الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الآزوري» سقط في «فخ» أوروجواي بأخطاء برانديللي

«الآزوري» سقط في «فخ» أوروجواي بأخطاء برانديللي
26 يونيو 2014 19:11
رؤية فنية: روبرتو دونادوني إعداد: أمين الدوبلي ينضم النجم الإيطالي السابق روبرتو دونادوني إلى فريق العمل بالتحليل الفني لمباريات المونديال في «الاتحاد»، وهو اللاعب الكبير والمدرب بـ «الكالتشيو» وصاحب التاريخ الطويل في الملاعب، ليقدم لنا نظرته التحليلية عن المجموعتين الرابعة والسابعة، ويتميز دونادوني في تحليله بالرشاقة والعمق في قراءة المباريات، مع القدرة على تحليل أفكارهم، وذلك من وحي خبرته الطويلة في الملاعب وعلاقته القريبة مع أغلبهم، ومتابعاته المستمرة لتطور الكرة في المنتخبات المشاركة في المجموعتين. كانت مباراة أوروجواي وإيطاليا في مجملها متوسطة المستوى، ويعود السبب في ذلك هو خوف الفريقين المبالغ فيه من بعضهما بعضاً، مشيرا إلى أن الخوف تحول إلى حذر، والحذر تحول إلى لجوء للدفاع، والدفاع أفقد الفريقين الفاعلية الهجومية، حتى أن كافاني المهاجم الصريح كانت لديه تعليمات برقابة بيرلو، وأنا من وجهة نظري أعتبر هذا القرار هو الأكثر تأثيرا في اللقاء، لأنه أفقد «الآزوري» أهم أسلحته في بناء الهجمات، لأن بيرلو محور الأداء الأساسي في المنتخب الإيطالي. وبرغم تبديلات برانديللي الكثيرة في تشكيلة الفريق، إلا أن التغييرات لم تؤت ثمارها، لآن المنتخب كان مرهقا في كل الأحوال، وعندما عزل فيه بيرلو عن بقية اللاعبين، ابتعدت الخطوط، وضلت الكرة، وغابت الخطورة. وفي المقابل امتلك المنتخب الأوروجواياني رغبة أكبر في الفوز، لأنه يلعب على فرصة واحدة وهي الفوز حتى يتأهل، أما المنتخب الإيطالي فهو يتأهل بالتعادل، وفي مثل هذه الأحوال فإن الفريق صاحب الفرصة الواحدة يكون أكثر إصرارا على الفوز. وفي الشوط الثاني حدثت الكثير من التحولات، التي كانت لها تأثيرها البالغ على سير اللقاء، أولها تبديل بالوتيلي، وأنا أويد هذا التبديل لأن اللاعب يرتكب أخطاء كثيرة ليس لها معنى في السلوكيات والتصرفات، فتعرضه للعقوبة، في نفس الوقت الذي تعرض فيه ماركيزيو للطرد وبرغم أنه مستحق، إلا أن لويس سواريز كان يستحق الطرد هو الآخر لأنه عض كيليني من كتفه. وساهمت تلك الظروف مع إجهاد المنتخب الإيطالي لتوفير الظروف المناسبة ليفوز منتخب أوروجواي، والذي حقق هدفه من هدف وحيد جاء من ضربة ركنية في الدقيقة 81 من اللقاء. ويعود السبب الفني في أفضلية المنتخب الأوروجواياني إلى سرعة الوسط والهجوم بفضل تحركات كافاني، ورودريجيز الذي كان أفضل لاعبي اللقاء من وجهة نظري، فضلا عن تحركات ولمسات سواريز، فضلاً عن الكثافة العددية الهجومية عند التحول لأن لاعبي الوسط كانوا يقومون بالمساندة، وقد حدث ذلك مرات قليلة لأن أوروجواي ظل خائفا من المنتخب الإيطالي أكثر من 65 دقيقة، حتى تعرض ماركيزيو للطرد. والسبب الثاني في تفوق أوروجواي هو الإرهاق الكبير لدى لاعبي «الآزوري»، الناتج عن مشاركتهم المجهدة في الموسم الماضي، وأنا كلاعب لدي خبرة طويلة أعلم أن لاعبي المنتخب الإيطالي كلهم يشاركون في أندية كبرى، استنفدت طاقاتهم على مدار الموسم الطويل، أضف إلى ذلك حرارة الجو التي أثرت سلباً هي الأخرى على أداء الفريقين. وقد أحسن تباريز مدرب أوروجواي إدارة اللقاء في الشوط الثاني لأنه استغل القلة العددية الإيطالية بالدفع بلاعبين من ذوى النزعة الهجومية هما بيريرا وستواني، ومن هنا أحكم سيطرته على اللقاء، وتحكم في الأداء بشكل كامل، حتى سجل جودين هدف المباراة الوحيد، كما أنه نجح في تكليف لاعبي الوسط بالأدوار الدفاعية بعد الهدف، وبرغم