الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعلام الاجتماعي ينشر عدوى التوتر في لبنان

الإعلام الاجتماعي ينشر عدوى التوتر في لبنان
11 يونيو 2012
أبوظبي (الاتحاد) - حذر مقال في صحيفة «جارديان» البريطانية من أن خطر مواقع التواصل الاجتماعي في نشر عدوى التوترات في البلاد. وذكر أنه «رغم انتقال الإشاعات بسرعة في لبنان لكن إذا استمر كناقل لروايات هؤلاء الذين يحاولون إثارة التنافر في لبنان فإن الإعلام الاجتماعي يمكن أن يصبح قوة للخلاف والقمع بدلا من الوحدة والسلام». وجاء ذلك في ضوء انطباعات ومشاهدات كاتب المقال، روهات تالبوت، في مدينة طرابلس اللبنانية خلال الأحداث المتفجرة التي شهدتها في الأيام الماضية إلى جانب التوتر المتنقل في لبنان. تأثيرات ومعلومات تحت عنوان «لبنان والجانب المظلم المخفي من تويتر» لاحظ تالبوت، أن عرباً كثيرين قد صنعوا دورا إيجابيا للإعلام الاجتماعي في الربيع العربي، وأنه ليس هناك من شك بأن هذا الإعلام وفر منصة ثمينة لانتقال الاحتجاجات ضد الأنظمة القمعية والفاسدة في مصر وتونس وليبيا، ولكن خلال العنف الذي اشتعل في طرابلس في لبنان، أصبح موقع تويتر مصدرا لا يقدر بثمن للمعلومات بالنسبة لبعض السكان، وكذلك سبيلا للناس للشعور بأنهم متواصلون فيما بينهم في وقت محزن. إلا أن من السهل ملاحظة وتمييز جانب أسود في استخدام الموقع في لبنان. وقال إن «الاقتتال هنا يدعو بدون شك لدق جرس الإنذار، والتاريخ الطويل للعنف في البلاد يعني طبيعيا بأن مثل هذه الحوادث تذكر بحيز بارز في الوعي العام. ولكن الأصوات النشطة اجتماعيا التي تطلق نداءات إيجابية في الإعلام الاجتماعي يبدو أنها طُمست من قبل الذين يروجون للشائعات والمبالغات والمؤامرات». وخلال نقل وقائع الأحداث الليلية في طرابلس على وقع أصوات القذائف وسط الظروف الدامية المتتالية في لبنان التي لم يشهد مثيلا لها منذ بضعة سنوات يضاف إليها الإشكالات على الحدود مع سوريا، قال تالبوت إنه اضطر للاستعانة بمواقع الإعلام الاجتماعي لمتابعة ما يحدث من خلال ما تناقله المتابعون اللبنانيون بعدما توقفت وسائل الإعلام اللبنانية الرئيسية عن إذاعة الأخبار بعد منتصف الليل. وهنا راح بعض اللبنانيين على هذه المواقع يتشاركون تجاربهم ذات الصلة بالأحداث أو شرح آرائهم عن خلفيات ما يجري محاولين تعويض النقص في الأخبار. وعلى موقع تويتر رأى بعضهم أن التعتيم الإعلامي أمر مخطط له بطلب سياسي من أجل عدم تغطية الاشتباكات وزيادة التوتر. ومازح آخرون بأن المراسلين لا يعرفون ببساطة أين تقع طرابلس (في إشارة إلى الإهمال المزمن اللاحق بالمدنية وأهلها) وراحوا يرسلون إرشادات للقنوات التلفزيونية الرئيسية. وكان ذلك يعكس شعوراً بين الناس في طرابلس بأن أهل العاصمة – السياسيون والصحفيون- لا يهتمون إطلاقا بمشاكلهم. ولكن بعدما انتشر الجيش في المدينة مجددا عادت المدينة إلى الهدوء النسبي. رصد المجريات رصد المقال كيف استمرت وسائل الإعلام على اختلافها، المحلية والأجنبية، الجديدة والتقليدية، بنظرتها السلبية وهي تحلل مغزى هذه الأحداث وتأثيرها على مستقبل لبنان مع ملاحظة أن كل حادث جديد كان يؤدي إلى عناوين صحفية مختلفة ومدونات وتغريدات تصرح بان لبنان منقسم لا محالة في ضوء الصراع في سوريا. وكان من أبرز الأمثلة على ذلك انتشار تصنيف لتغريدات تويتر باسم لبنان في النار وخاصة بعد اشتباكات محلة الطريق الجديدة في بيروت. لكن مع الهدوء النسبي وعودة انتشار الجيش البناني في المدينة فإن لبنان لم يغرق في النار بعد رغم أن معركة سرد ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي دائرة على قدم وسائق، فمع كل حادث تحرش تنتشر الاتهامات بين المقربين والمعادين للنظام السوري، حيث يظهر كل طرف جرائم الآخر (الحقيقية أو التخيلية) ويتهم خصومه بمحاولة تفجير الصراع في لبنان لأهداف شيطانية خاصة. ومثال على ذلك النظريات المتعددة حول كيفية خطف اللبنانيين الـ 11 الشيعة العائدين من العراق وإيران بما في ذلك فرضية خطفهم على يد عصابات المافيا بهدف الحصول على فدية، والإشاعات حول مصيرهم التي تتراوح بين أنهم سالمون في تركيا وبين أن خاطفيهم قد قتلوا أو أنهم تعرضوا للإصابة خلال إطلاق نار من وحدات عسكرية حكومية. غير أن استنتاجات تالبوت لاقت بعض اعتراضات القراء وكان من أهمها أن اللبنانيين يقتلون بعضهم البعض قبل ظهور ما يسمى الإعلام الاجتماعي؛ فيما ذكر آخر أن الفتنة في لبنان ليست ناشئة عن قدرة الناس في الوقت الراهن على التواصل بشكل أسرع وأفضل بل إن مقربة لبنان من سوريا جنبا إلى جنب بوادر الخلافات الدينية كما هو الحال على امتداد الحدود كل ذلك يجعل لبنان عرضة لذلك بشكل عام، علماً أن الإنترنت لم يكن موجود خلال الخمس والعشرين سنة، عمر الأزمة اللبنانية حيث استمر اللبنانيون بالقتل والثأر وحيث «يصاب لبنان بالزكام كلما أمطرت في سوريا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©