الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مدينة الملك عبد الله في السعودية تغير الخريطة الصناعية بالمنطقة

24 ابريل 2006
إعداد - عدنان عضيمة:
في 16 أبريل الماضي، وفيما كان المدراء التنفيذيون لشؤون العلاقات العامة لشركة إعمار العقارية الإماراتية يستعدون لعقد ندوتهم الأسبوعية المتعلقة بتشييد مدينة الملك عبد الله الصناعية، قال عصام كلداري المدير الإداري للشركة في المملكة العربية السعودية في تصريح خص به مجلة 'ميد': 'يعتقد الكثير من الناس أن هذا المشروع استثنائي في ضخامته؛ إلا أن ما فاتهم هو أن هذا ليس مشروعاً في الأساس، بل هو مدينة كاملة· وعندما يطلب منك تشييد مدينة فإن الأمر يكون مختلفاً تماماً· وسبق لنا أن نفّذنا العديد من المشاريع الكبرى في دبي، إلا أنها جميعاً تعد مشاريع صغيرة بالمقارنة مع هذا المشروع الذي نحن بصدد الحديث عنه· ونحن نحتاج إلى الاحتكام إلى نظرة مختلفة عندما يتعلق الأمر ببناء مدينة، وعلى المرء أن يتوخى جوانب الحرص الشديد أثناء تنفيذ المخطط الرئيسي، وأن يعمل على ابتداع شيء يمكنه أن يجتذب المستثمرين إلى المملكة ودول الخليج بشكل عام'·
ويقول تقرير 'ميد' ان مخطط إنجاز هذا المشروع العملاق الذي يتكلف 26,8 مليار دولار ليس له مثيل وغير مسبوق· وسوف تستثمر فيه إعمار وحدها 10 مليارات دولار وستتكفل بدور المطوّر الرئيسي للمشروع· وتتعاون إعمار مع المؤسسة العربية السعودية للاستثمارات العامة وبعض الشركاء الاستراتيجيين الآخرين مثل مجموعة بن لادن السعودية، لبناء مدينة حديثة يمكنها أن تعيد تشكيل المعالم الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية في واحدة من أكثر دول العالم التزاماً وتمسكاً بالمعتقدات والأعراف·
وهذه المدينة التي تقع على بعد 45 دقيقة إلى الشمال من مدينة جدة سوف تمتد على مساحة 55 مليون متر مربع؛ فهي أكبر بقليل من مدينة باريس المركزية، وتشرف بشكل مباشر على البحر الأحمر بشاطئ يبلغ طوله 35 كيلو متراً، وبوجود مدينتي الربغ وينبع الصناعيتين ومدينة مكة المكرمة والمدينة المنورة القريبة منها، تم اختيار هذا المكان بالذات لتشييد المدينة الصناعية لهدف مضاعفة الإمكانات التجارية والسياحية للمنطقة برمتها·
ومن المقرر أن يتم تشييد المدينة وفق عدة مراحل· وتشتمل الخطة الرئيسية على ستة أجزاء مستقلة هي: بناء سلسلة من أضخم الموانئ العالمية؛ ومنطقة صناعية متخصصة ببناء مصانع البتروكيماويات؛ ومصانع للأدوية؛ ومراكز للبحث والتطوير؛ وجزيرة ماتلية تضم مقرّات البنوك والمؤسسات المالية الاستثمارية الرائدة الكبرى؛ ومنطقة تعليمية؛ ومنطقة سياحية وترفيهية تضم 3500 غرفة فندقية؛ وثلاث مناطق سكنية يمكنها أن تستوعب 75 ألف ساكن· وعلّق السيد كلداري على هذا المشروع قائلاً: 'لقد تم بناء الأقسام الرئيسية الأساسية التي تحتاجها المدينة· ويحتاج القسم المحاذي للشاطئ منها لتشييد ميناء جديد بعد أن أصبح ميناء جدة يعاني من الاختناق بعد أن بلغ طاقته القصوى، وأصبح من المنطقي تماماً تشييد ميناء جديد· وحالما يكون لديك مثل هذا الميناء، فسوف تحتاج بعد ذلك لبناء منطقة صناعية وأخرى للمنشآت اللوجستية والتجارية· وعندما تتمكن من اجتذاب المستثمرين وأرباب العمل فسوف تحتاج عندئذ الى مناطق سكنية تؤوي الناس الذين سيهبّون إلى المدينة التي ينبغي أن تكون جيدة أيضاً من حيث مرافقها الحضرية المختلفة· وفوق كل هذا وذاك، يحتاج هؤلاء الناس إلى منشآت متميزة؛ وبما أن الناس الذين يقصدون هذه المدينة هم من النوع الذي يكثر من السفر فإن هذا يخلق بالضرورة الحاجة لبناء الفنادق وملاعب الجولف والمنتزهات الشاطئية· ويبدو هذا التوجّه منطقياً للغاية؛ وكما هي حال بقية دول الخليج العربي، تسعى المملكة العربية السعودية إلى استثمار أموالها ذات المنشأ النفطي في استثمارات مختلفة في إطار تنويع مصادرها الاقتصادية· وكنتيجة حتمية لهذا التوجّه، فلقد أصبحت فرص العمل والاستثمار هائلة ولكنها تحتاج أيضاً إلى الزيادة أكثر وأكثر· ومنذ شهر فبراير من عام ،2004 عمدت المؤسسة العربية السعودية للاستثمارات العامة إلى التركيز على جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة·
وبشكل أساسي عن طريق تبنّي بعض التعديل في سياساتها العامة· ومع استمرار الحظر على بعض أوجه وضروب الاستثمار، تأتي مدينة الملك عبد الله الصناعية لتشكل المنصّة التكاملية لتحقيق ما تصبو إليه المؤسسة الاستثمارية العامة· ثم إن مدينة الملك عبد الله الصناعية ستكون الأولى من بين عدة مدن صناعية سوف يتم بناؤها في المملكة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©