السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الاستخبارات الأميركية: «داعش» قادر على الاحتفاظ بالمدن العراقية

الاستخبارات الأميركية: «داعش» قادر على الاحتفاظ بالمدن العراقية
26 يونيو 2014 00:43
قال مسؤول في الاستخبارات الأميركية أمس إن المتشددين السنة قادرون على الاحتفاظ بالمناطق الشاسعة التي سيطروا عليها في شمال العراق وغربه ما لم تشن الحكومة في بغداد هجوما مضادا كبيرا. في حين بدأت الدفعة الأولى من المستشارين العسكريين الأميركيين عملها في العراق لمساعدة القوات الحكومية في وقف زحف «الدولة الإسلامية للعراق والشام» المعروفة باسم «داعش» على المدن العراقية، والذين هددوا على موقع إلكتروني بمهاجمة الأميركيين في حال توجيه ضربات جوية أميركية إليهم، وسط تطلع بغداد إلى تدخل أميركي حقيقي يؤدي إلى «مساعدة حقيقية» للعراق. وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه سيزور السعودية غدا الجمعة لإجراء محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز حول الأزمة في العراق. وقال المسؤول الاستخباري الأميركي الذي طلب عدم نشر اسمه إن تنظيم «داعش» الذي سيطر على مدينة الموصل في الشمال في 10 يونيو ويتقدم منذ ذلك الحين دون أي مقاومة تذكر نحو بغداد، هو في أقوى حالاته «منذ سنوات».وأضاف أن التنظيم يخاطر بفقد السيطرة إذا ما توسع بسرعة كبيرة. وتابع المسؤول أن التنظيم لا تعوزه الأموال والسلاح بعد أن سيطر على معدات عسكرية في سوريا والعراق وجمع أموالا من خلال عمليات خطف وسرقة وتهريب وابتزاز، بما في ذلك فرض «ضريبة على الطرق» في الموصل. ولكن المسؤول شكك رغم ذلك في صحة تقارير إعلامية تفيد أن إيرادات التنظيم ارتفعت إلى مئات الملايين من الدولارات، وأشار إلى أن غنائمه في الموصل لم تتجاوز «ملايين »الدولارات. وذكر المسؤول أن التنظيم عزز قدرته على السيطرة على الأراضي والاحتفاظ بها بتكوين تحالفات مع عشائر وشخصيات دينية سنية في المنطقة، وتجنيد السكان المحليين في صفوفه. ولكن بعض التحالفات المحلية تظل هشة. وتسببت سياسات التنظيم في سوريا وممارسته العنف العشوائي في رد فعل عنيف هناك وإدانة من تبقى من القيادة المركزية لـ«القاعدة» التي تبرأت منه، وتبنت جبهة النصرة الذراع الرسمية لها في سوريا. وتقدر وكالات الاستخبارات الأميركية أن تنظيم «القاعدة» دفع بأكثر من عشرة آلاف مقاتل، وأن ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف يقاتلون في العراق، والباقي في سوريا. ويقول مسؤولون إن من الصعب تقدير عدد الأجانب بين مقاتلي التنظيم في العراق حاليا. وفي السياق أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أنه سيزور السعودية غدا الجمعة لإجراء محادثات مع العاهل السعودي حول الأزمة في العراق. وعلى هامش محادثات الحلف الأطلسي في بروكسل، أعلن كيري عن إضافة السعودية إلى جولته الحالية السريعة في المنطقة، وقال إنه سيؤكد على «الضرورة الملحة» لمعالجة النزاع في العراق ويطلع المسؤولين السعوديين على نتائج زيارته إلى بغداد وأربيل هذا الأسبوع. وصرح كيري في مؤتمر صحفي بأن «الرئيس باراك أوباما طلب مني كذلك التوجه إلى السعودية الجمعة للقاء جلالة الملك عبد الله لمناقشة القضايا الإقليمية، ومن بينها بالتأكيد الوضع في العراق». وأضاف أنه سيناقش في السعودية «كيفية مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، إضافة إلى مناقشة دعمنا للمعارضة