الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سقوط «القوى الكروية العظمى» يربك حسابات عشـــاق كأس العالم

سقوط «القوى الكروية العظمى» يربك حسابات عشـــاق كأس العالم
26 يونيو 2014 19:12
علي معالي (دبي) في كل دولة، أو مدينة، أو شارع، أو بيت، بل في الغرف أيضاً، في كل قارات وبلاد العالم، لا يتوقف الحديث عن مونديال كرة القدم هذه الأيام، وهو الحدث الذي يخطف الأضواء من كل أحداث الحياة السياسية والاجتماعية والفنية في كل أرجاء الأرض، ولذلك نفتح هذه المساحة لنتعرف على طريقة تفاعل كل الأطياف مع «الكأس الكبيرة»، بكل الوجوه، وبكل الألوان، من خلال الشارع العربي بوجه عام، والإماراتي على وجه الخصوص، وذلك بعد أن قررنا أن نفتح هنا ملعبنا الخاص «ماراكانا الإمارات»، لنعيش معكم أيام المونديال على طريقتنا. أصبح العنوان الأهم في مونديال 2014، هو عدم الخوف من «الكبار»، في ظل تغيير موازين القوى، وسقوط العديد من المنتخبات العريقة أمام «الأسماك الصغيرة» في بلاد «السامبا»، وهو الذي كان أيضا بمثابة مولد جديد للمنتخبات الصغيرة لتعود لمقارعة الكبار، في الوقت الذي بدأ فيه نجم منتخبات عالمية يأفل شيئا فشيئاً، حتى أصبح بين يوم وليلة خارج حدود البرازيل، وبعيدا عن عيون العالم الذي ينتظر حاليا المزيد من المفاجآت على نغمات مختلفة، في بطولة يعتبرها الكثيرون استثنائية في الكثير من الجوانب. وقبل الخوض في أي التفاصيل، وجب التنويه إلى أن القنابل المثيرة التي حدثت ولم يتوقعها أحد شملت الإطاحة بالمنتخب الإسباني سريعا من البطولة بعد جولتين فقط، رغم أن «الماتادور» هو حامل اللقب وبطل أوروبا، لكن هولندا وتشيلي لم يرحما نجوم الإسبان، ثم جاءت الإطاحة بمخترعي كرة القدم في العالم، وهم الإنجليز لتبدأ الفرق الكبرى في التهاوي إلى قاع البطولة ومنها البرتغال الذي جمع نقطة واحدة من مباراتين، واليابان البعبع الآسيوي وروسيا وكوريا الجنوبية، وكانت النهاية المؤسفة مساء أمس الأول مع «الآزوري». وفي الوقت الذي بدأت تغيب فيه شمس العديد من المنتخبات وجدنا سطوع منتخبات أخرى في ظل إشراقة جديدة لها في بلاد «السامبا» وأبرزها المنتخب المكسيكي، والذي يقدم مستويات رائعة جعلته يتساوى مع البرازيل في الرصيد بـ 7 نقاط ضمن فرق المجموعة الأولى، وتشيلي التي أبهرت العالم بمستويات رائعة وتواجدها في مركز الوصافة بالمجموعة الثانية خلف هولندا في المجموعة الثانية، ولا ننسى المنتخب الأميركي، الذي فرض نفسه بقوة من خلال تواجده في المركز الثاني خلف ألمانيا في المجموعة السابعة وبنفس رصيد «الماكينات» الألمانية 4 نقاط، ولن نغفل ما قدمه المنتخب الجزائري الشقيق، الذي يقترب من الدور الثاني بعد أن جاء وصيفا حتى الآن في مجموعته الثامنة برصيد 3 نقاط خلف المنتخب البلجيكي. يقول عيد باروت مدرب فريق الشعب لكرة القدم: «يجب أن نتعلم في الكرة الإماراتية مما يحدث في كأس العالم الحالية، التي تشهد تغييرات كبيرة في العديد من المنتخبات العالمية وطريقة تفكير اللاعبين والمدربين، وأدعو أنديتنا إلى أن تطلق سراح لاعبينا من أجل الاحتراف الخارجي، حتى تستطيع الكرة الإماراتية الانطلاق للأمام، والدليل ما شاهدناه في الكثير من المنتخبات التي استفادت كثيرا من فتح باب الاحتراف أمام لاعبيها بشكل كبير، ومنها الجزائر وتشيلي وأميركا، والأخيرة نعتبرها حديثة العهد بكرة القدم، ومع ذلك نجحت في أن تجد لنفسها المكان اللائق في كئوس العالم، من خلال وجود عدد كبير من لاعبيهم محترفين بأندية عالمية مختلفة لينعكس ذلك على أداء اللاعبين في البطولة العالمية الأهم». تابع باروت بقوله: «غانا هي الأخرى نجحت في أن تضع المنتخب الألماني في حرج شديد، وذلك بقيادة نجم العين أسامواه جيان، ووجود جيان بهذه القوة في الحدث الكبير مع قيادته لفريق العين يؤكد أن اللاعب استفاد كثيرا من تواجده داخل قلعة الزعيم ومن الدوري الإماراتي، وأن “دورينا” يمكن الاعتماد عليه في تهيئة لاعبين على مستوى عالمي، ولن