الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تشعر.. تحلم.. تتمنى

23 ابريل 2006

عزيزي القارئ
عندما يداهمك شعور مفاجئ بسعادة لا حد لها، وتشعر حينئذ بأن الكون كله لن يستطيع احتواء تلك السعادة، عندما تتسارع دقات قلبك دون أن تعرف سبباً لذلك، وهل هي فرحة، أم خوف أم قلق، لا تدري!!
عندما ترتجف خجلاً، وتبكي غضباً، وتكتحل عيناك في الليل أرقاً، ولأول مرة في حياتك كلها تلتسع بنار الانتظار، عندما تحس بأن الناس وكل الناس هم أحبابك، وتبتسم في وجوههم، ترحب بهم، وتحتفي بحضورهم
عندما تقبل على الحياة بروح جديدة، إحساس جديد، حيوية لم تعرفها قط، وتشعر بأن الدنيا بأسرها تحت قدميك، انتظاراً لأوامرك، ورهن إشارتك
عندما لا تستطيع النظر للأمور إلا بعين التفاؤل، حتى أعقد المعضلات تراها وكأنها أمور تافهة يسهل حلها
عندما تنتبه لنفسك فجأة وأنت تتحدث مع قطة!! أو مع وردة!! أو مع لعبة!!، عندما لا تدرك للوقت أي قيمة وأنت في غمرة فرحتك، وعندما تشعر بالثواني وقد تحولت إلى دهور وأنت في قمة غضبك
عندما تصاحب القمر والنجوم وتشعر بمدى قربك من نفسك، وكأنك تعرفها لأول مرة، تحاورها تشتكي لها، تسايرها وتضحك معها، وتخاصمها ولا تلبث أن تراضيها وتصالحها
عندما تطيل النظر إلى المرآة، وتحتار فيما ترتدي من ثياب، وتزداد حيرتك حينما تفكر بالعطر المناسب لك في هذا الوقت بالذات
عندما تشعر أحياناً بأنك تريد البكاء بحرارة، وتفضل الجلوس بمفردك في معزل عن أعين الفضوليين، ثم فجأة تبتسم دون سبب، أو لربما بسبب، اللهم انك تستمر في الابتسام وتشعر بالراحة تسري في أوصالك
عندما تعيش في بعض الأيام دون أي إحساس بالجوع، والعطش وتشعر بأنك لست بحاجة لا إلى طعام أو شراب، وأنت بحاجة فقط للهواء، الذي تتنفسه وللخيال الذي تغرق فيه، وتتمنى ألا يأتي أحدهم لانقاذك وانتشالك من محيط الخيال الجميل وأنت الذي لا تجيد السباحة
عندما تتمنى لو أن الدنيا لم يخلق فيها سواك، وتحلم بالعيش في وسط الغيوم فلا تسمع صوتاً غير صوته، ولا تتمتع بحديث في حديثه، ولا ترى أحداً سواه
عندما تذوب نظراتك في نظراته، وتعشق سماع صمته، وترصد حركات سكونه، وتراقب جنون خجله، وتسمع نبضات قلبه، وتشعر بارتجاف يديه، وتحاول تهدئته، فتمسك بيديه اللتين لا تزالان ترتجفان وتهمس له بتلك الكلمة التي طالما انتظرها
عزيزي القارئ:
عندما تشعر بكل ذلك، وتحلم بكل ذلك وتتمنى كل ذلك فاعلم بأنك (قد وقعت) لا محالة وكان الله في عونك
مريم مبارك الظاهري - أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©