الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصيف والديجيتال

13 يونيو 2011 19:49
الأطفال هم المشروع الحيوي، لكل أسرة ومن ثم المجتمع، ومن أجلهم تسهرالأم، ويعاني الأب ويتحمل قسوة الأيام، نرسم مساراتهم ونوجههم قدر الإمكان للأصلح، لكن بات اليوم الأمر مختلفاً، فقد اقتحمت الأجهزة الإلكترونية بيوتنا، وشملت اهتمامات الصغار وطغت عليها. وستزيد هذه الاهتمامات وهذا الشغف في فترة العطلة الصيفية، خاصة في ظل انشغال الأم والأب في العمل، فلا مجال لتفريغ طاقة الأطفال إلا أمام التلفزيون، ليقضوا أوقاتهم في ملاحقة الرسوم المتحركة التي تتحدث عن العنف والقتال، وتترجم ما أصبح يرويه العالم من فتنة على شاشة التلفزيون، ناهيك عن الألعاب الإلكترونية الأخري التي يمسكها الصغير في يده صباح مساء، ويدس فيها أعينه ليل نهار. فكيف يمكن التخطيط فعلياً لحياتهم ولأوقاتهم؟ مع العلم أن أهم الأوقات التي تحتاج للإبداع في التخطيط هي فترة العطلة الصيفية، حيث يتسع وقت الأبناء للكثير من الأنشطة والخبرات، وإلا فإن ترك فترة العطلة للنشاط العشوائي هو الطريق السريع لتكوين جيل سطحي لا يأبه بمعالي الأمور، ولا يقيم الحياة الرفيعة، جيل تكون ثقافته أفلام الكارتون المصنوعة في بلاد الغرب، وألعاب الفيديو العنيفة التي تمثل التربة الخصبة لتكوين إنسان متبلد الشعور، سريع العطب. أما المراهقون إن لم تشغل أوقات فراغهم وتنظم، فإن غرف الدردشة واستعمال الإنترنت، وانتحال شخصيات متعددة في التحاور مع الكثير من المراهقين والمراهقات في الجهة الأخرى من هذا العالم الافتراضي. سيؤثر ذلك حتماً على التركيبة الشخصية والسلوكية لهذه الفئة، ويحدث مشاكل نفسية كبيرة تهدد نموهم الفكري والنفسي، وتهدد تركيبة شخصيتهم، وتعمل على تشتيت اهتماماتهم، ويعتبر ذلك أزمة حقيقية لتشكيل الهوية، في حين أن رحلة البحث عن الذات تبدأ بتحديد واختيار مايناسب من القيم والأخلاق والأدوار، حسب الأخصائية النفسية هبة شركس، ويواكب هذه الفترة أزمة تشكيل الهوية، مع ظاهرة تعدد الشخصيات والأدوار التى يلعبها المراهق على الإنترنت، فإن ذلك يخلق أمامه العديد من الخيارات والأدوار، وبدلًا من أن يتمكن من تحديد خياراته، فإنه يتشتت بين الأدوار المختلفة. وهنا سؤال مهم يطرح نفسه.. كيف يمكن التخطيط لحياة الطفل في العطلة؟ ولا يعني ذلك التخطيط لكل دقيقة من يومه، ولكن معناه البحـث عن كيفية وضع الخطـوط العريضة لبرنامجه الصيفي بالمشاركة الكاملة منه، والاقتناع بقيمة هذه البرامج، فالاقتناع هو بوابة الحب، ونافذة التفاعل الإيجابي مع الخطط التي ستنفد بإرادته. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©