الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش السوري يقتحم جسر الشغور ويقصفها براً وجواً

الجيش السوري يقتحم جسر الشغور ويقصفها براً وجواً
12 يونيو 2011 23:29
اقتحم الجيش السوري أمس مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب شمال غرب سوريا بعد 9 أيام من فرض حصار مشدد عليها وتطويقها بنحو 200 دبابة. وأعلن التلفزيون الرسمي عن وقوع اشتباكات ضارية مع ما وصفه بـ”التنظيمات المسلحة” أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، كما تحدث عن اكتشاف مقبرة جماعية ارتكبتها هذه التنظيمات بحق عناصر أمنية. لكن ناشطين حقوقيين ودبلوماسياً غربياً رفيع المستوى في دمشق شككوا بالرواية الرسمية. وجاء في تفاصيل ما أعلنه التلفزيون السوري “أن وحدات الجيش دخلت جسر الشغور وطهرت المستشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة بعد قيامها في وقت سابق بتفكيك المتفجرات والحشوات الناسفة من الديناميت التي زرعتها هذه التنظيمات على الجسور والطرقات”. وأشار التلفزيون الى وقوع اشتباكات ضارية بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة المتحصنة في محيط جسر الشغور وداخلها، لافتاً الى مقتل اثنين من عناصر هذه التنظيمات والقاء القبض على أعداد كثيرة وضبط أسلحة رشاشة بحوزتهم، فضلا عن مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين. وذكر التلفزيون “أنه تم الكشف عن مقبرة جماعية ارتكبتها التنظيمات المسلحة بحق عناصر المركز الأمني في جسر الشغور في 6 يونيو وعن فظائع ارتكبتها هذه التنظيمات بجثث القتلى التي تم إخراجها من المقبرة”. لكن لم يشر التلفزيون الى أعداد الجثث التي انتشلت من المقبرة. وكانت السلطات أعلنت البدء بالعملية العسكرية بناء على طلب السكان”، وقال التلفزيون “إن وحدات من الجيش باشرت مهمتها للسيطرة على القرى المجاورة لجسر الشغور واعتقال التنظيمات المسلحة التي اتهمها بإضرام النار في المحاصيل. واتهمت السلطات في 6 يونيو “التنظيمات المسلحة” بقتل 120 شرطيا وعنصر أمن في جسر الشغور، وهو الأمر الذي نفاه ناشطون حقوقيون وشهود عيان مؤكدين حصول تمرد داخل المقر العام للأمن العسكري. من جهته، قال ناشط حقوقي لوكالة “فرانس برس”، “إن الجيش بدأ منذ الصباح بقصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والأسلحة الثقيلة ثم هاجمها من الشرق والجنوب”، وأضاف “سمع دوي انفجارات وكانت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة”. وقال ناشط حقوقي آخر نقلا عن سكان في المدينة “أنه تسمع منذ الصباح أصوات انفجارات في جسر الشغور بينما تتصاعد أعمدة من الدخان في المدينة. وقال سكان آخرون إن دبابات ومروحيات عسكرية قصفت جسر الشغور بوابل من طلقات المدافع الرشاشة وإن معظم المدنيين فروا باتجاه الحدود التركية. ووصف ناشطون القصف انه عنيف بمدفعية الدبابات والمروحيات بأنه الأعنف منذ بداية الهجوم، ورصدوا توجه المزيد من المروحيات نحو المدينة للمشاركة في العملية التي بدأها الجيش فعلياً يوم الجمعة. وقال آخرون إن وحدات الجيش بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار تمارس نفس الأساليب التي انتهجتها في مراكز أخرى لسحق المحتجين المطالبين بإنهاء الحكم”. وقال أحد سكان المدينة قبل فراره “إن الدبابات جاءت من الجنوب بعد أن قامت بعمليات قصف عشوائي وإطلاق وابل من نيران المدافع الرشاشة في كل انحاء المدينة، والناس مازالوا يفرون من الشمال”. وقال آخرون إن القوات التي يقودها ماهر الأسد عمدت الى حرق المحاصيل في انتهاج لسياسة الأرض المحروقة التي تهدف الى كسر ارادة السكان. ونقلت وكالة “رويترز” عن أحد الفارين باتجاه الحدود التركية ويدعى مصطفى قوله عند سؤاله عن وقوع أي اشتباكات في جسر الشغور “اي اشتباكات..الجيش يقصف البلدة من الدبابات، والجميع يفرون”، وأضاف “حتى لو كان معنا بنادق فماذا ستفعل امام المدافع..إن سوريا يحكمها دكتاتور..هم يكذبون، ويعاقبوننا لاننا نريد الحرية”. وعرض باسم وهو عامل بناء فر الى تركيا مشاهد كان التقطها بكاميرا هاتفه المحمول لشاب قتيل عمره بين 18 و25 عاما وقد اصيب برصاصة في ساقه بينما خلفت رصاصة فتحة خروج كبيرة في بطنه وقد رقد على الأرض غارقا في دمائه. وعرض صورة ثانية لقتيل مصاب برصاصة في الرأس، وقال “إن الرجلين قتلا على أطراف جسر الشغور على أيدي قوات يقودها ماهر الأسد”. وأضاف “لم يبق سوى عدد قليل من الناس..فررت على دراجتي النارية عبر طرق موحلة عبر التلال”. وأضاف أن القوات الحكومية أحرقت حقول القمح في ثلاث قرى بالقرب من جسر الشغور”. وأكد لاجئون آخرون ذلك وقالوا إن القوات السورية أحرقت أو قتلت الماشية والأغنام وأن الأراضي الزراعية حول الصرمانية إلى الجنوب من جسر الشغور قد دمرت. بينما قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “إن الجماعات الإرهابية المسلحة هي التي احرقت الأراضي الزراعية في محافظة ادلب في اطار عمليات تخريبية تقوم بها”. وشكك دبلوماسي غربي كبير في دمشق بما وصفه بـ”الرواية الرسمية غير المحتملة”، وقال لوكالة “رويترز” “معظم الناس غادروا جسر الشغور بعدما رأوا سياسة الأرض المحروقة التي ينفذها النظام والقصف والاستخدام المكثف للمدرعات في الوادي”. ومنذ منتصف مارس الماضي أسفر القمع الدامي لحركة الاحتجاج عن مقتل أكثر من 1200 شخص فضلا عن اعتقال عشرة آلاف آخرين على الأقل وفرار الآلاف وفق منظمات حقوقية.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©