محمد الشمري: تهيئة الجسم للصيام تبدأ الآن

خديجة الكثيري (أبوظبي) يغفل أشخاص عن تهيئة أنفسهم لصيام رمضان من دون تعب ينجم عن حدوث تغييرات على عاداتهم وسلوكياتهم المختلفة، خاصة الغذائية منها، فيسبب ذلك الإحساس بالجوع الذي من شأنه أن يشعر المرء برغبته في التعويض بعد الإفطار إلى حد الإفراط، كما يشغل بال كثيرين قبل حلول شهر رمضان المبارك، كيفية تعويد الجسم على تحمل العطش والجوع، خاصة مع ساعات الصيام الطويلة التي وافقت شهر الصيف في هذا العام. طريقة صحيحة ينصح الدكتور محمد الشمري، طبيب جراحة وباطنية، بالاستعداد الجيد قبل شهر رمضان، وإعداد أجسامهم بطريقة صحية، حتى يستقبلوا شهر رمضان المبارك، وهم في كامل عافيتهم ليقضوا صيامه وقيامه من دون الإحساس بالتعب، مع الحفاظ على نوعية وكمية الطعام. ويقول إن رمضان شهر العافية والبركة، وقد اتضح علمياً أن جسم الإنسان بحاجة إلى الصيام عن الطعام والشراب لمدة فترة طويلة، حتى يشعر بالراحة ويطرد السموم من داخله، ومع الصيام تتجدد الدورة الدموية من جديد ويعيد الجسم عمل النشاط والحركة لخلاياه، فيشعر الإنسان بالراحة قلباً وقالباً، روحاً وجسماً. ويشدد على أهمية أن يعود الناس أنفسهم على شرب الماء بكميات كبيرة، بمعدل 2 إلى 3 لتر يومياً، ويجب أن يبدأوا ذلك قبل حلول الشهر الفضيل، حيث إن الماء يساعد في الحفاظ على الجسم رطباً حتى وقت الإفطار، خاصة أن الشهر الفضيل سيصادف هذا العام فترة الصيف التي ستشد فيها الحرارة إلى درجاتها القصوى، فضلاً عن طول وقت النهار، وقصر الليل، فهم معرضون إلى حالات من الجفاف وتقلبات في الصحة عديدة. وأضاف أنه مع حلول رمضان، تزداد حالات الجفاف التي تصيب الناس في المستشفيات بسبب نقص كميات السوائل التي يحتاجها الجسم، خاصة الماء، كما تزداد حالات الإصابة بحصى الكلى والمرارة بسب النقص الحاد في السوائل والإصابة بالجفاف. الكافيين والموالح ويشير الشمري إلى أنه لصيام مريح، وبعيد عن العصبية والصداع، يجب أن يبدأ الصائم وبفترة كافية قبل شهر رمضان، بالتقليل من شرب القهوة والشاي والكافيين بشكل عام، حتى يتعود جسمه على ذلك. كما يحذر من الإكثار من شرب الكافيين في رمضان لأنه مدر للبول ما يعرض الجسم للجفاف، وبالتالي يسبب المضاعفات غير المرغوبة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والهبوط العام. وينصح بالابتعاد عن «السمين الأبيضين» الملح والسكر، وعلى الصائم أن يعود معدته من الآن على تجنب أكل المواحل التي تسبب العطش الدائم للجسم، فضلاً عن أهمية التعود على الإكثار من تناول الخضراوات التي بها كمية سوائل كثيرة تعوض الجسم كمية السوائل التي قد يفقدها. تنظيم ورجيم ويقول إن شهر رمضان فرصة مناسبة لتنظيم الأكل وتحقيق الوزن المثالي لمن ينشده، حيث عليهم استغلال فترة الصوم للساعات الطويلة، التي يفقد فيها الجسم سعرات حرارية، والمحافظة عليها بعد الإفطار، بالابتعاد عن الشراهة، بل يكون الأكل باعتدال، وتناول غذائي صحي متكامل، بالإضافة إلى تقليل السعرات الحرارية عن طريق تجنب المقالي والدسم لأنها تضر الجهاز الهضمي. وكل ذلك يجب أن يبدأ قبل الشهر الكريم، بحيث يتم تعويد الجسم ليكون تطبيقه مريحاً في مرحلة الصيام. إيقاع الجسم يؤكد الشمري أهمية أن يركز الصائم على الساعة البيولوجية لجسمه التي تشعره بالزمن وتنظم إيقاع حياته، وتحدد أوقات النوم واليقظة والجوع، موضحاً أن تنظيمها قبل حلول شهر الصيام مهم جداً، حيث يتعود الناس على اختلاف المواقيت الزمنية في رمضان، من حيث طول النهار وقصر الليل، فضلاً عن قلة ساعات العمل، وكثرة ساعات السهر والسمر، فبالتالي يقل معدل ساعات النوم الطبيعي، ما قد يزيد الأرق والإرهاق والتعب، خاصة في أول أسبوع، وقد يستمر ذلك خلال الشهر الكريم، لذلك لا بد للصائم من تعويد النفس على النوم باكراً، والاستيقاظ باكراً قبل بدء شهر الصيام بأيام حتى يعتاد الجسم تدريجياً. قرارات فاصلة يقول الشمري: « يمكن لكثير من الناس أن يجعلوا من شهر رمضان فرصة لأخذ قرارات فاصلة في حياتهم للتخلص من العادات والسلوكات التي تضر بصحتهم، مثل التدخين، حيث إن الصائم ينقطع فترات طويلة عن التدخين، فإذا ما عود المدخن نفسه قبل شهر الصيام على عدم التدخين شيئاً فشيئاً، فسيكون الأمر هيناً عليه في رمضان، ولن يشعر خلاله بالعصبية والصداع بسبب الانقطاع عن التدخين». الأمراض المزمنة لأصحاب الأمراض المزمنة، يقول الشميري إن عليهم قبل حلول شهر رمضان، استشارة أطبائهم لتحديد المواعيد الجديدة لأخذ أدويتهم الخاصة بأمراض مثل الضغط والصرع والسكري، مشيراً إلى أن كثيراً من المضاعفات التي تحدث لهذه الحالات في رمضان تنجم عن عدم تنظيم أخذ الأودية.