أنجز العمل في مصحف كتب بخط اليد في سلطنة عمان، حيث يعتبر الحدث الديني الأهم ويعد إضافة لمنجزات عمان في الاهتمام بالقيم الدينية والموروثات الإسلامية والمكتسبات الإيمانية التي تنبع من القرآن والسنة.
إلى ذلك، يقول سالم البلوشي، الذي قام بخط المصحف بيده لمدة 12 عاماً، “يعتبر هذا المصحف أول مصحف عماني يخط باليد، ويعد تحفة قرآنية جديدة جاء نتيجة جهد عماني خالص في الكتابة والإدارة والإخراج والخط وكل ما يتصل بجوانب الزخرفة”. وتبنت النسخة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لتقوم بطباعة المصحف بأحجام ومقاسات مختلفة.
ويزن هذا المصحف الشريف 30 كيلوجراماً، ومقاسه 75 سم في 55 سم، وقد كتب بخط النسخ، واستغرق العمل به اثني عشر عاماً بين الكتابة والزخارف والمراجعة، كما انه استهلك ثلاثمائة قلم خط، ومائة زجاجة ألوان، وألف ورقة من مقاس 70 في 50 سم .أما زخارفه فهي مستوحاة من جامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر، وغلافه من الجلد وعليه إطار مزخرف بالنحاس مطعَّم بماء الذهب والفضة، أما صندوقه فهو من الخشب ويزن تقريباً 170 كيلوجراماً وبداخله مرفع لوضعية المصحف، والصندوق مكسي بمخمل من الداخل.
ويبين البلوشي “بدأت العمل في الكتابة والإشراف على هذا المصحف الذي يعد أول مصحف على المستوى الخليجي يكتب بخط اليد، مشيراً إلى أنه عند بداية كتابة هذا المصحف كانت هناك أياد بيضاء تدعمه مادياً ومعنوياً وفي مقدمتهم السلطان قابوس بن سعيد وعدد من رجالات الدولة لحثه على المثابرة ومتابعة المسيرة حتى الانتهاء من كتابة المصحف الشريف.
وتحتفي ولايات السلطنة في هذا الشهر الفضيل بالقرآن الكريم حيث أقيم احتفال كبير في ولاية قريات، مسقط رأس الخطاط سالم البلوشي، الذي اجتهد في إنجاز المصحف، وتضمن الاحتفال التدشين الأولي لهذا الإنجاز والذي يفتح الآفاق أمام الجميع لتدارس العمل.
من جهته، أكد سعود البلوشي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية، عقب رعايته حفل احتفاء أهالي ولاية قريات بأول مصحف عماني يكتب بخط اليد، أن المصحف وسام فخر لجميع أجيال عمان، كما أنه اعتبر هذا الجهد دينيا ودنيويا يفيد الإنسان في دنياه وآخرته وتعم فائدته على طلاب العلم الراغبين في الاستفادة من هذه التجربة.
والجدير بالذكر أن الخطاط العماني سالم البلوشي يعد من أشهر أساتذة الخط العربي بالسلطنة، وهو من مواليد ولاية قريات منطقة الجنين عام 1960. درس الخطوط العربية بمدرسة المساحة العسكرية بجمهورية مصر العربية، وهو حاصل على شهادة امتياز عام 1989. ويعمل مدرساً للخط العربي منذ عام 1992، وأعد كتاباً عن الخط العربي كمادة علمية تدرس، ويقوم الآن بإعداد كتاب “مشاهد من كتاب أدبيات كتابة المصحف الشريف وأسرار الخط العربي”. والبلوشي ساهم في العديد من الأنشطة الثقافية التطوعية في مجال تدريس الخط العربي بمختلف مدارس وزارة التربية والتعليم وحاصل على شهادات تقدير ويعمل حالياً في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بدائرة الإعلام الديني.
عدد اليوم