ننسى التشيلي فالديفيا الذي كان ضمن صفوف العين سابقا، ونجده يشارك بقوة مع منتخب بلاده في المونديال، كل هذه الأمور تمنحنا الأمل في أن الكرة الإماراتية التي يتواجد بها محترفون على مستوى عال، ويمكن لنا أن نستفيد بهم». تراجع المواهب أما الحارس الجزائري الدولي الأسبق والذي شارك في كأس العالم 1982 ضمن منتخب بلاده، ياسين بن طلعة، والذي يقوم بتدريب حراس المرمى في مدارس الوصل التدريبية المختلفة حاليا فيرى أن الكرة في العالم تغيرت بشكل كبير، ويقول: «ربما تكون المواهب الكروية قد تراجعت في مونديال 2014، لكن تبقى المفاجآت التي تحدث حاليا بظهور منتخبات صغيرة، تحولت في البرازيل إلى قوة كبيرة في عالم اللعبة ومنها المكسيك وأميركا وتشيلي، مع اختفاء مريب لكبار العالم مثل الإسبان والإنجليز، وهذا يمنحنا الأمل في أنه من الممكن أن تجد الكرة العربية لنفسها المكان المناسب في يوم من الأيام بين الكبار بشرط ترتيب البيت الكروي العربي بشكل مناسب، مع الاستفادة من خبرات من سبقونا في كيفية التطوير». قال ياسين: «المنتخب الجزائري على سبيل المثل يتألق لاعبوه حاليا، كونهم يشاركون في دوريات أوروبية مختلفة، ولا يوجد لاعب محلي يشارك حاليا بالفريق، وربما يكون لهذه النقطة سلبياتها، ولكن في نفس الوقت لها إيجابية مهمة وهي ضرورة أن ينطلق اللاعبون نحو الاحتراف الخارجي بما يفيد مستوى المنتخب في النهاية». أضاف: «لابد لمنتخباتنا العربية أن تعود لسابق قوتها، وعلى سبيل المثال نجد هناك اختفاء كبيرا للمنتخب السعودي، الذي كان يوما ما صاحب صولات وجولات قارية وانطلاقة نحو العالمية، وعلينا هنا في الكرة الإماراتية أن نبحث عن السبل التي تجعلنا ننطلق نحو كأس العالم مرة أخرى، والتواجد بين أفضل منتخبات العالم في هذا الحدث الكبير». هدف واحد أما الخبير الكروي العراقي د. جمال صالح فيقول: «انتهى عصر الفرق الصغيرة، وأصبح لكل المنتخبات هدف واحد وهو الانتصار، مهما كان المنافس، وهو ما شاهدناه في كثير من المباريات لعل أبرزها لقاء غانا مع ألمانيا، وإيران مع الأرجنتين، حتى إن الفرق التي خسرت نجحت في أن تقدم مستويات كبيرة، وتحرج الفرق الكبرى مثلما فعل المنتخب الأسترالي». وتابع: «تزايدت ثقة اللاعبين في أنفسهم، وكذلك المدربين، الذين زادت قدراتهم في مونديال البرازيل، مما سمح بتقديم مستويات متطورة للغاية، وشاهدنا مباريات مثيرة لم تحسم نتيجتها، إلا في الثواني الأخيرة، حتى إن فريق البوسنة والهرسك الوافد الجديد على المونديال قدم مستوى متميزا رغم خسارته، والمنتخب الجزائري خسر أول مباراة أمام بلجيكا ليعود للتألق أمام كوريا الجنوبية ويهز شباكها 4 مرات، وهو رقم كبير بالنسبة للكرة العربية في المونديالات المختلفة على مر التاريخ». أضاف: «لقد أصبح الصغار كبارا في بلاد السامبا، وهو ما يدفعني إلى القول بأن خريطة اللعبة ربما تشهد الكثير من المتغيرات في السنوات المقبلة، في ظل تراجع مدارس كروية عالمية منها الإسبانية والإنجليزية، وكذلك الكرة الآسيوية ممثلة في كوريا واليابان، وعلينا داخل البيت العربي أن نفكر فيما يحدث حولنا من تطور كبير ونحن نقف عند النقطة صفر، باستثناء المنتخب الجزائري، الذي يقدم حتى الآن مستويات جيدة، والفضل يعود في ذلك إلى روح الاحتراف العالية الموجودة لدى لاعبي الجزائر». أضاف جمال صالح: «على الكرة الإماراتية أن تختلط بشكل كبير بالكرة العالمية من أجل التطوير الذي نريده، وأن تلتقي منتخبات عالمية مثل هولندا وألمانيا وتشيلي، وألا نخاف من الخسائر حتى وإن جاءت كبيرة، لأننا وقتها سنعرف أين نقف من الفرق الكبرى والمستويات العالمية، لكن أن نختار المنتخبات الضعيفة لنحقق الفوز عليها، فإننا في مثل هذه الحالة لن نكتشف عيوبنا ولا نعالج الأخطاء الكبيرة، ولابد من فتح باب أوسع لاحتراف لاعبينا بالخارج كونها فرصة مهمة لزيادة الوعي والثقافة الاحترافية الغائبة على كثير من لاعبينا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©