الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإصرار على تعديل السلوك بلغة «الحزم والود»

الإصرار على تعديل السلوك بلغة «الحزم والود»
11 يونيو 2015 21:50
خورشيد حرفوش (أبوظبي) تعد مشاكل الإخلال بالنظام أو الفوضى، والصياح والصراخ والبكاء والتلفظ بألفاظ غير مفهومة إذا سئل أداء مهارات بسيطة، أو الحماقة في التصرفات مثل الضحك والقهقهة بدون سبب، والأوضاع الغريبة في الجلوس أو الوقوف، من المظاهر السلوكية الشائعة لدى الأطفال التوحديين بشكل عام، من بين العديد من المشاكل السلوكية الأخرى. نظرة تحليلية صلاح السمري، اختصاصي النطق والتخاطب، ومدير مركز ا لاتحاد لذوي الاعاقة في أبوظبي، يوضح كيفية التعامل مع تلك المشكلات، وكيفية استيعابها، وتعديلها وتعويد الطفل على السلوك الإيجابي الجديد. ويقول: «في مشكلة الفوضى والإخلال بالنظام، نجد الطفل يقوم بإلقاء الأشياء». وبعثرتها، وإذا ما تناولنا ذلك بنظرة تحليلية، سنجد أن هذا السلوك كثيرا ما يعطل سيرة العملية التعليمية وكثيرا ما يثير الفوضى في حياة الأسرة نظرا لإلقائه الكثير من الأشياء داخل المنزل أو الصف الدراسي. هذا السلوك كثيرا ما يلاحظ عندما يطلب منه شيء لا يريد أداءه أو عندما لا يستطيع الحصول على شيء يريده. وأسلوب الإلقاء يعطيه الفرصة في السيطرة على ما يحيط به. فيجب على المعلم ألا يتركه يثير الإزعاج ويعطل الدرس حينما يريد. عليه أن يتعلم أن هذا السلوك ضار به وبالآخرين وأنه قد يؤذى نفسه عند إلقائه الأشياء. فالطفل لم يتعلم كيف يكبح جماع هذا السلوك إلا حينما يدرك تبعاته غير المقبولة. أوامر لفظية ويمكن تعديل هذا السلوك بوسائل أولية مباشرة، مثل «أوامر لفظية مباشرة - تجاهل السلوك - إجباره على التقاط الشيء الذي ألقاه»، ومن ثم يمكن التعامل مع ذلك بابعاد الأشياء القيمة عن متناول يده، وأن يكن المحيطين به على مستوى اليقظة دائما قبل أن يبدأ في الرمي، وعدم إعطاء أي انتباه لشيء ما ألقاه. يكمل السمري: من الأهمية أن يبدأ المعلم بتدريس مهارات بسيطة وحينما يبدأ الطفل بإلقاء الأشياء، أن يقل له بصوت حازم «رمى لا» وأن يأخذ يديه ويقبض عليها بقوة على جانبي جسمه. ثم يترك يده ويستدر نحوه ويعطيه الشيء الذي ألقاه أو كاد أن يلقيه ليضعه في مكانه. ويكرر هذا مع كل مرة، وإذا لم يلق شيء يمكن أن يكافأ بالتشجيع بالقول والفعل «حلوى أو ما شابه ذلك» مع الابتسامة في وجهه. الصياح والصراخ أما عن مشكلة الصياح والصراخ والبكاء والحماقات، والألفاظ غير المفهومة إذا سئل أداء مهارات بسيطة، يقول السمري: «عادة ما يكون رفض الطفل غير متعلق بصعوبة ما على أداء الأنشطة، لكن الرفض يرجع إلى رغبته في رفض التغيير لمهارات أو أنشطة جديدة «مثلا رفض الذهاب لمكان ما - رفض النزول من السيارة - رفض دخول الحمام... وهكذا». وهذا الرفض يدفع الأسرة أو المدرس إلى اليأس من إصلاح الطفل ويعطيه قدرة على التحكم في المواقف بمعرفته. وللتدخل العلاجي، يمكن تجاهل الصياح والصراخ، والمساعدة المتكررة بالدعم المادي والتشجيع مثل التربيت على الأكتاف أو الرأس أو ما شابه، وإبداء مكافأة مادية «حلوى» في مجال النظر للوعد بها عن اكتمال النشاط. والجلوس معه مرتين على الأقل خلال اليوم، ويعطى نشاط غير لفظي بسيط «ترتيب - مطابقة - تلوين»، مع التشجيع المستمر، والابتسامة إليه أثناء أدائه للنشاط، وعدم الاهتمام بالأصوات أو كلمات التي يقولها، لكن يمكن أخذ يد الطفل برفق إذا توقف عن العمل ومساعدته على اكتماله. وعند انتهاء المهارة لابد من مكافأة الطفل بابتسامة أو تصفيق وبعد ذلك المكافأة المادية «الحلوى». تجاهل السلوك كذلك من الأهمية تجاهل السلوك الأحمق تماما، وإعطاؤه إشارة أو إيماءة للعمل ودعم الأداء بلمس ذراعه، والمكافأة سريعا إذا بدأ العمل، والاحتفاظ بالهدوء والصبر قدر الإمكان، مع تبسيط الأوامر والمساعدة لتقليل التشويش والتعب، وتشجع الطفل على الاستمرار فى بذل المجهود، مع الهدوء والتجاهل لهذه السلوكيات الحمقاء ومساعدته على التحكم فيها. وحينما يبدي الطفل أي سلوك أحمق، على المعلم الجلوس على مقعده، ويمسك بالطفل في هدوء وحزم ويخبره بعدم الاستجابة لمحاولته، في لغة بسيطة، وأن عليه أن يقلل من سلوكه غير المقبول لأنه غير مجد له. وتكرار هذا الموقف مع كل سلوك غير مقبول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©