بلازوفكسي: مأساة موت أمي لا تفارق مخيلتي

دبي (الاتحاد) - ظهر جاكوب بلازوفسكي قائد منتخب بولندا الذي يحمل الرقم 16 خلال مباراة منتخب بلاده أمام اليونان وقد ارتسمت على وجهه أعلى درجات الجدية والتي تصل إلى درجة “التجهم”. ولمن لا يعرف المأساة الانسانية التي عاشها هذا اللاعب، قد يعتقد أنه فقط يتمسك بالجدية في الأداء سواء مع منتخب بلاده أو فريقه بروسيا دورتموند، لكنه في الأصل يعاني من مأساة إنسانية كبيرة تركت آثارها على ملامح وجهه، وانفعالاته داخل وخارج الملعب. وكشفت صحيفة “الصن” البريطانية عن تفاصيل مأساة بلازوفسكي الملقب بـ “كوبا”، والذي شاهد والده وهو يطعن أمه حتى الموت، قبل أن يتجاوز الـ 11 من عمره، وظل بعدها الطفل الصغير الذي أصبح حالياً قائداً لمنتخب بولندا طريح الفراش لمدة أسبوع بعد أن سيطرت عليه صدمة عصبية كادت تودي بحياته. وفتح بلازوفسكي قلبه ليروي التفاصيل، مشيراً إلى أنه لم يكن يتحدث في هذا الأمر من قبل، لكنه الآن أصبح ناضحاً بما يكفي، مما يؤهله لفتح الملف الحزين، حيث لم يجد حرجاً في تناول تفاصيل ما حدث له خلال طفولته، وهي الحادثة التي لازالت تلقي بظلالها على شخصيته حتى الآن، فقال: “شاهدت ما لم أتمكن من نسيانه حتى اليوم، فقد شاهدت أبي يطعن أمي بسكين حتى الموت، ومنذ هذا الوقت وأنا أسأل لماذا فعل هذا، لكنني لا أجد الإجابة الشافية، فقررت التوقف عن ممارسة أي شيء بما في ذلك كرة القدم التي كنت أعشقها في طفولتي، لكنني لم أجد أمامي من وسيلة للتصالح مع الحياة سوى العودة إلى معشوقتي كرة القدم”. ويضيف قائد بولندا ونجم بروسيا دورتموند: “تم الحكم على أبي بالسجن لمدة 15 عاماً، وتعهدت جدتي برعايتي وتربيتي أنا وشقيقي، أنا مدين لها بالكثير، فهي صاحبة التأثير الأول على سلوكياتي وحياتي، دائماً لا أتجنب الوقوع في أي خطأ لكي أجعلها فخورة بي، أتطلع مع بقية رفاقي إلى قيادة المنتخب البولندي للانتصارات، وأحلم بأن أجعل جدتي فخورة بي دائماً”. ويبدو أن تفاصيل المأساة لم تتوقف، فقد خرج الأب من السجن العام الماضي، وقرر بلازوفسكي مقاطعة الأب، حيث لم يكن في مقدوره التواصل معه ونسيان كل ما حدث، لكن وفاة الأب الشهر الماضي جعلته يتخلى عن مقاطعته، ويبادر بحضور تشييع جثمانه لكي يكون موجوداً في المشهد الأخير.