واشنطن (رويترز)
قال مسؤولون أميركيون سابقون وخبراء في مجال السياسة أمس، إن الاستفتاء الذي أجرته الأقلية الكردية في العراق على الاستقلال وجه ضربة للولايات المتحدة التي حاولت على مدار سنوات منع تفكك العراق وضحت في سبيل ذلك بمليارات الدولارات وبأرواح آلاف من قواتها.
وحذرت روسيا العراق والأكراد من اتخاذ أي خطوات قد تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، ومثلها حذرت فرنسا من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقال المسؤولون الأميركيون السابقون إن مسعى دبلوماسيا فشل في إقناع الزعماء الأكراد، وهم من أوثق حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بإلغاء الاستفتاء فيما يعتبر دليلا جديدا على ما يبدو على تراجع القوة الأميركية.
وقال جيمس جيفري، وهو سفير أميركي سابق لدى العراق ويعمل حاليا باحثا في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، «هذه انتكاسة كبرى إنها تحرمنا من القول بأن الولايات المتحدة وحدها هي من تستطيع إبقاء العراق موحدا».
وقال المسؤولون السابقون وخبراء السياسة إن ذلك قد يجعل من الصعب على الولايات المتحدة منع إيران من ملء الفراغ الذي خلفته هزيمة تنظيم «داعش» بالفصائل المسلحة وحلفاء آخرين لها في العراق وسوريا وأماكن أخرى. وقال مسؤول أميركي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته «نرى خطرا كبيرا».
وقال مسؤول أميركي ثان طلب أيضا عدم نشر اسمه «لا نزال نأمل في جمع الأطراف على طاولة المحادثات خلال هذه المرحلة بدلا من القيام بشيء ينطوي على تغيير جذري للأمور».
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية الروسية العراق والأكراد أمس، من اتخاذ أي خطوات قد تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط بعد الاستفتاء الكردي على الاستقلال وحثت الجانبين على إجراء محادثات للتوصل إلى حل في إطار دولة عراقية موحدة. وأشارت الوزارة في بيان إلى أن موسكو تحترم الطموحات الوطنية للأكراد لكنها تحبذ الحفاظ على وحدة العراق.
بدورها، حذرت فرنسا إقليم كردستان العراق أمس، من أن إعلان الاستقلال سيزعزع المنطقة، لكنها دعت الحكومة المركزية العراقية إلى منح الأكراد قدرا أكبر من الحكم الذاتي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان لمحطة (بي.إف.إم) التلفزيونية «لا يبدو الوقت مناسبا اليوم للحصول على الاستقلال، ولكن إذا، حدث فسيؤدي إلى أزمات كبيرة جديدة في الشرق الأوسط في وقت يجري فيه دحر تنظيم «داعش» في العراق».
عدد اليوم
