الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستعداد القتالي وخطر اقتطاعات الميزانية

10 يونيو 2013 22:52
هوارد بي. ماكيون رئيس لجنة الخدمات المسلحة بالكونجرس في دوائر الأمن القومي الأميركي، هناك الكثير من الحديث عن أهمية الاستعداد العسكري بمعنى امتلاك القوة البشرية، والمهارات والمعدات والقدرات الضرورية المطلوبة لتنفيذ المهام المحددة من قبل القائد الأعلى للقوات المسلحة بكفاءة وفعالية. علمنا التاريخ، على نحو مؤلم، أنه عندما يكون استعدادنا العسكري قاصراً، تكون التهديدات الموجهة للأمن القومي للولايات المتحدة مرتفعة، وتكون الخسائر المادية والبشرية فادحة كما حدث للقوات الأميركية إبان الحرب الكورية التي كانت سيئة الإعداد والتجهيز، وكما حدث قبل ذلك خلال الحرب العالمية الثانية عندما تم الدفع بالقوات الأميركية سيئة التجهيز لميادين القتال في شمال أفريقيا من دون استعداد وتمهيد كاف فتعرضت لخسائر مروعة. والدروس التي خرجنا بها من تلك التجارب المؤلمة مثلت مرشداً لسياستنا الدفاعية والخارجية لعقود طويلة، واستمر الحال كذلك- حتى فترة قريبة. في عام 2012 هبط الاستعداد العسكري الأميركي بصورة حادة- وهو أمر لم يحدث من قبل في أوقات الحرب. وأدى ذلك فعلياً لتقلص سريع وحاد في كفاءة قواتنا. ومن المتوقع هبوط درجة استعداد تلك القوات أكثر عندما يصل الإحساس بتأثير الاقتطاعات التلقائية في الميزانية إلى مداه. خلال السنوات الأربع الماضية، كانت هناك ثلاث جولات من الاستقطاعات الدفاعية؛ بدأ وزير الدفاع آنذاك روبرت جيتس الجولة التمهيدية منها خلال السنة الأولى لإدارة أوباما. ويمكن وصف النتيجة التي أسفر عنها جهد «جيتس» في ذلك الوقت بأنها كانت« فشلاً ناجحاً»! بمعنى أن عملية التعديل التي أجراها على الميزانية الدفاعية، وفرت قرابة 300 مليار دولار خُصصت لدعم القوات المنتشرة في الشرق الأوسط. ولكن الذي حدث بدلا من ذلك أن معظم هذا المبلغ قد تم انتزاعه من قبل البيت الأبيض الذي استخدمه لدعم الأولويات الداخلية. ويُشار في هذا السياق إلى أنه لم يطلب من أي وكالة فيدرالية أخرى، كما لم يُتوقع لأي وكالة أخرى غير وزارة الدفاع أن تمر عبر هذه المرحلة من «ترتيب البيت من الداخل». في أبريل الماضي، اقترح أوباما إجراء اقتطاعات في الميزانية الدفاعية بمقدار نصف تريليون دولار، ووافق الكونجرس على اقتراحه، من أجل تجنب ما يعرف بـ«إغلاق الحكومة». وعلى الرغم من أن أقل من 20 في المئة من الميزانية ينفق على المؤسسة العسكرية، فإن نصف الاقتطاعات في ميزانية عام 2011 جاءت على حساب قواتنا. ما الذي كان يتوجب على المؤسسة العسكرية عمله في هذه الحالة؟ لم يكن أمامها في هذه الحالة سوى الاعتماد على احتمال الحصول على تمويل تكميلي لأغراض الحرب، للإبقاء على رأسها طافياً فوق الماء. وعلى رغم أن معظم الأموال المخصصة للحرب في العراق وأفغانستان، ذهبت بدلا من ذلك لقواتنا المنتشرة في الشرق الأوسط؛ فإن جزءاً منها خُصص لاستعادة الجاهزية القتالية- إصلاح الدبابات، وإصلاح السفن، وتعويض الأسلحة التي دمرت أثناء العمليات القتالية- لأن الميزانية الأساسية ليست كافية للمحافظة على المعدات المتقادمة التي يرجع معظمها لعهد «ريجان»، وجعلها في حالة صلاحية للعمل. وإذا لم يكن كل ذلك كافياً، فقد جاءت الاقتطاعات التلقائية الإضافية من الميزانية بقيمة نصف تريليون دولار، لتكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. في المجالات التي يبدو فيها الرئيس غير راغب في العمل من أجل تأجيل حدوث الكارثة التي ستترتب على ضعف الاستعداد القتالي، ستواصل لجنة الخدمات المسلحة بالكونجرس بذل قصارى جهدها عندما يقوم مجلس النواب بالنظر في مشروع الميزانية السنوية الأسبوع المقبل. فمع وجود الأزمة المتفاقمة في سوريا، والملفين النوويين الإيراني والكوري الشمالي، والقوى البازغة مثل روسيا والصين، وتهديد الإرهاب الذي يتخذ أشكالاً جديدة ومتحولة باستمرار، لم نعد نمتلك رفاهية تكرار الأخطاء، التي ارتكبناها من قبل في الحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية في بداية خمسينيات القرن الماضي. على رغم حقيقة أن لجنة الخدمات المسلحة بمفردها، لا تستطيع حل مسألة الاقتطاعات التلقائية، فإننا نستطيع، وسنعمل جاهدين على استرداد مبلغ الـ5 مليارات دولار التي اقترحها الرئيس في بداية الأمر، ثم نقوم بعد ذلك بأخذ أموال من الحساب الذي يمول قواتنا في أفغانستان، لاستخدامها من أجل تجديد معداتنا التي أبلتها الحرب. ونحن نعرف أين سنضع هذه الأموال بعد ذلك، لأن وزارة الدفاع سلمت طلباً للقيام بتحريك مؤقت للمخصصات بين الحسابات للمحافظة على درجة استعدادنا القتالي، متوقعين أن التمويل سيتم استرداده -وليس إزالته- في طلب الميزانية المقدم من البيت الأبيض. أرجو ألا تخطئوا فهم كلامي هذا. فهذا التمويل ما زال منخفضاً على الرغم من كل شيء. فلكي نقطف ثمار السلام يجب علينا أولا أن نحصل على السلام، كما أن الانتصار في الحرب، وقطف ثمار السلام لا يكون من خلال أنصاف الحلول. لقد قمنا بتمرير 51 ميزانية دفاعية سنوية متتالية، جميعها بهدف واضح وصريح هو توفير السلام الذي يحتاج إليه الأميركيون جميعاً. وسنفعل هذا مرة أخرى هذا العام، ولكن ليس قبل أن نوجه تحذيراً حازماً: إذا لم نغير المسار الذي نمضي فيه راهناً من دون إبطاء، فإن الحصاد الذي سنجنيه سيكون أكثر المتأثرين حيث لن يكون على النحو الذي نبتغيه. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©