نجاد يهدد بالانسحاب من المعاهدة النووية

عواصم-وكالات الأنباء: هدد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مؤتمر صحافي عقده أمس في طهران بانسحاب بلاده من معاهدة منع الانتشار النووي في حال ارادت الدول الغربية 'حرمانها من حقوقها'، وكرر رفض بلاده تلبية شروط مجلس الامن الدولي بوقف تخصيب اليورانيوم وفق المهلة التي حددها المجتمع الدولي لايران بحلول 28 ابريل·
وقال إن 'سياستنا تتمثل في العمل ضمن اطار معاهدة منع الانتشار النووي ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن اذا رأينا انهم يريدون حرماننا من حقوقنا او لا يريدون القبول بحقوقنا، فاننا سنعيد النظر' في انضمامنا الى المعاهدة، و'لن يحصل شيء مهم' في هذه الحالة· وتابع 'آن الاوان لأن تستعيد الوكالة سمعتها'· وقال ان على الغربيين 'الا يظنوا ان في امكانهم استصدار قرار خاطئ بمساعدة مجلس الامن'، مضيفا 'غيروا قراركم وسنجلس ونتكلم'·
وتابع نجاد قائلا 'على مجلس الامن ان يتحرك في اطار القانون ولا ينبغي ان تضغط عليه بضع دول تقول انها لا تريد ان تحصل ايران على التكنولوجيا النووية'·
واعتبر الرئيس الايراني انه 'من غير المحتمل' ان يعمد مجلس الامن الدولي الى فرض عقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي· وقال ردا على سؤال عن احتمال فرض عقوبات، 'لا اظن ان هناك احتمالا لان يتخذ مثل هذا القرار غير الحكيم'·
واضاف ان 'الدولتين او الثلاث المعارضة لنا تماما لديها ما يكفي من المنطق لعدم ارتكاب مثل هذا الخطأ، لا يمكنهم ان يفرضوا علينا قيودا، وسيتسبب ذلك بخسارة لهمان بنياتنا التحتية الاقتصادية متينة'·
ورأى نجاد انه لا جدوى من اجراء محادثات مع الولايات المتحدة حول الوضع في العراق· وقال 'نعتقد انه مع تشكيل حكومة مستقرة في العراق ان شاء الله لن تعود هناك حاجة' لمثل هذه المحادثات· واوضح 'لقد اعلن خبراؤنا انهم على استعداد لبحث هذه المسألة مع الولايات المتحدة لكن للاسف فان تصرف (واشنطن) لم يكن جيدا' معربا عن الامل في ان يترك الاميركيون 'العراقيين يحكمون بلادهم بانفسهم'·
وحول إسرائيل قال نجاد ان 'النظام الاسرائيلي الغاصب غير قابل للحياة'، ووجه خطابه لإسرائيل قائلا: 'افتحوا ابواب هذا السجن الكبير (اسرائيل) واتركوا الناس يقررون بانفسهم، سترون انهم سيغادرون من تلقاء انفسهم باتجاه اوطانهم'، مكررا القول ان الدول الاوروبية مسؤولة عن انشاء اسرائيل· وقال 'لقد اوجدتم مشكلة، حلوها بانفسكم'، متسائلا 'لما يتعين على شعوب الشرق الاوسط ان تستمر في دفع الثمن بعد ستين عاما' من انتهاء الحرب العالمية الثانية· واضاف الرئيس الايراني موجها كلامه الى الغربيين 'انتم الذين جعلتم اوروبا مكان غير آمن كثيرا لليهود، لماذا دفعتموهم للبحث عن ملاذ في فلسطين؟'وتابع قائلا 'لقد غادروا بسبب معاداتكم للسامية'·
ودعا اليهود الموجودين في إسرائيل بالعودة إلى بلادهم الاصلية والسماح للفلسطينيين بالعودة لديارهم· وقال 'إن معاداة السامية في أوروبا أجبرت اليهود على مغادرة بلادهم الاصلية، ولكن ما فعلوه هو احتلال دولة ليست تخصهم ولكنها تخص الفلسطينيين'·
وأوضح أنه لا يمكن حل مشكلة الشرق الاوسط سوى في إطار 'خطة سلام عادلة'، مشيرا إلى أن هذا الامر يتطلب أولا عودة كافة الفلسطينيين إلى ديارهم ثم إجراء استفتاء· وأضاف 'إن الحقيقة هي أنه من الممكن أن لا تواصل إسرائيل وجودها في نهاية الامر'·
من جانبه حذر وزير الدفاع الإيراني محمود نجار من ان أي هجوم عسكري أمريكي سيسفر عن هزيمة منكرة للولايات المتحدة، وقال في ذكرى واقعة إيران غيت 1980 'إذا اختارت أمريكا الخيار العسكري فستكون بانتظارهم هزيمة منكرة أكثر من تلك التي وقعت في صحراء تاباس'· وأضاف ان 'إثارة قضية الخيار العسكري وتهديد إيران به· ينتاقض مع ميثاق الأمم المتحدة وغيره من القوانين الدولية· واعلنت روسيا معارضتها بشكل قطعي اكتساب ايران المعرفة لتصبح قوة نووية عسكرية إثر خطاب نجاد، مستدركة ما كانت قد اعلنته في إطار توقيع عقد مع ايران لتسليمها انظمة تسلح متطورة مضادة للطائرات·
ونقلت ثلاث وكالات انباء روسية عن مصدر بالكرملين قوله أمس إن روسيا 'تعارض قطعيا' اكتساب ايران المعرفة التي تتيح لها تطوير اسلحة نووية'، مضيفا 'اما كيفية تحقيق ذلك تكتيكيا فهذه مسألة اخرى، وفي هذا الصدد فإن روسيا تختلف مع الولايات المتحدة'·
وقال دبلوماسي غربي رفيع في طهران ان 'الايرانيين يعتقدون انهم في موقع شديد القوة، وهم يعولون على الروس والصينيين لمنع مجلس الامن (الدولي) من تطبيق عقوبات مشددة'· واضاف إن 'النظام (الايراني) يبدو مقتنعا بان الاميركيين عاجزون عن شن هجوم'، معتبرا ان هذا الامر 'خطأ كبير في الحسابات'·
من جانب آخر ذكرت مجلة 'تايم' أن المسؤولين الامريكيين يخططون لشن حملة لتصعيد الضغوط المالية على نظام الحكم الايراني بسبب طموحات طهران النووية حتى في حال فشل الامم المتحدة في فرض عقوبات اقتصادية عليها· ووفقا لتقرير المجلة فإن واشنطن ستعمل خارج نطاق الامم المتحدة لعزل حكومة طهران التى تصر على أبحاثها النووية،عن طريق الضغط على مصارف أوروبا والشرق الاوسط بهدف وقف السماح لايران بتحريك الاموال التي تجنيها من مبيعات نفطها· ونقلت عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله 'إن المسألة تتعلق بإقناع المؤسسات المالية بعدم التعامل مع الاشرار·