الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشعوذون سلاطين العقول المريضة تشهد الجزائر انتشارا واسعا للشعوذة

23 ابريل 2006

وأعمال الدجل والسحر وقراءة الكف··· وبالرغم من الجهود الحثيثة التي يبذلها الأئمة والوعاظ والمثقفون على اختلاف فئاتهم لتوعية المجتمع بضرورة العزوف عن هذه الخرافات المضرة والتدليل على بطلانها وزيفها، إلا أن الآفة تنمو لأن عدد الأميين من الجنسين يتجاوز الـ8 ملايين في الجزائر، أي ما يعادل ربع
عدد السكان، ويضاف إليهم الملايين
من محدودي الثقافة وضعاف الشخصية حتى في صفوف المثقفين·
شهرة واسعة
لبعض المشعوذين والسحرة في مختلف المدن الجزائرية 'شهرة' اطبقت الآفاق، وبعض الجزائريين يقطعون مئات الكيلومترات بحثا عن الخلاص من السحر لدى مشعوذ سمع بـ 'كفاءته'، ويقضون ساعات طويلة في انتظار وصول دورهم، ويغدقون الأموال والهدايا والحلي
على السحرة·
الجزائر ـ حسين محمد:
المشكلة الحقيقية مع هؤلاء الدجالين تكمن في لجوئهم إلى إيقاع الفتنة بين الأهل والأصدقاء والمعارف من خلال الإدعاء بأن الجاني الذي وضع السحر للضحية ذو صفات جسمية وطباع يصفها له الدجال فيخيل للضحية أن هناك 'حيات تسعى' بين أهله ومعارفه، فتقوم بينه وبينهم خصومات أو شجارات تنتهي بالعداوة وقطع الأرحام·
ولاتوجد إحصائيات عن عدد المشعوذين في الجزائر، ولكن التقديرات تتحدث عن عشرات الآلاف، يزورهم ملايين الأشخاص بـ 'إدمان' وبخاصة النساء الأميات·
سحر المحبة
ومن أكثر أنواع السحر شيوعا في الجزائر، سحر المحبة 'التولٌّة'؛ إذ كثيرا ما تلجأ العوانس والمحبون من طرف واحد، إليها للظفر بعريس محدد، كما تلجأ إليها الزوجات اللواتي يرتبن في تراجع حب أزواجهن لهن· ولا تتردد الزوجات في وضع العقاقير المختلفة في طعام أزواجهن وشرابهم وتنفيذ تعليمات المشعوذين بدقة ولو أدى ذلك إلى إصابتهم بأي مرض من جراء تناول هذه العقاقير·
أما الأخطر مما سبق، فهو انتشار السحر الرامي إلى إيقاع الأذى بالآخرين وتدميرهم؛ حيث لايتوانى ذوو النفوس المريضة والحاقدة، عن اللجوء إلى المشعوذين لإلحاق الأذى بخصومهم؛ كأن تطلب فتاةٌ من مشعوذة أن تسحر غريمتها حتى لاتتزوج، فتسعى لإفتكاك أية قطعة من أغراضها الخاصة، كمنديلها أو عطرها أو صورتها لتدفنها في أحد القبور فتدفن 'سعدها' أو حظها معها·
وقد انتشر هذا النوع من السحر في الجزائر في السنوات الأخيرة مع انتشار العنوسة التي فتكت بملايين الفتيات· وانتشرت قصص كثيرة عن اكتشاف صور فتيات داخل قبور وكذا تخييط أفواه موتى وبداخلها صور أو إعداد الكسكس للمراد سحرهم بالاستعانة بأيدي موتى بعد نبش القبور وبترها والعياذ بالله· وقد ألقى رجال الأمن القبض على العديد من المشعوذات والفتيات المتآمرات معهن بعد نبشهن القبور والعبث بالجثث·
ومؤخرا، قامت فتاة عانس بحي 'عين النعجة' بالجزائر العاصمة بقتل جارة لها طعنا بالسكين وبررت جريمتها بأن جارتها سحرتها حتى لا تتزوج، فكان الخطاب لايعودون بمجرد أن يطرقوا بابها!
ومن أعمال السحر الشائعة أيضا تعليق التمائم أو 'الحروز' كما تسمى محليا لتكون 'حصنا' لحامليها ضد السحر والعين وكل شر وأذى· كما يضعها بعض التجار في أماكن خفية بمحلاتهم لجلب الزبائن، وهو عمل شائع أيضا· ويعلقها بعض الطلبة اعتقادا منهم بأنها تجلب الحظ وتؤدي إلى النجاح في الإمتحانات·
جن أم جنون؟
ويلجأ كثير من الجزائريين إلى السحرة لإخراج ما يعتقدون أنه جن سكن أجسادهم، حينما يمرون بأزمات نفسية ترافقها اضطرابات، فيجدون لدى المشعوذين تفسيرا جاهزا وهو ان جنيا سكن الجسد الآدمي ويقومون بإجراء طقوسهم الخاصة لإخراجه·
وأكثر الطرق المتبعة لـ 'إخراج الجني'، هي الضرب المبرح على الإنسي دون أن يكترث المشعوذ بصرخاته وآلامه المبرحة، ويقول لأهله إن الجني هو الذي يتألم ويطلب التوقف عن الضرب على لسانه، فيصدقه الأهل ويجارونه في ذلك فلا يجد ابنهم وليا ولا نصيرا حتى يخر مغشيا عليه أو يسقط جثة هامدة·
وبهذا الصدد، قام مشعوذ ببلدية 'الشراقة' ولاية الجزائر العاصمة منذ نحو عام ونصف بضرب شاب حتى الموت بذريعة السعي لتخليصه من 'جني سكن جسده' وقامت عائلة الشاب برفع شكوى ضده وسجن الدجال، لكن الناس لم يعذروا العائلة وحملوها مسؤولية المشاركة في قتل ابنها بحمقها وبلاهتها· وتم تسجيل حوادث مشابهة في عدة مناطق بالجزائر حيث بلغ عدد هذه الجرائم 14 في سنة 2004 وحدها بحسب إحصائيات للشرطة·
ومن الأشكال الشائعة للدجل والخرافات بالجزائر، قراءة الكف والرجم بالغيب· بينما تنتشر قراءة أبراج الجرائد والتصديق بما يرد فيها كشكل عصري للتنجيم· وتختص غجريات الجزائر في قراءة الكف، ولا يعرف بالتدقيق أصول غجر الجزائر، ولكن نساءهم يمارسن قراءة الكف والتسول على نطاق واسع، وذلك في الطرقات والساحات العامة وطرق أبواب البيوت· ويبدو أن رواج سوق الشعوذة دفع بعض المحسوبين على الصحافة الجزائرية إلى تخصيص صفحات ثابتة لها بغرض زيادة التوزيع·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©