الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

احتجاجات «تقسيم».. قشور تخفي «لوبيات الفائدة»

11 يونيو 2013 00:38
اسطنبول (وكالات) - رأى الكاتب التركي إبراهيم قره كل أنه حتى لو لبّت حكومة حزب “العدالة والتنمية” الحاكم جميع مطالب المحتجين في ميدان تقسيم وسط اسطنبول فإن هذا الصراع لن ينتهي، لأن تلك الاحتجاجات التي اندلعت لم تكن من أجل 15 شجرة كان سيتم نقلها لزرعها في مكان آخر بالمدينة، لذا ينبغي أن تمس الحلول صميم المشكلة لا قشورها. واستذكر قره كل في مقال بصحيفة “يني شفق” التركية الانقلاب الذي حيك ضد رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق في خمسينيات القرن الماضي، من قبل أميركا وبريطانيا، وأدى وقتها إلى إبعاد مصدق الذي قام بتأميم النفط الإيراني كي يستفيد منه أبناء الشعب، ونقل إيران مرحلة انتقالية مهمة على طريق مسيرة الديمقراطية وإنعاش الحياة المدنية، مشيرا إلى أن الذين ساهموا آنذاك في تلك العملية الإنقلابية من أبناء الشعب جلسوا نادمين على ما فعلوا لكن بعد خراب البصرة. وتابع قره كل، أن تلك القوى التي يملؤها حب الاستحواذ على النفط الإيراني، نجحت في استبعاد مصدّق وإقصاء إيران عن الوصول إلى حياة ديمقراطية، متسائلاً عن الذنب الذي ارتكبه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، حيال تلك القوى وتشعباتها التي حكمت المنطقة لمدة 100 عام، كي تقود ضده هذه الحرب الشعواء، في ظل تركيز أعضاء “منبر تقسيم” الذي ينظم عمليات الاحتجاج في الميدان ضد الحكومة، على ضرورة إلغاء تنفيذ خطة مشروع “قناة إسطنبول” التي ستربط البحر الأسود ببحر مرمرة، ومن أجل تخفيف الضغط الملاحي الذي يشهده مضيق البوسفور، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تكون تلك القوى قد امتعضت من ذلك المشروع، معتبرة إياه عملية تسعى لقلب الطاولة التي شهدت توقيع معاهدتي “لوزان” 1923 واتفاقية “مونترو” 1936، اللتان حدتا من سلطة تركيا على المضائق. من ناحيته، ركّز الكاتب التركي سليمان يشار في مقال بصحيفة “صباح”، على معنى “لوبيات الفائدة” (مجموعات الضغط) التي أشار إليها أردوغان، في كلمته أمام مؤيديه في أنقرة، مشيراً أن تلك “اللوبيات” تعمل على بيع النقود بأسعار مرتفعة محققة بذلك أرباحاً غير مشروعة من خلال استغلال جهد وعرق وتعب الشعب. وأضاف أن ذلك اللوبي يسعى من خلال المال إلى توظيف من يخضع له من الأفراد في الدوائر الإدارية للدولة، من أجل المحافظة على مصالحه وشرعنة رغباته مستخدماً سلطة المال والطرق الملتوية، مستذكراً أن الحكومة التركية لم تستطع عام 2006 أن تعين حاكماً من قبلها لمصرفها المركزي، بسبب الضوضاء والحملات الهستيرية التي شنتها المؤسسات الإعلامية ومن يقف وراءها من لوبيات الفائدة والمال والزمر الانتهازية، التي كانت تتفق مع المصارف اللندنية على نسب فوائد معينة لقاء إخضاع البورصات التركية للتجاذبات البريطانية، وجعلها مطية لتلك السياسات الاقتصادية. وتابع يشار أن تركيا خاضت حرب بورصات لا نظير لها، إذ سعت “لوبيات البورصات” على كسر تنامي البورصة التركية، بالرغم من كل النجاحات التي حققتها بورصة اسطنبول، وسعت إلى التلاعب بأسهم البورصة التركية ورفع قيمة الفائدة، لوقف ذلك التقدم المتنامي الاقتصادي، ما كلف الخزينة التركية عام 2011 قرابة 14 مليار ليرة أي ما يعادل ثمانية مليارات دولار أميركي، وعام 2012 ما يقارب 13 مليار ليرة أي ما يعادل ستة مليار ونصف المليار دولار، وعند فشل تلك القوى التغلب على الاقتصاد التركي المتنامي من خلال التلاعب الاقتصادي ومحاولة زج البلاد في غياهب التضخمات الاقتصادية، عملوا على محاولة اغتيال أردوغان اقتصاديا، بعملية فاشلة ما أظهر عجزهم أمام الإرادة التركية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©