الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تداعيات الانتخابات الأميركية.. تهديد للاتفـــــــــــــــاق النووي ودعم للتشدد الإيراني

تداعيات الانتخابات الأميركية.. تهديد للاتفـــــــــــــــاق النووي ودعم للتشدد الإيراني
10 نوفمبر 2016 22:07
أنقرة (رويترز) من المرجح أن يدعم فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية مواقف المتشددين في إيران الذين يطالبون بعزل بلادهم عن العالم وأن يتسبب في زيادة قلق المستثمرين الأجانب. وقال ترامب الجمهوري خلال الحملة الانتخابية إنه سيتخلى عن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع القوى العالمية الست عام 2015 وفرض قيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية عليها. ومن المحتمل أن يخدم موقفه المتشدد المغاير لموقف الرئيس باراك أوباما من طهران مصالح المتشددين في ايران. وحذر مسؤول إيراني (مشترطاً عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية تعليقاته سياسياً) «إذا تبنى ترامب سياسات معادية تجاه إيران فهذا سيقوّي وضع المتشددين». وقال مسؤول إيراني كبير آخر: «فوز ترامب سيوحِّد المتشددين في إيران وأنصارهم، وهو يعني المزيد من الضغوط السياسية في الداخل وسياسة عدوانية على المستوى الإقليمي». وخلال الحملة الانتخابية وصف ترامب إيران بأنها أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم ووصف الاتفاق النووي بأنه «واحد من أسوأ الاتفاقات التي شهدت التوصل إليها من خلال التفاوض». غير أن ترامب كثيراً ما أدلى بتصريحات متناقضة، حتى إن الحكومات الأجنبية لا تعرف كم من تصريحاته الطنانة سيُترجم إلى بنود في السياسة الأميركية. وحثّه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على الاستمرار في الالتزام بالاتفاق الإيراني. وقال الرئيس حسن روحاني إن نتيجة الانتخابات لن تؤثر في سياسات البلاد وإنه لا يمكن لحكومة واحدة أن تلغي الاتفاق النووي. ويتوجس المتشددون في إيران من أي وفاق مع الغرب قد يعرّضهم للخطر، وهم يتولون مراكز لها نفوذ كبير في القضاء وقوات الأمن وأجهزة الاستخبارات. وقد استبعد خامنئي، الذي توحِّد عداوته لواشنطن قيادات الفصائل المختلفة في إيران، تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة التي يسميها المتشددون «الشيطان الأكبر». وزاد الاتفاق النووي من غضب المتشددين منذ وصول الرئيس روحاني إلى السلطة إذ انتُخب رئيساً للبلاد بناءً على وعود بتحسين العلاقات الخارجية وإنعاش الاقتصاد. وتراجعت التوترات عندما أقر خامنئي الصفقة النووية خشية أن تؤدي المصاعب الاقتصادية إلى انهيار المؤسسة الحاكمة. وكان بعض الشركات الغربية يأمل أن ينهزم ترامب أمام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات بسبب الخوف على مصير الاتفاق النووي. وقال مسؤول كبير في وزارة الاقتصاد «الآن بعد فوز ترامب ستتردد حتى الشركات الأوروبية في الاستثمار في إيران، وفي أحسن الاحتمالات ستتبنى سياسة التريث». وأضاف المسؤول أن ذلك سيضر بمصداقية روحاني وخططه الاقتصادية. غير أن كثيرين من المستثمرين الأجانب يُرجئون دخول إيران بسبب عوائق تقف في سبيل الأعمال هناك مثل سوء حال البنوك التي ظلت لفترة طويلة بعيدة عن النظام المالي العالمي والدور الكبير الذي تلعبه الدولة في الاقتصاد وعدم وضوح النظام القضائي. ومع وجود ترامب في البيت الأبيض رجَّح مسؤول أمني إيراني أن يستفيد من هذا الوضع الحرسُ الثوريُّ وقوةُ القدس التي تمثل وحدة العمليات الخارجية التابعة له.وقال المسؤول: «بانتصار ترامب سيكتسب الحرس الثوري قوة اقتصادية وسياسية أكبر». وقد تنامى نفوذ الحرس الثوري في الاقتصاد بعد انتخاب محمود أحمدي نجاد، الذي كان ينتمي في السابق إلى الحرس، رئيساً للبلاد عام 2005. وقال سعيد ليلاز، المحلل المقيم في طهران «الأولوية القصوى لدى القيادة الإيرانية هي تحسين الاقتصاد». وأضاف: «لفترة وجيزة ستظهر فروق سياسية دقيقة بسبب انتخاب ترامب، ثم سيتعين على القيادة الإيرانية التركيز على مشاكلها الخاصة، وستحاول تفادي أي مواجهة». وقال مسؤول إيراني سابق: «إذا لم يحدث تحسن اقتصادي قبل انتخابات الرئاسة في إيران فسيتهم المنافسون روحاني بتقديم تنازلات أكثر مما يجب في المسألة النووية والفشل على صعيد الاقتصاد». وأضاف: «وهذا سيجعل منه رئيساً ضعيفاً جداً حتى إذا أُعيد انتخابه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©