الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جودة المعلومات لزيادة القدرة على المنافسة

24 ابريل 2006
إعداد - عدنان عضيمة:
بعد بضع عشرات السنين انقضت منذ بدأ سيل المعلومات والبيانات بالتدفق عبر الإنترنت إلى سطوح مكاتب الموظفين، اتضح للخبراء أن هذا الثراء المعرفي الذي تحقق لا يكون مفيداً إلا إذا انطبقت عليه شروط معينة· وأصبح الحديث يدور الآن حول مصطلح 'جودة المعلومات' التي تحكم على ما إذا كان في وسع شركة ما أن تستفيد من هذا التدفق المعرفي في اتخاذ القرار الصائب أم لا· ويقول تقرير نشره مارك دوجلاس في الفايننشيال تايمز أن صناعة القرار الاستراتيجي من قبل المديرين التنفيذيين للمؤسسات والشركات والإدارات الخدمية يتطلب معلومات حديثة ودقيقة ومتكاملة لا انقطاع فيها وقابلة للفهم والمعالجة السريعة·
ويكون من الضروري أيضاً أن يتمكن المحللون التقنيون في المؤسسة من وضع تقييم دوري للأداء مبني على أساس الاستفادة من المعلومات والبيانات الدقيقة والحديثة، وأن يتمكنوا من وضع الخطط ذات المدى القريب والبعيد زمنياً بالاستناد إلى فيض المعلومات المتدفقة·
وباتت الكثير من مؤسسات العمل المعرفي تمتلك الرؤوس الخبيرة في هذه المجالات الوظيفية والتقنية المعقدة ذات الضرورة الماسة لحل المشكلات الكبرى التي تواجهها· وكثيراً ما يجد الخبراء أنفسهم بأنهم مجبرون على اكتشاف مصادر جديدة للبيانات من أجل مواجهة المتطلبات العاجلة والمتغيرة للأسواق والزبائن·
ويتضح من كل ذلك أنه يتحتم على موظفي المؤسسات العصرية النشيطة الذين أصبح يطلق عليهم اسم 'خدم المعلومات'، أن يكونوا قادرين على الاستفادة من البيانات المتدفقة إلى سطوح مكاتبهم لمتابعة كافة المتغيرات الطارئة واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب· وبالرغم مما تنطوي عليه هذه المهمة من تعقيدات تقنية هائلة، إلا أنها تزداد تعقيداً أكثر وأكثر مع مرور الزمن وزيادة مخزون المعلومات والبيانات المتدفقة·
وكانت شركة مايكروسوفت سباقة إلى حقن مؤسساتها جميعاً بمستوى جديد من الذكاء المبني على أساس الاستفادة القصوى من المعلومات· وقد لا يكون هناك أقدر من هذه الشركة الناجحة على تحقيق الأسس اللازمة لمواجهة هذا التحدي طالما أنها هي ذاتها التي تؤلف البرامج التطبيقية والحلول الرقمية التي تهدف إلى معالجة المعلومات والبيانات المتدفقة إلى المؤسسات بالطرق المثلى· وفي إطار الدخول الناجح إلى العصر الرقمي، عمد خبراء الشركة إلى تطوير بنيات تحتية رقمية جديدة تماماً تشبه الجهاز العصبي البشري· ومن المعلوم الآن أن الجهاز العصبي البيولوجي للبشر ينقل الأحاسيس بالكيفية التي تضمن تحقيق ردّ الفعل السريع إزاء الأخطار أو طلب الحاجات· وهو بمعنى آخر، يقدم لنا المعلومات التي نحتاجها عندما يتعيّن علينا التأمل في المواقف المطروحة حتى نختار منها ما يحقق مصلحتنا·
وعندما يتوجب على الإنسان الاختيار بين جملة من الأشياء المهمة، فإن جهازه العصبي يغلق كافة الطرق أمام كل المعلومات ذات العلاقة الضعيفة بمهمة تحقيق الاختيار الناجح· وتحتاج الشركات لامتلاك نفس النوع من الجهاز العصبي الذي يحقق لها القدرة على أداء أعمالها بسهولة وفاعلية، ويجعلها قادرة على الاستجابة السريعة للحالات الطارئة، ويمكّنها من اختيار الفرص الجيدة، ويتولى تزويد كل موظف فيها بالمعلومات القيمة التي يحتاجها وبسرعة فائقة·
ومثلما يؤمن الجهاز العصبي البشري تدفق المعلومات من وإلى أعضاء الجسم كلها، فإن وظيفة الجهاز العصبي الرقمي تتلخص بضمان التدفق المتكامل للمعلومات من وإلى الأقسام التي تحتاجها في المؤسسة وفي الوقت المطلوب· ومن ناحية أخرى، إذا كانت مؤسسة ما تعتمد على موظفين أذكياء، وتصنع منتوجات ممتازة تتمتع بإقبال كبير من الزبائن، ولديها رصيد كبير من الأموال السائلة، فإنها ستكون بحاجة ماسة إلى التدفق السريع للمعلومات الجيدة حتى توفر لعملية النجاح عنصر الاستمرارية، وحتى تتمكن من تحسين النوعية وتطوير طرق وأساليب تنفيذ العمل· وأثبت التحليل المتقن للبيانات والمعلومات في العديد من المؤسسات الإنتاجية الكبرى عبر العالم خلال السنوات القليلة الماضية، أن تحسين الأداء والعوائد والأرباح يرتبط بشكل أساسي بتبني خطوات مدروسة بدقة لخفض التكاليف· ولا تمثل هذه النتيجة إلا مثالاً واحداً عن عشرات القرارات الاستراتيجية التي يطلب من المديرين التنفيذيين تبنّيها كل يوم لضمان استمرارية العمل والأداء الناجح· فما الذي يمكن لهؤلاء أن يفعلوه في غياب المعلومات والبيانات، أو بالاعتماد على بيانات ذات نوعية رديئة كأن تكون قديمة أو ناقصة أو يعوزها التسلسل والترابط المفهوم؟·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©