الانتحار قاتل المراهقات الأول

ترجمة: عزة يوسف كشف تقرير صادم لمنظمة الصحة العالمية، صدر مؤخرا، أن الانتحار يعد السبب الرئيس لوفاة الفتيات في سن المراهقة في جميع أنحاء العالم. وأضاف التقرير، بحسب موقع «telegraph»؛ أن عدد الفتيات ممن تتراوح أعمارهن بين 15 و19، واللاتي يقتلن أنفسهن أكبر من عدد الفتيات اللاتي يقضين نحبهن في حوادث الطرق وأمراض أو مضاعفات الحمل. ويتناول تقرير منظمة الصحة العالمية ست مناطق في العالم، كان الانتحار هو القاتل الأول للمراهقات في خمس منها، باستثناء أفريقيا، حيث كانت الوفاة بسبب الولادة وفيروس نقص المناعة البشرية. ويقول روزان بيرس، مشرف أول في خدمة «تشايلد لاين» في المملكة المتحدة «لا نعرف حقا مدى المشكلة، لأن الطبيب الشرعي غالبا لا يسجل حالات الوفاة على أنها انتحار. إما بناء على طلب العائلة، أو حماية لمشاعرها». وتبرز المشكلة في جنوب شرق آسيا، حيث إن معدل انتحار الفتيات في سن المراهقة أعلى ثلاث مرات من أي سبب آخر. وتحتل منطقة شرق المتوسط، التي تضم باكستان والشرق الأوسط، ثاني أعلى معدل. وأرجع الطبيب النفسي فيكرام باتيل السبب إلى التمييز بين الجنسين، حيث إن حياة الشابة في جنوب شرق آسيا تختلف كثيرا عن حياة الشباب. ويبلغ معدل انتحار الذكور في هذه الفئة العمرية 21,41 بين كل 100 ألف، مقارنة مع 27,82 بين كل 100 ألف فتاة. وفي هذا العمر، تُجبر الفتيات على الخروج من المدرسة لتكريس أنفسهن للمسؤوليات المنزلية، ويمنعن من الخروج من المنزل، كما يجبرن على الزواج. وقال البروفيسور فيكرام باتل، المدير المؤسس لمركز الصحة النفسية العالمي في مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي، إنه رغم تشبع وسائل الإعلام الهندية بالرومانسية، إلا أن هذا لا يعكس واقع حياة معظم الشابات الهنديات. وأضاف أن معدلات الانتحار الإناث هي الأعلى في المناطق الهندية ذات أفضل تعليم واقتصاد، ربما لأن النساء لا يستطعن تحقيق طموحاتهن في وسط اجتماعي يقضي عليها، مشيرا إلى أن 50% من أولئك اللاتي يحاولن الانتحار في الصين والهند يعانين اليأس. وفي المملكة المتحدة، قال جو فيرنز، المدير التنفيذي للبحوث والسياسة في موقع «سامريتانز»، إن ما يقرب من 80 % من حالات الانتحار هناك هي من الرجال بسبب المخدرات والكحول. وقال بيرس: «إن 75 % من الفتيات اللاتي اتصلن بالخدمة، وكان لديهن مشاعر انتحارية خططن للانتحار بتناول جرعة زائدة، مقارنة بالفتيان الذين حاولوا شنق أنفسهم، وهي طريقة لا تدع فرصة كبيرة للبقاء على قيد الحياة». وذكر فيرنز أنه كان هناك تفاوت بين معدل الذكور والإناث أيضا فيما يتعلق بإمكانية الوصول إلى الأدوات المستخدمة، حيث ارتفع ??معدل الانتحار بين الرجال العاملين في البناء والزراعة لأنه توافرت لديهم الوسيلة. وقال باتيل: «إن معدل محاولات الانتحار للشابات في المملكة المتحدة مرتفع للغاية بسبب تعرضهم (للضغط الجنسي)، ما يشكل عاملا مهما في شعورهم بالإحباط». وتابع: «هناك أيضا الضغط المستمر على الفتيات الغربيات لأن يبدون بجسد نحيف ما يعد أقوى الضغوط التي تمارسها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عليهن».