الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السنع» تدعو إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والاجتماعي

«السنع» تدعو إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والاجتماعي
11 يونيو 2012
تستعد وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، لإطلاق فعاليات وبرامج مبادرة «السنع» في الفترة المقبلة، وذلك بعد النجاح الذي حققته مبادرة السنع خلال العامين الماضيين في لفت الأنظار إلى القيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي من خلال ما حفلت به المبادرة، في دعوتها إلى حماية الموروث الثقافي والاجتماعي، والالتزام بالآداب والأخلاقيات التي درج عليها المجتمع، والتي تبدأ باحترام الأكبر سناً، والإخلاص للآخرين، والأخلاق والأمانة والتطوع وكرم الضيافة. أبوظبي (الاتحاد) - نظمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مؤخراً 11 جلسة للسنع استقطبت نحو2200 طالب وطالبة من مختلف الفئات العمرية في المدارس والمكتبات والمراكز التجارية والجامعات المختلفة على مستوى الدولة، حيث استهدفت المبادرة، طلاب وطالبات الجامعات والكليات داخل الدولة. واستقبلت 5 جامعات وكليات بالدولة جلسات السنع التي تنظمها الوزارة للعام الثالث على التوالي من عمر المبادرة، وهي جامعة زايد وكلية التقنية العليا للطالبات بالشارقة وتقنية البنين بالشارقة وتقنية الطالبات للبنات بأبوظبي وتقنية دبي للطلاب، كما استضافت إدارة التراث العمراني ببلدية دبي جلسة للسنع لأطفال قرية الطفل بمنطقة القرهود بدبي. وواصلت اللجنة المنظمة تنفيذ الجلسات في مراكز الوزارة الثقافية، فخلال مايو 2012 الماضي، استقبلت مراكز الوزارة بالفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة 3 جلسات سنع كما أشرفت على جلسات للسنع بمدارس أسماء بنت عميس بعجمان ومعهد التكنولوجيا التطبيقية بأبوظبي. واعتمدت الوزارة في تنفيذ الدورات على مواردها البشرية ببعض المختصين في مجال التراث الإماراتي، كان من بينهم الباحثة مريم الشحي، والباحث والمؤرخ والنسابة علي المطروشي مدير متحف عجمان، يتناولان المحافظة على القيم المجتمعية الأصيلة، ويؤكدان نقلها إلى الأجيال الجديدة وبخاصة الشباب من خلال إلقاء الضوء على الآداب والأخلاقيات التي درج عليها المجتمع الإماراتي، والضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، والتي تبدأ باحترام الأكبر سناً، والإخلاص للآخرين، والأخلاق والأمانة والتطوع وكرم الضيافة وآداب المجلس، ولا تنتهي عند الترابط والتكاتف وآداب التحية والسلام واحترام المهنة وحب الغير والإيثار. وقال حكم الهاشمي وكيل الوزارة المساعد لتنمية المجتمع، إن الوزارة تحرص على استمرار تنفيذ مبادرة (السنع) للعام الثالث على التوالي، لتطوف ربوع الإمارات؛ مستفيدة من قدرات مجموعة من خيرة الخبراء في مجال التراث الثقافي والمجتمعي الإماراتي. القيم الأصيلة وأشار وكيل الوزارة المساعد لتنمية المجتمع إلى أن القيم الأصيلة التي درج المجتمع الإماراتي على تسميتها “السنع”، تمثل مجموعة المفاهيم والآداب والعادات والتقاليد التي اعتادها أفراد المجتمع، والتي يستخدمونها في تعاملاتهم اليومية وعلاقاتهم الإنسانية، وصار المجتمع بتوارثها كأصول ثابتة وعريقة جيلاً بعد آخر. وأشار إلى أن مبادرة (السنع) تأتي ضمن الخطة الاستراتيجية لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع (2011-2013)، للمحافظة على الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها، وتنفيذ البرامج والمبادرات والفعاليات الهادفة لتعريف المجتمع بمكونات الهوية الوطنية وأهميتها، من خلال دعم القيم المجتمعية والتمسك بالتقاليد والأعراف الأصيلة والتواصل مع الإنسان الإماراتي في كافة بقاع الدولة. وأوضح الهاشمي أن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع تطلع بهذه المهمة الثقافية والمجتمعية في توثيق دور السنع، من خلال مخطط للبرامج والأنشطة التي تحقق أهداف المبادرة وتتناسب مع كافة الفئات، مؤكدا أن السنع لا يتعارض مع التطور، وأن منظومة القيم والسلوكيات التي يمثلها (السنع) تعزز تقدم المجتمع، مستشهدا بما يحدث في مجتمعات شرقية عديدة مثل اليابان وغربية مثل اسكتلندا، والتي يمثل الحفاظ على الأخلاقيات المتوارثة فيها ضمانة رئيسية لاستقرار المجتمع وتقدمه وشموخه وتفرده. تطوير متكامل وفيما يتعلق بآليات عمل مبادرة (السنع) أكد الهاشمي أنه تم إعداد دراسة متكاملة حول المبادرة في عامها الثالث؛ تشمل مرتكزات العمل المؤسسي كالتعريف، والوضع الحالي، وآداب السنع، والقطاعات المستهدفة، والبرامج المستحدثة في العام الحالي، إضافة إلى الفئة التي تستهدفها الوزارة في 2012 وهي شريحة طلاب الكليات والمعاهد، والمراكز الثقافية التابعة لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، كما يتم إعداد تقارير دورية لتقييم الورش والوقوف على توصيات المتعاملين ومقترحاتهم. وأشار إلى أن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع نظمت 83 جلسة خلال العام الماضي، بمراكز الوزارة المنتشرة في ربوع الدولة، إضافة إلى مكتبات دبي العامة ومنطقة دبي التعليمية وفروع جمعية النهضة النسائية والعديد من المدارس في جميع إمارات الدولة، وجمعيات النفع العام، ومراكز التسوق التجاري، بجانب تنفيذ جلسات السنع ضمن فعاليات مبادرة القوافل الثقافية، لكي تتيح الفرصة أمام كافة فئات المجتمع لمتابعة جلسات السنع والحوار مع خبراء التراث وأشهر الشعراء الإماراتيين حول كافة أشكال السنع الإماراتي، مشيراً إلى إطلاق وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لبرنامج (السنع على الهوا) عبر إذاعات الدولة، وذلك بالتنسيق مع عدد من المختصين في مجال التراث الثقافي والمجتمعي؛ لتناول عددا من المحاور التي تتعلق بأصول التعامل بين الناس، وأهم آداب المجالس وصلة الأقارب والوالدين. كما استفادت الوزارة من إصداراتها المختلفة للترويج لمبادرة السنع وفق ما تم في “مجلة مبدع” الموجهة للناشئة و”مذكرة مبدع” المدرسية الموجهة للأطفال، بصفتهم أهم الشرائح المستهدفة في هذه المبادرة، وقد تم تعزيز المذكرة بالرسوم والصور والعبارات المعبرة عن آداب السنع، كما تم نشرها على زجاج الحافلات المدرسية كوسيلة ترويجية برسالتها إلى المستهدفين بصورة مباشرة. وعززت النتائج الإيجابية التي حققتها المبادرة خلال العامين الماضيين رضا الوزارة عن نتائج مبادرة السنع، وأن ما وصلت إليه المبادرة من نجاح وتحقيق للأهداف إنما هو الدافع الحقيقي لاستمرارها للعام الثالث على التوالي، دون إغفال لدور الشركاء الرئيسيين للوزارة في إنجاح السنع. أسلوب جديد وقالت خبيرة التراث الباحثة مريم الشحي إن الوزارة في جلسات السنع في نسختها الثالثة اعتمدت أسلوبا جديدا للوصول إلى فئة شباب الكليات والجامعات باستعراض مجموعة من الأفلام