ذلك تعرض منتخب أوروجواي أيضا إلى الإرهاق، وغابت خطورته الهجومية برغم انكشاف الدفاع الإيطالي، نظرا لاندفاع الفريق بكامل خطوطه للهجوم، وفي كل الأحوال، وعلى ضوء معطيات المباراة، كان أوروجواي الأحق بالفوز، وكان لابد أن يفوز ويسجل مبكرا، إلا أن تألق بوفون هو الذي أخر الفوز إلى الدقيقة 81 من اللقاء. ولم يقدم المنتخب الإيطالي سوى مباراة واحدة جيدة في البطولة هي الأولى أمام إنجلترا، وبالنسبة لي فإن مباراة أوروجواي هي الأقل في العطاء من كل اللاعبين، ويكفي أن نعلم أنه بطرد ماركيزيو المكلف بالربط بين الدفاع والهجوم، وإحكام الرقابة على بيرلو لم تعد لديه أي أسلحة للخطورة على الفريق الأورجواياني، وبالعكس انتقلت الخطورة إلى المنافس، خاصة في ظل البطء الشديد من لاعبي إيطاليا. كما أن أداء إيموبيلي هداف الدوري الإيطالي، الذي راهن عليه برانديللي في هذه المباراة كان سلبيا، ولم يصنع الفارق، لأنه كان مرهقا هو الآخر، وغابت خطورته عندما تم قطع خطوط الاتصال بينه وبين الوسط المتمثل في بيرلو وماركيزيو، وفي المقابل، فإن خوف أوروجواي من الخسارة طوال الـ 65 دقيقة أصاب اللاعبين بالتسرع، فلم نجد طوال المباراة جملة تكتيكية واحدة مكونة من 4 أو 5 تمريرات تنتهي بتهديد مرمى بوفون، حتى أن الهدف الذي تم تسجيله في اللقاء عن طريق جودين جاء بخلفية الرأس فاللاعب نفسه الذي سجل الهدف لم يره. والأوروجواي الذي رأيناه في مباراة إيطاليا لن يشكل أي خطورة على باقي المنافسين في الأدوار القادمة إذا لعب بهذا الشكل، خاصة إذا غاب عنه سواريز ملهم الفريق، لأن غيابه سيؤثر نفسياً كثيرا على الفريق في حالة معاقبته من الفيفا على قضمة كيليني قبل التقدم بالهدف بدقيقتين فقط. وأضاف: في نهائيات كأس العالم لابد من الاستقرار على تشكيلة الفريق الأساسية، والخطأ الجوهري الذي سقط فيه برانديلي أنه جعل الفريق حقل تجارب في المباريات الثلاث، فلم يمنح الثقة لتشكيلة واحدة، وكانت رهاناته كلها في غير محلها. أجمل هدف رأس جودين تصنع الفارق عندما بحثنا عن أجمل هدف في الجولة فلم نجد سوى هدف وحيد جاء في المباراتين، وهو هدف جودين لاعب أوروجواي في مرمى بوفون الإيطالي، وفي الواقع فإنه الهدف وبرغم أهميته لأنه الذي صعد بالمنتخب الأوروجواياني للدور الثاني، وهو الذي حقق الفوز لفريقه على إيطاليا لأول مرة في تاريخ نهائيات كأس العالم، إلا أنه لم يكن فيه الكثير من الجماليات ما نتوقف عنده، لأنه جاء من كرة ثابتة (ضربة ركنية)، وصلت إلى معركة بين الرؤوس من لاعبي «الآزوري»، الأوروجواى، وبسبب تدافع اللاعبين، اصطدمت الكرة بخلفية رآس جودين، وذهبت لشباك بوفون، وإذا كان هناك من مهارة في هذا الهدف فهي في دقة الكرة الركنية، والارتقاء الجيد من اللاعب جودين، الذي تواكب مع سوء تمركز من لاعبي الآزوري، وبقي فقط أن نشيد بالارتقاء العالي للاعب جودين لأنه تفوق بارتقائه على كل اللاعبين برغم التدافع الكبير بينهم جميعا. (أبوظبي – الاتحاد) ظاهرة الجولة الضربات الحرة «مكمن الخطر» في مباراتي الجولة الثالثة، لم يقدم أي فريق مستواه المعروف، وغابت الكرة الهجومية المميزة، والجمل التكتيكية العالية، ولم تكن هناك أي خطورة من الفرق الأربعة، سوى في الضربات الحرة المباشرة، فمنها جاء الهدف الوحيد في تلك المجموعة، ومنها هدد المنتخب الإنجليزي مرمى كوستاريكا أكثر من مرة، ومنها هدد بيرلو مرمى أوروجواي بتسديدتين خطيرتين نجح الحارس في التصدى لإحداها، ومرت الثانية بجانب القائم. وغاب المستوى الفني العالي الذي انتظرناه جميعا، وانحصر اللعب في معظم الفترات بوسط الملعب، ولجأت الفرق الأربعة إلى الدفاع أكثر، فغابت اللمحات والتمريرات