الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ارتفاع عدد مزارع الأسماك إلى 25 خلال عشر سنوات

ارتفاع عدد مزارع الأسماك إلى 25 خلال عشر سنوات
10 يونيو 2012
المنطقة الغربية (وام) - تشهد عملية إنشاء المزارع السمكية وتجارتها في ليوا نمواً متزايداً، حيث ازداد عدد المزارع من مزرعتين إلى 25 مزرعة خلال عشر سنوات. وتوقع المهندس محمد أحمد عوض من مركز خدمات المزارعين بالمنطقة الغربية أن يزداد الإقبال على إنشاء المزارع السمكية في الفترة المقبلة، وذلك لزيادة الطلب المحلي والإقليمي على الأسماك. وقال: “منذ ما يقارب عشر سنوات كانت في محاضر ليوا مزرعتان فقط أما الآن فأصبح العدد لا يقل عن 25 مزرعة تجارية كل مزرعة متوسط مساحتها من دونم إلى دونمين، ناهيك عن عدد كبير من المزارع الصغيرة للاستهلاك المنزلي”. وتابع: لو تم إنشاء حوض أسماك واحد في كل مزرعة من مزارع ليوا الممتدة من محضر حميم حتى محضر عرادة على طول 120 كيلومتراً لحققنا اكتفاء ذاتياً من الأسماك بعيداً عن المصائد البحرية ولفاض الإنتاج وتم تصديره للأسواق الإقليمية والعالمية”. وبين أن نشاط الاستزراع السمكي يسهم في التقليل من الضغط على المصائد السمكية الطبيعية وإنتاج الأسماك من الاستزراع يوفر الغذاء ويسهم في زيادة الإنتاج السمكي وبالإمكان أن تكون الإمارات خلال الفترة المقبلة دولة رائدة في هذا المجال ومشاريع إنتاج أسماك البلطي مع تطورها السريع في ليوا ستجعل الدولة مـركزاً للتصدير لدول الخليج ودول قارة آسـيا وبعض الدول الأوروبيـة، حيث يتحقـق الأمـن الغـذائي بتوفيـر الأسـماك في الأسواق المحلية وتصدير الفائض للخارج. وحث أهالي المنطقة للاتجاه بجدية نحو استزراع الأسماك بغرض التجارة أو للاستهلاك الشخصي في ضوء القيمة الغذائية والصحية العالية والمردود الاقتصادي الوافر لاستزراع الأسماك ومن أجل المساهمة الفعالة في التنمية الزراعية التي تعيشها الإمارات وللمشاركة في تأمين المنتجات الغذائية المختلفة والضرورية. وشهد العقد الماضي تطوراً فريداً من نوعه في مشاريع الاستزراع السمكي بمحاضر ليوا. واستذكر المواطن عبدالله المزروعي أيام ما قبل الاتحاد بقوله: قبل الاتحاد من أراد أكل السمك لا بد أن يقطع مسافة أكثر من 100 كيلومتر مشياً على الأقدام ليصل إلى شاطئ البحر عند موقع مدينة المرفأ الحالي لشرائه. أما اليوم، فليوا تزخر ببحيرات مملوءة بالأسماك. وتعد منطقة ليوا من أكثر الواحات اتساعاً، ويتيح ذلك إمكانية استغلالها للاستزراع السمكي وإضافة إلى ما سبق تتوفر في محاضر ليوا أراض زراعية منبسطة وتضم كثيراً من المناطق المحمية بفضل الأشجار العالية، وتعتبر مناطق آمنة من التيارات الهوائية مما يجعلهـا من أنسـب الأماكـن لإقـامـة مشروعات البرك السمكية. وقال المواطن بخيت مبارك المنصوري من محضر “العد”، إن الحاجة أم الاختراع، وهي ما دفعه لإنشاء حوض لاستزراع السمك في مزرعته في عام 1995، ليزداد عددها اليوم لتحوي مزرعته أكثر من أربعين حوضاً، بحيث صار يمتلك أكبر مزرعة خاصة للأسماك في الإمارات. وأضاف أنه بدأ هذا المشروع هواية، حيث كان يهوى صيد الأسماك وأكلها، “ونظراً لكثرة حديثي عن الأسماك وفوائدها الغذائية، اقتنعت عائلتي بالفكرة وتحمست لإنشاء بحيرة لتربية الأسماك والسلاحف”. وأوضح أنه يعتبر مشروع استزراع الأسماك بالمياه الجوفية وسط الصحراء مشروعاً ناجحاً ويستفيد منه سكان المحاضر في حصولهم على الأسماك الطازجة ومنها البلطي الذي يعتبر من الأنواع الجيدة لاستزراعها في المياه الجوفية، لكونه يقاوم الأمراض وقوي التحمل وعادة يكون الاستزراع بالمياه الجوفية مع الزراعة أمراً جيداً لندرتها في البلاد مما يجعلنا نطبق القول: “ازرع الصحارى، واروها بمياه الأسماك”. وتابع “تدريجياً ونظراً لاهتمامي الشخصي ولمتابعتي اليومية للمزرعة، تحولت إلى مشروع اقتصادي وسياحي كبير يجذب آلاف السائحين سنوياً والذين يفدون إلى الدولة خصيصاً لزيارة المزرعة والتمتع برؤية الأسماك، وهي تعيش في بحيرات وسط صحراء الربع الخالي، وذلك بعد أن أبرزتها وسائل الإعلام والمواقع العالمية”. وأضاف: “كنوع من حسن الاستقبال والضيافة، نظمت للزوار برنامجاً ترفيهياً من خلال تجهيز أدوات صيد السمك ليقوموا باصطياد السمك بأنفسهم من هذه البحيرات وسط الصحراء”، مبدياً سعادته بأن مشروعه يعتبر إنجازاً وسط الصحراء، بدأ به وحيداً وتنتشر من حوله اليوم أكثر من 15 مزرعة أسماك منتجة. وقال المواطن أحمد عتيق المحيربي - 37 عاماً في محضر “مزيرعة”، إنه أنشأ مزرعته لاستزراع الأسماك منذ عام تقريباً، وبدأت الإنتاج منذ 4 أشهر ولديه الآن 5 برك، وهو بصدد تطوير المزرعة وإضافة أحواض أخرى. وأضاف أن مشاريع تربية الأسماك في المنطقة توفر اكتفاء ذاتياً من الأسماك بتكاليف قليلة، إضافة إلى أنها ذات دخل جيد من خلال إطلاعي على تجارب الآخرين وتوفر الماء كسماد للزراعة وأصبح أهالي المنطقة يأكلون ما لذ وطاب من الأسماك الطازجة والصحية في الوقت ذاته. وتمنى المحيربي أن توفر محاضر ليوا خلال المستقبل القريب مخزوناً استراتيجياً للدولة من الأسماك على مدار العام، كما كانت وما زالت توفر مخزوناً استراتيجياً للدولة من التمر. ودعا المحيربي الشباب إلى استغلال هذه الأفكار وتنفيذها على أرض الواقع، خصوصاً أن مثل هذه المشاريع تلقى التسهيلات والمشورة من الجهات المختصة نظراً لجدواها الاقتصادية، ويقدم لها صندوق خليفة لتطوير المشاريع الدعم الكامل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©