الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السدرة» شجرة وثمرة أصحاب اليمين في الجنة

«السدرة» شجرة وثمرة أصحاب اليمين في الجنة
5 سبتمبر 2010 23:12
نالت السدرة عند الله سبحانه وتعالى مكانة تكاد تنفرد بها بين النباتات جميعا، ويطلق عليها الشجرة المقدسة، تعمر لأكثر من مائة وعشرين عاما. وهي كثيفة الأوراق وعميقة الجذور وقوية الجذوع وموطنها الأصلي شبه الجزيرة العربية ومصر وبلاد الشام وهي من أفضل الأشجار المثمرة اقتصاديا وتزرع في أي وقت وأي فصل وتثمر مرتين في العام، ولا تحتاج لأي نفقات وعظيمة الثمار التي يطلق عليها النبق والعبري والخبأ وهي ثمار حلوة المذاق مرتفعة القيمة الغذائية وتعتبر من أنواع الفاكهة المتميزة. وقد شرف السدر شجرة وثمرة بالذكر في كتاب الله الخالد أربع مرات فهي من أشجار الجنة يتفيأ ظلالها أصحاب اليمين حيث قال تعالى: «وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين. في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود «الواقعة 27-30». وقال سبحانه: «لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور. فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل» «سورة سبأ» وقال تعالى: ولقد رآه نزلة أخرى. عند سدرة المنتهى. عندها جنة المأوى. إذ يغشى السدرة ما يغشى» النجم 13-16. وقد ورد السدر في هذه الآيات مرتين. وقال المفسرون: السدر هو النبق والمخضود الذي قطع شوكه ويستظل به، فجعل ذلك مثلا لظل الجنة ونعيمها، والمخضود أيضا هو الموفور الثمر، وسدرة المنتهى هي شجرة عن يمين العرش لا يتجاوزها أحد من الملائكة، وعن أنس رضى الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «يخرج من تحت سدرة المنتهى أربعة أنهار، اثنان باطنان واثنان ظاهران، ورأيت ورق الشجرة كآذان الفيلة». وروى البخاري ومسلم من حديث انس رضى الله عنه عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قصة الإسراء والمعراج، وفيه انه قال: ثم انطلق بي جبريل حتى أتى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي، قال: ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك، وفي رواية: «رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها كأنه قلال هجر، وورقها كأنه آذان الفيول، في أصلها أربعة انهار: نهران باطنان ونهران ظاهران، فسألت جبريل، فقال أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات. وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: لما عُرج برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به الى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فينقبض منها. وفي الحديث أيضا أن أعرابيا جاء الى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال يا رسول الله: إن الله تعالى ذكر في الجنة شجرة تؤذي صاحبها فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما هي قال: السدر فإن له شوكا، فقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم: أليس الله يقول «في سدر مخضود» خضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة وان الثمرة منها تفتق عن اثنين وسبعين لونا من الطعام، ما فيها لون يشبه الآخر. وقد نهى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن قطع أشجار السدر البرية وحذر من عاقبة ذلك وقد جاء في سنن أبي داود أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار». وقال أبو داود: أي من قطع عبثا وظلما بغير حل له فيها. وجاء في أسباب النزول للسيوطي: أن أهل الطائف كانوا يعجبون بواد عندهم يسمى «وج» وكان وافر الظلال كثير أشجار الطلح والسدر، وكانوا يسمعون عن الجنة ووصفها ونعيمها فقالوا يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي، فأنزل الله سبحانه وتعالى «وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة». علاج سحري وصيدلية متكاملة قال ابن القيم عن فوائد ثمار السدر: والنبق ثمر شجر السدر ينفع من الإسهال ويدبغ المعدة ويسكن الصفراء ويغذي البدن ويشهي الطعام ويقوي الحشا، ويصلح الأمزجة الصفراوية ويطرد البلغم ويفيد في حالات الصدر والتنفس ونافع للمعدة وفاتح للشهية، وينقي الأمعاء والدم ويعيد الحيوية والنشاط للجسم ويعالج الأمراض الجلدية والتهابات الحلق والقصبة الهوائية كما أن تناول كمية كبيرة من الثمار يدر الطمث عند النساء كما أشار الأطباء الى فائدة ثمار النبق للمرأة الحامل لما تحويه من عناصر غذائية ضرورية من سكريات وغيرها، كما يؤكد علماء التغذية أن مسحوق ثمار النبق يماثل الحبوب في القيمة الغذائية فأطلقوا عليه اسم «الحبوب غير الحقيقية» وقديما كان الناس يجففون ثمار السدر ويطحنونها في مطاحن خاصة بها لفصل الطبقة الخارجية المأكولة الحلوة ومن ثم استخدام دقيقها في صنع الخبز وأنواع من الحلوى. ويستفاد حديثا من ثمار النبق في انتاج العسل ويسمى «عسل السدر» الذي يعد أجود وأغلى أنواع العسل على الإطلاق، حيث يؤكد الباحثون أن هذا النوع من العسل يحتوي على الكثير من العناصر المضادة للأكسدة التي تضعف تأثير الجزيئات الضارة في الجسم والتي تدمر المادة الوراثية وتعرض الإنسان للإصابة بالتهابات المفاصل والسكتات والسرطانات وينصحون بتناول العسل الجبلي ذي اللون الداكن. وشجرة السدر كلها فوائد فبجانب الثمار الحلوة المذاق، تستخدم الأشجار في الزينة ويستفاد منها في الظل، وكمصدات للرياح، وأوراقها تعالج الجرب والبثور وآلام المفاصل والتهاب الفم واللثة والأسنان
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©