المعتدلة في سوريا». وقال «لا حاجة لتذكير أي منا بأن تهديدا في مكان بعيد يمكن أن يخلف تبعات مأساوية في بلادنا بطرق لا نتوقعها مطلقا وفي الوقت الذي لا نتوقعه مطلقا». وقلل الإعلام السعودي من دور «داعش» التي تدرجها السعودية على قائمة المنظمات الإرهابية، وأبرز دور القبائل السنية وغيرها من الجماعات المسلحة في القتال بالعراق. إلى ذلك ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن 90 مستشارا عسكريا أميركيا آخر وصلوا إلى بغداد لمساعدة قوات الأمن العراقية في إنشاء مركز عمليات مشتركة. وسينضم الـ90 عسكريا إلى 40 آخرين موجودين بالفعل، تلقوا أوامر يوم الثلاثاء لتشكيل فريقي تقييم. وذكر البنتاجون أن وصول تلك الدفعة يأتي غداة اتفاق دبلوماسي بين الولايات المتحدة والعراق لتوفير حصانة قانونية للعسكريين الأميركيين. وكان 170 فردا أمنيا قد وصلوا إلى بغداد الأسبوع الماضي، من بينهم فريق لمكافحة الإرهاب من 50 عضوا و120 فردا بمروحيات وفريق طبي متنقل. ويحتشد 100 عسكري آخرين في المنطقة كاحتياط. وقال الأدميرال البحري جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون، إن 40 مستشارا بدأوا مهامهم في التقييم والنصح والمساعدة، ومهمتهم هي الرصد والاستطلاع والتقييم، وهم ملحقون بمكتب التعاون الأمني للسفارة الأميركية ضمن أول فريق تقييم. ورجح أن تستمر هذه المرحلة من أسبوعين إلى ثلاثة ليصير بعدها إلى تقديم النصح والاستشارة والمساعدة للقوات العراقية. وأضاف أنه جرى نشر 130 مستشارا وأن المجموعة الأولى التي أوفدت لإقامة مركز عمليات تضم محللين من الاستخبارات وخبراء لوجيستيين وأفرادا من القوات الخاصة. كما ينفذ العسكريون الأميركيون طلعات منتظمة بين 30 و35 يوميا بطائرات يقودها طيارون أو بدون طيارين، للتعرف بشكل أفضل على الوضع على الأرض ومساعدة فرق التقييم. وأكد كيري أن استمرار تقدم قوات تنظيم ما يسمى بـ«داعش» إلى وسط وجنوب العراق يشكل خطرا حقيقيا على العراق. وعما إذا كانت واشنطن سترسل 300 مستشار عسكري إلى العراق كما صرح الرئيس باراك أوباما، قال كيري إن هذا الرقم هو سقف المشاركة، بحيث أن واقع الميدان سيحدد إن كان المطلوب 300 أو أقل من ذلك، مشيرا إلى أن هذا العدد هو نتيجة المشاورات المكثفة في لجنة الأمن القومي الأميركية. وفي السياق أفادت قناة العراقية الرسمية أمس أن المستشارين الأميركيين الذي وصلوا العراق، عقدوا اجتماعهم الأول مع قائد عمليات بغداد عبدالأمير الشمري، وفريق خبراء «البنتاجون» لبحث التعاون وتنسيق العمل الأمني المشترك خلال الأيام المقبلة. وهدد مؤيدون لـ«داعش» بمهاجمة الأميركيين في حال توجيه ضربات جوية أميركية للتنظيم المتشدد. وأحجمت واشنطن حتى الآن عن تلبية طلب الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي للقيام بضربات جوية. وقال حساب على تويتر إن «هذه الحملة رسائل يوجهها أهل السنة في كل العالم، للشعب الأميركي، وهي تحذير من ضرب أميركا للعراق». وكان المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا قال أمس إن بغداد تتطلع إلى تدخل أميركي حقيقي يؤدي إلى «مساعدة حقيقية» للعراق. وأضاف في مؤتمر صحفي ببغداد «نامل أن يكون هناك تدخل حقيقي» يوفر «مساعدة حقيقية للعراق»، مؤكدا أن الدفعة الأولى من المستشارين العسكريين الأميركيين بدأت اجتماعاتها «مع مختلف القيادات». (واشنطن - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©