الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عوامل قوية تدفع سوريا إلى أتون حرب أهلية وشيكة

10 يونيو 2012
لندن (رويترز) - بصرف النظر عما يطلقه العالم على الصراع المتصاعد في سوريا، فهو يبرر تحذيراً أطلقته الأمم المتحدة من حرب أهلية وشيكة بعد مذابح زادت خطر اتساع رقعة العنف الطائفي. ويقول محللون سياسيون إن عدداً من العوامل القوية تهيء المسرح لاضطراب سيستمر لفترة طويلة وهي تزايد وحشية الدولة ووكلائها، وتحسن تنظيم وتسليح المعارضة، والهجمات الانتحارية المدمرة التي تشنها جماعات مسلحة غامضة، إلى جانب تزايد الاهتمام في دول مجاورة بتسليح الأطراف المختلفة. لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا سيترجم إلى صراع عسكري تقليدي بين أطراف متنافسة تسيطر على مناطق مختلفة، أم إلى شكل ما من أشكال التمرد المكثف. لكن المحللين يقولون إن التحذير الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تصريح للصحفيين بعد أن ألقى كلمة في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، كان مناورة مبررة لتنبيه القوى الخارجية إلى أنه إذا استمرت محاولات إجهاض التحركات من أجل إحلال السلام، فسيحدث الأسوأ. وقال فواز جرجس وهو أكاديمي مولود في لبنان “أرى أن الوضع في سوريا اليوم يشبه الوضع في لبنان عام 1975”، في إشارة إلى العام الذي انزلق فيه لبنان إلى حرب أهلية استمرت 15 عاماً أشعلها التوتر الطائفي والصراعات بين القوى الإقليمية. وذكر جرجس وهو أستاذ سياسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد “المذابح تسكب الزيت على نيران طائفية مشتعلة..وإذا استمرت فستنزلق سوريا على الأرجح إلى صراع طائفي” في إشارة للتوتر المتنامي بين الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد والأغلبية السنية. وأضاف”بمجرد انهيار جسور الثقة وبمجرد إراقة دماء كثيرة في المذابح، تنقلب الجماعات على بعضا بين عشية وضحاها. وبهذا الشكل تماماً بدأت الحرب الأهلية في لبنان”. وبشكل متزايد، ترى المعارضة السورية ودول غربية وبالمنطقة تسعى لإطاحة الأسد، أن خطة السلام التي وضعها كوفي عنان المبعوث المشترك مآلها الفشل بسبب استخدام سوريا المستمر للقوة العسكرية لسحق المعارضة التي تتحول على نحو متزايد إلى معارضة مسلحة. وقال بان “خطر الحرب الأهلية في سوريا وشيك وحقيقي”، مضيفاً أن “الإرهابيين يستغلون الفوضى”. وقال إد بتلر الرئيس التنفيذي لشركة سالامانكا للاستشارات الأمنية وهو ضابط سابق برتبة بريجادير في القوات الخاصة البريطانية لرويترز، إنه يرى عدداً من العوامل الداخلية والخارجية التي ستؤدي إلى تفجر حرب أهلية شاملة في سوريا. وتابع “العوامل الداخلية الرئيسية الثلاثة هي رضا الشعب بذلك، وقدرات قوات المعارضة وقدرات الجيش السوري. الفظائع التي ارتكبت في الآونة الأخيرة أدت بلا شك إلى تزايد عدد الأصوات الراضية بين الشعب السوري لكننا نتساءل بشأن قدرة جماعات المعارضة”. وأضاف أن جماعات المعارضة أثبتت أنها منظمة بشكل جيد على المستوى المحلي لكنها تفتقر على ما يبدو إلى القدرات في مجال النقل والامداد التي تتيح لها الاندماج والتحول إلى قوة وطنية متماسكة وقادرة على تحدي الجيش الذي يفوق كثيراً من حيث العتاد، قوة القوات المسلحة الليبية لمعمر القذافي في فبراير 2011 . ويرى آخرون أن قدرات بعض جماعات المعارضة تتزايد. وقال بول روجرز أستاذ دراسات السلام في جامعة برادفورد البريطانية، إنه يظن أن تقييم بان كي مون يعكس إدراكاً لتزايد الطابع العسكري للصراع وكذلك تراجعاً في قدرة القوات الحكومية على السيطرة على كل أراضيها. وقال “ما يقوله مون في الحقيقة هو إن سوريا تتحرك على مسار من عصيان إلى تمرد مسلح إلى حرب أهلية ويرجع ذلك في جزء منه إلى العنصر المرتبط بالأراضي..حيث لا تكون الحكومة المركزية قادرة على السيطرة على كل الأرض”. وأضاف “في حروب كثيرة تؤدي سيطرة جماعات مسلحة ناشئة على أراض، إلى صراع أكثر رسوخاً عادة. وفي سوريا فإن عناصر المعارضة جيدة التنظيم وتتلقى امدادات جيدة حالياً وتلحق خسائر فادحة بالقوات الحكومية حتى وإن ظلت المعارضة ككل مفتتة”. والمصطلحات التي يستخدمها المجتمع الدولي لوصف الصراع في سوريا ليست مصطلحات نظرية تماماً لأنها قد تؤثر على القدرة على تطبيق القانون الدولي الإنساني واحتمال ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب قضائياً. وفي 8 مايو الماضي، قال جاكوب كلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الصراع في حمص وفي محافظة إدلب هذا العام توفرت فيه المعايير الثلاثة التي تضعها الوكالة لصراع مسلح غير دولي وهي: الشدة، والمدة الزمنية، ومستوى تنظيم المعارضة التي تحارب قوات حكومية. ويعني تقييم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إمكانية تطبيق القانون الدولي الإنساني الذي جسدته معاهدات جنيف التي تحدد قواعد الحرب، على الحكومة والمعارضة في بعض المناطق في سوريا. ويلزم القانون بالمعاملة الإنسانية لمن يسقطون في يد العدو وتقديم الرعاية للجرحى والمرضى. لكنه يعني أيضاً أن من حق الأطراف في صراع داخلي مهاجمة الأهداف العسكرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©