالله النجار أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أنه من أهم أولويات الصيام هي إعطاء الأهمية لتغذية الروح وتزكيتها، لا أن نستغل هذا الشهر لابتكار أصناف الأطعمة وتضييع الوقت في متابعة الفضائيات، فالهدف من الصيام هو عكس ذلك تماماً والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث الصحيح: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه». الشهر العظيم وقال: أجمع الفقهاء على أنه لا يوجد شهر عظيم الخيرات، كثير البركات، فيه فضائل عديدة وفوائد جمّة مثل رمضان، وعلى المسلم أن يغتنم تلك الفضائل ويقتنصها وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في فضل شهر رمضان: «إذا كانت أول ليلة من رمضان فُتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب، وغُلقت أبواب جهنم فلم يُفتح منها باب وصُفدت الشياطين، وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة»، فينبغي على المسلم أن يستقبل هذا الشهر العظيم بالفرح والسرور والشكر لله تعالى الذي وفقه لبلوغ شهر رمضان وجعله من الأحياء الصائمين القائمين الذين يتنافسون فيه بصالح الأعمال، وعلينا الحذر ممّا حرمه الله عليه كي لا ينقص أجر الصوم ويحرص على العبادة، وعلى كل مسلم أن يبرّ والديه وأن يصل رحمه، وأن يتعاهد إخوانه الفقراء والمحتاجين والمنكسرين والمعوزين والأرامل والأيتام، وأن يُحسن إلى جيرانه، ويتعاهدهم بالزيارة والنصح والتوجيه والإرشاد، فهو في شهر الجِنان والبعد عن النيران، شهر الإقبال على الحسنات والطاعات والبعد عن السيئات والمعاصي. ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول: «جاءكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله». نوافل أما الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق فيقول إن رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، فيه ليلة خير من ألف شهر، ولابد أن يعي كل مسلم أنه ليس بمقدورنا أن نعوض هذا الشهر المبارك بأي شهر آخر حتى لو قمنا الليل وصمنا النهار وصلينا النوافل، ففيه تضاعف الأجور، ولهذا فعلى المسلمين ألا ينحصر اهتمامهم وتفكيرهم خلال رمضان في الإسراف في الطعام والشراب، ومتابعة الأعمال الفنية والبرامج المسلية، وعليهم ألا ينسوا الهدف الأسمى من الصيام وهو تحقيق الغاية السامية منه وهي التقوي. وأضاف: يجب أن يقوم كل مسلم بوضع خطة إيمانية يسير في إعدادها على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام في استغلال كل دقيقة من دقائق هذا الشهر للعمل والعبادة، بحيث نضع في تلك الخطة تخصيص جزء من الوقت لقراءة القرآن لنختم القرآن عدة مرات في رمضان، وكان حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان كل ثلاث ليال، وبعضهم كل سبع، وبعضهم كل عشر، فكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها، فكان للإمام الشافعي في رمضان ستون ختمة، يقرؤها في غير الصلاة، ويجب أن تكون قراءتنا للقرآن بإدراك وتدبر المعاني، وأشار إلى أنه يتعين أن نحرص على التفقه في علوم الدين وقراءة كتب السيرة وغيرها من الكتب الدينية والقيام في الليل. إخراج الصدقات وتقول الدكتورة آمنة نصير العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر إن من فقه الأولويات في هذا الشهر الحرص على إخراج الصدقات، حيث ورد عن ابن عباس أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، وعلى المسلم أن يحرص على ضرورة البر بالفقراء، وبشكل خاص إطعامهم وإفطار المساكين، فقد جاء في السنة النبوية الشريفة أن من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء. وتضيف أن شهر رمضان فرصة للأغنياء والموسرين لبذل الخير والعطاء ومساعدة الآخرين وتخفيف آلامهم وتحسين أوضاعهم، وعلينا أن نعلم ونعود أبناءنا منذ الصغر على حب الخير والإيثار والعطاء والجود. تحميل المعدة والنفس فوق طاقتهما أوضح الدكتور عبدالهادي مصباح أستاذ المناعة بجامعة القاهرة، أن الصائم عليه عدم تحميل معدته ونفسه فوق طاقتهما، وألا يخضع لشهواته لخطورة ذلك على معدته، كما أن ذلك مخالف لما يهدف إليه شهر رمضان المبارك، ونحن لا نقول ذلك من باب ترغيب الناس في الصيام، فحسب فتلك عبادة وفريضة على الناس احترامها وتوقيرها قبل كل شيء، ولكن على الجانب الآخر، فإن الدراسات العلمية أكدت أن الصائم عندما يقوم بالامتناع عن تناول الطعام، وقراءة القرآن وإقامة الصلوات يكون في حالة من السكينة النفسية، ما يؤثر بالإيجاب على الجهاز المناعي، فعندما تسكن النفس تقل هرمونات الانفعالات والهرمونات الهدامة التي تسبب هدم خلايا الجسم، أما الهرمونات التي تفرز مع الاطمئنان النفسي، فمعظمها هرمونات بناءة. وأضاف: الأمر الذي لا يعرفه الكثير من المسلمين أن المعامل الغربية درست بشكل دقيق حالة المسلم، وهو صائم ليعرفوا سر تشريع الصيام، وأجروا آلاف التجارب تواصلوا إلى أن الصيام مفيد جداً لتأخير الشيخوخة، وليس أفضل من الصيام كعبادة تقرب المسلم من ربه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©