11 يونيو 2012
أبوظبي (الاتحاد) - اعتبارا من شهر يونيو الجاري، ارتفع عدد الصحف الأميركية، التي اعتمدت نظام المحتوى المدفوع بأشكاله المختلفة، إلى أكثر من 180 صحيفة، وهو رقم مرشح للارتفاع سريعا قبل نهاية هذا العام مع إعلان عشرات الصحف الأخرى عن مواعيد انضمامها إلى النموذج المدفوع بحلول نهاية العام الجاري. ويعكس هذا العدد المتزايد سرعة التحول الذي تعيشه الصحف بين مرحلتي الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، لاسيما وأن هذا النموذج لم يبدأ إلا منذ سنتين وبخطى تجريبية، قبل أن تضع بعض الصحف السباقة في هذا المجال تطبيق الاشتراك الرقمي، الذي يضع حدودا صارمة لحجم المعلومات التي يستطيع المتصفحون غير المشتركين مشاهدتها على الشبكة الأونلاين.
توسع ملحوظ
وفق موقع «نيوز أند تك» فإن عدد الصحف الأميركية التي تطبق واحدا من نماذج المحتوى المدفوع قد بلغ حتى مطلع شهر يونيو الجاري 186 صحيفة. وكان من آخر الصحف التي انخرطت في هذا النظام صحف مجموعة «جانيت كو.انك» ومنها صحيفة «ناشفيل» في ولاية تينيسي، و»ديس موانز» و»ريجيستر» و»كورييه جورنال» في لويسفيل التي بدأ الاشتراك المدفوع فيها قبل أسبوع.
وكانت «جانيت» قالت في مطلع هذا العام إنها تعمل على تزويد الصحف الـ 80 التابعة لها باستراتيجيات الاشتراك الرقمي.
من جهتها، فإن مجموعة «لي أرنتربرايزر»، التي كانت أعلنت أنها ستطبق النظام المدفوع على جميع صحفها الـ 53 أبطأت في عملية تحولها، ولكنها وسعت مبادرتها، حيث وضعت هذا النظام في نوفمبر الماضي موضع التنفيذ في صحيفة «الكو».
كما التحقت صحيفة «ديلي فري برس» و»بوست ستار» في نيويورك»بست صحف أخرى تابعة لمجموعة «لي» في مونتانا ويومينج كانت باشرت تطبيق النظام منذ العام الماضي. كذلك خطت مجموعة «ماكلاتشي» باتجاه الاشتراك الرقمي حيث قالت الشهر الماضي بأنها ستبدأ اختبار الاستراتيجيات الرقمية خلال أشهر قليلة مقبلة في أربع صحف يومية وهي صحف «سكرامنتو» الرائدة في كاليفورنيا، وأنها تتطلع أيضا إلى تبني نفس الاستراتيجيات في صحيفة «شيكاجو تريبيون» الشهيرة على أن يكون ذلك ربما من خلال بيع اشتراكات في محتويات بعض أقسام الجريدة.
ووفق مؤسسة بوينتر؛ فإن عشرا من كبار ناشري الصحف في الولايات المتحدة قد وضعوا أنظمة دفع المحتوى موضع التنفيذ في واحدة على الأقل من الصحف التي يملكونها.
ويبدو أن التحول نفسه قد بدأ ينسحب على الصحف الكندية فقد أعلنت شركة النشر الصحفي الكندية الرائدة «بوستميديا نيتوورك كندا كورب»، التي تصدر صحف «فانكوفر صن» و»ستار فينيكس» و»ليدزر بوست» أنها بدأت اختبار النظام المدفوع وانقطعت عن إصدار الطبعات الورقية ليومي الأحد والاثنين لعدد كبير من صحفها.
حذف وظائف
بالتزامن مع ذلك أعلنت شركة النشر الصحفي الكندية الرائدة «بوستميديا نيتوورك كندا كورب» أنها أجرت خفضا لوظائف محرري النسخ أو مصححي النصوص وهو إجراء بدأ يشكل ظاهرة جديدة على يبدو، ويعتبر كمؤشر متصل بمدى التحول في أنظمة عمل الصحف الأميركية الشمالية حيث تمر الكتابة التحريرية بمحنة حقيقية كونها من المهن الأكثر تعرضا لتخفيضات الوظائف في صحف الولايات المتحدة وكندا. وذكر تقرير متخصص أنه بمواجهة التخفيضات في الميزانيات السنوية وتراجع واردات التوزيع والموارد الإعلانية، فإن الصحف في نصف القارة الشمالي تنتقل شيئا فشيئا نحو الجدار المدفوع معلنة عن تخفيض طبعاتها الورقية وصرف موظفين. وأوضح التقرير الذي نشرته مؤسسة «كنايت سنتر» أن صرف الموظفين يطال أكثر ما يطال مراجعي النسخ أو النصوص، المسؤولين عن تصحيح الأخطاء القواعدية والإملائية حيث أن منتجي المحتوى من محققين ومحررين أخذوا يحلون مكانهم تدريجيا في هذه المهمة عبر القيام بواجبات تصحيح النصوص.
في هذا السياق، أعلنت صحيفة «دنفر بوست» الكندية أنها ألغت فريق ديسك مراجعة النصوص كليا، وأنها أوكلت مهمة القيام بمهام المراجعة اللغوية إلى الصحفيين المحققين ومراجعي المواد الصحفيين وأن ذلك سيصبح عادة في غرف الأخبار. بدورها، أعلنت صحيفة «كونترا كوستا تايمز» أنها أيضا تجري تحويلا في وظائف واجبات مصححي كجزء من استراتيجيات التحول الرقمي.
عدد اليوم