والمحاولات والتسديدات وبالتالي الخطورة، إلا فيما ندر خلال المباراتين، وهذا شيء متوقع لأن مثل هذه المباريات تكون مباريات إما كؤوسا مثلما كان الوضع عليه في مباراة الأوروجواي وإيطاليا، أو الثالث والرابع مثل مباراة إنجلترا وكوستاريكا. (أبوظبي – الاتحاد) سوبر ستار بينتو.. «بطل كوستاريكا» في مباراتي الجولة الثالثة كان الخوف من الخسارة هو السمة السائدة بين الفرق الأربعة، وبناء عليه، فلم يبرز أي لاعب يمكن أن نقول إنه انتزع النجومية بمفردة، وفرض نفسه على المباراتين، ومن هنا فإن بينتو المدير الفني لمنتخب كوستاريكا هو الذي يستحق هذا اللقب عن جدارة، لأنه ضرب عدة طيور بحجر واحد من خلال خطته المتميزة، فلم يخسر، ولم يجهد لاعبيه، وحافظ على صدارة المجموعة، ونجح في نفس الوقت في تجديب عدة لاعبين من فريقه ربما يحتاج إليهم في الأدوار القادمة. وبرغم أن منتخب إنجلترا لم يكن لديه ما يخسره، وكان مطالبا بتحقيق فوز شرفي، إلا أنه لم يمنحه تلك الفرصة لأنه وضع خطة دفاعية متوازنة، وحافظ بها على الانضباط في الدفاع، مع القدرة على التحول السريع في الهجوم، وهو يستحق أن يكون نجم الدور الأول في تلك المجموعة قياسا على الأداء والنتائج التي حققها منتخبه في كل المواجهات، خاصة أن أحدا لم يرشحه، وأنه يملك من الجرأة ما يجعله يهاجم كل المنافسين، ويسجل فيهم، واذا كان البعض يرى أن كوستاريكا دعيت لغسل الأطباق في تلك المجموعة، وفوجئ الجميع بأنها تتصدر المائدة. (أبوظبي - الاتحاد) كأنها مباراة «ودية» لتجنب الإرهاق كوستاريكا وإنجلترا.. كفاح «محدود» بلا هدف ! كانت مباراة إنجلترا وكوستاريكا أشبه بمواجهة ودية، فالطرفان أحدهما ضمن التأهل أولاً، والثاني ضمن الخروج، وإذا كان هناك شيء إيجابي وحيد، فهو في منتخب كوستاريكا، الذي نجح في تسيير المباراة كيفما أراد، ولم يخسر برغم عدم حاجته للنتيجة، وقد لعب المنتخب الإنجليزي بتشكيلة معظمها من الصف الثاني، ويجب أن نعلم أن منتخب «الأسود الثلاثة»، الذي شارك في البطولة معظمه من اللاعبين الصغار، بمعنى أنه من الممكن أن يكون له شأن آخر في المستقبل القريب، نظرا لإمكانات لاعبيه الفردية الجيدة التي تنتظر فقط بعض الانسجام، والاستقرار. ولا نجد في المباراة ما يستحق أن نعلق عليه، فهي كفاح بين طرفين، بلا أمل أو هدف، ومحاولات على استحياء من إنجلترا للخروج بشكل مشرف، وفي المقابل لم يستنفذ الفريق الكوستاريكي طاقته التي يحتاج إليها في الأدوار المقبلة، وبالنسبة لي فأنا أرى أن سر تفوق كوستاريكا يكمن في جرأته، وثقته بنفسه، برغم أن اللاعبين معظمهم من صغار السن. ولو أن هذا الفريق لا يملك الثقة الكافية، لما هاجم الكبار وانتصر عليهم، وعندما حاولت جمع المعلومات عن منتخب كوستاريكا وجدت أن هناك جيلاً من اللاعبين قدم مستوى رائعاً في كأس العالم للشباب عام 2009، وذهب إلى نصف النهائي، فأبقى على هيكله الأساسي مع بعض الإضافات الطفيفة، فتحقق الانسجام بين لاعبيه، ويحسب لمدربه بينتو أنه اختار طريقة اللعب المناسبة لإمكانات اللاعبين التي تتفوق في الفرديات بطبيعتها، لكنه قام بصهر تلك الفرديات في إطار خطة جماعية يحفظ كل اللاعبين أدوارهم فيها. وفي مباراة إنجلترا كانت خطوط كوستاريكا أكثر تقاربا، وكان تنظيمه الدفاعي جيدا، وقد بنى المدرب بينتو خطته على الدفاع، وأنا أراها المباراة الأسوأ في البطولة بعد لقاء نيجيريا وإيران، وفي المجمل، فإن المنتخبان اللذان يستحقان التأهل هما اللذان تأهلا، فكرة كوستاريكا وأوروجواي كانت أكثر واقعية من الأداء الذي قدمه المنتخبان الإنجليزي والإيطالي. (أبوظبي – الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©