التسجيلية الهادفة ومناقشتها مع الحضور لتعميق الرسائل المستهدفة في نفوسهم، علاوة على المسابقات والهدايا الموزعة عليهم، وكذلك الحملات الإعلانية التي أطلقتها الوزارة خلال الفترة الماضية، تهدف لترسيخ القيم والسلوكيات الصحيحة بين الأجيال المتعاقبة والاهتمام بتدريب وتنشئة الأجيال الجديدة على الآداب والسلوكيات الحميدة، التي أعتاد الإماراتيون ممارستها على مرّ التاريخ وباتت تشكل جزءا من هويتهم الوطنية وخصوصيته، ومن أبرزها حملة “العلم” و”الخير في عيالنا” و”السنع الإماراتي” و”عونك يا وطن”. آداب الضيافة وتناولت الباحثة مريم الشحي في محاضراتها ضمن جلسات السنع عدداً من المحاور الخاصة بالسنع ومنها الجانب النظري والجانب العملي الذي يدعم السلوك السوي المميز للفتاة الإماراتية، إضافة لمحور آداب الضيافة، وآداب الاستئذان وآداب الزيارة مثل زيارة الأقارب والجيران. وركزت الورش على التواصل المباشر بين الشحي والطالبات الحاضرات، موضحة معنى السنع وما يرتبط به من عادات وآداب تعامل بها الإماراتيون في الماضي، وظلوا محافظين عليها حتى اليوم، مثل التطوع وحسن الضيافة، والعادات المتبعة في الزيارة والمناسبات السعيدة والتحلي بآداب الزيارة وسنع المجالس، إضافة إلى العلاقات الاجتماعية والتراحم وتوقير الكبير والرحمة بالصغير. ممارسات السنع وتناول علي المطروشي في جلسات السنع التي قدمها، عدداً من المحاور الخاصة بالسنع ومنها السلوك السوي الذي يتميز به الشاب الإماراتي، والسلوكيات الأخرى غير السوية والتي من الواجب عليه أن يتجنبها، إضافة لمحور آداب الضيافة الإماراتية، وآداب الاستئذان وآداب الزيارة مثل زيارة الأقارب والجيران. واستعرض المطروشي في ورش السنع، 14 ممارسة سلبية يقع فيها البعض أثناء الزيارة والحضور على الطعام وهي ليست من السنع الإماراتي كقيم وعادات متوارثة أضيفت له ولكنها بعيدة عنه. وأوضح خبير التراث أن من أبرز هذه الممارسات، الزيارة بدون موعد، أو بدون دعوة مثلما يفعله البعض في المناسبات والأفراح، يقابلها عدم إجابة الدعوة بدون عذر، والتأخر عن حضور الدعوة، وعدم الاعتذار عن الغياب والتأخر بشأنها. وتطرق المطروشي إلى معنى السنع وما يرتبط به من عادات وآداب تعامل بها الإماراتيون في الماضي، وظلوا محافظين عليها حتى اليوم، مشيراً إلى أهمية وجود لحمة اجتماعية تؤدي إلى ترابط المجتمع، ويستطيع من خلالها حماية موروثاته الثقافية والاجتماعية. وأضاف المطروشي أن هناك سلوكيات خاطئة على الطعام من أبرزها الضحك بحضرة الطعام في الفم وذكر ما لا يجب ذكره أثناء الطعام؛ مما يسبب ترك الناس له، وكذلك ذكر عيوب الطعام إن وجدت، وحضور الأطفال إلى جوار الكبار على مائدة واحدة. وأشار إلى أن من الممارسات التي يقع فيها البعض تقديم العود قبل الوليمة والأصل أن يكون بعدها، لافتا إلى أن الأولى للضيف بعد انتهاء الوليمة أن ينصرف بذوق رفيع ويسلم على أهل البيت ويشكرهم على صنيعهم ووليمتهم ويدعو لهم. الموروث الثقافي أشارت خبيرة التراث الباحثة مريم الشحي إلى أن جميع الأمم تحترم تراثها وتعتز به، ومن ذلك الحث على الحفاظ على مضمون الموروث الثقافي في لغتها ولهجتها وملابسها ومهنها التراثية مرورا بفنونها وألعابها الشعبية، وكذلك أخلاقها وتقاليدها في احترام الكبير والعطف على الصغير وآداب الضيافة، وعاداتها في الأفراح والمروءة في نجدة الملهوف وتقدير الآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©