الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ثقافة بلا حدود».. غرس لبذور «مَلكة القراءة» في أساس كل بيت

«ثقافة بلا حدود».. غرس لبذور «مَلكة القراءة» في أساس كل بيت
15 يناير 2013 19:40
لطالما كان الكتاب ملجأ المرء وصديقه ورفيق دربه في رحلة الحياة، ولا جدال بأن القراءة تعد غنىً للخيال، وغذاء للعقل ومتعة للنفس والروح، كونها ترتقي بفكر الإنسان وتبّصره وتؤثر في كافة مفاهيمه وقيمه وسلوكياته. ومن هذا المنطلق الهادف، يواصل مشروع «ثقافة بلا حدود» نشاطه البناء في إثراء عجلة الحراك الثقافي في عموم الشارقة، معززاً من حب المطالعة وملكة القراءة في وجدان مختلف شـرائح المجتمع، وذلك من خلال إهدائه الجـميل لنواة مكـتبة منزليـة زاخـرة بـ 50 عنواناً قيّماً من أحدث الإصدارات العربية وأفضـلها. يعمل مشروع «ثقافة بلا حدود» في إطاره العام على الإعلاء من شأن الكتاب الورقي كرافد ثقافي يعد من أهم روافد العلوم والمعارف، ولجعل القراءة غاية وهواية ومتعة وفائدة، وذلك استرشاداً برؤى حكومة الشارقة التي تطمح دوماً لتعزيز ثقافة المطالعة وشغف القراءة في كل بيت، واعتمادها كأسلوب متبع في الحياة، وهذا النهج المستنير أكده مدير المشروع راشد الكوس بقوله: هي فكرة طموح، وبادرة رائدة لتوسيع الرقعة الثقافية، وجعلها جزءا من كل بيت، وحيث يروج للكتاب الورقي وباللغة العربية بشتى مجالاته العلمية والدينية والمعرفية والتربوية، ليستعيد اعتباره ويعود للواجهة مرة أخرى كمنارة للعلم والتاريخ والأدب، بعد أن شهد تراجعاً ملحوظاً في ظل ثورة التقنيات الحديثة ودعوات التغريب. وأضاف: الفكرة تركز أيضاً على أن يكون هذا المشروع، طاقة نور وإشعاع ومحركاً ثقافياً متجدداً، فيعكس بحيثياته ومضمونه المطلق، بداية حقيقية لتكوين مكتبة منزلية تستقطب جميع أفراد الأسرة، فتلبي احتياجاتهم المعنوية وتحقق فضولهم المعرفي، وتعتلي بهم في مختلف المجالات وعلى الصعد كافة. جيل مبدع وعن أسلوب العمل في المشروع، لفت إلى أنه في سبيل خلق جيل مبدع وقارئ، منتميا لهويته العربية ودينه الإسلامي الحنيف، يعرف قيمة الكتاب ويقّدر أهميته ودوره في إثراء الذات، هناك حملة شاملة تزور كل بيت وزقاق في إمارة الشارقة وضواحيها مع المنطقة الشرقية والوسطى منها، تهدي مكتبة خشبية مصغرة وباقة منتقاة من الكتب الثقافية المختارة التي تهم كافة أفراد العائلة، حيث تعمل الحملة بكل طاقتها وإمكانياتنا منذ انطلاقة هذا المشروع النبيل عام 2008، مجتازة بخطة مدروسة مراحل كبيرة وقاطعة فيها أشواطاً واسعة، غطت مختلف أنحاء الشارقة تقريباً، وذلك بالتعاون مع بلديات المدينة المختلفة، عبر رصد عدد بيوت المواطنين في كل ناحية ومنطقة، لتوفر لكل منزل مكتبته العربية الفاخرة، التي تزخر بمختلف العناوين والحقول، في محاولة تستنهض من خلالها الطاقات وتحفز القدرات، وتشجع أفراد الأسرة من الكبير للصغير، على الانخراط في ممارسة هذه الهواية والمتعة الراقية. دور ريادي وعن أهداف العمل بهذا المشروع، ترى مسؤولة الفعاليات في المشروع آمنة السويدي، أنه ذات قيمة كبيرة تعمل على تغذية العقول، وتنمية الشخصية، بما يصب في النهاية لمصلحة الوطن، بتأسيس جيل مثقف يعرف معنى الكلمة ويقدر عدد حروفها، كما أن للمشروع دوره الريادي في تعزيز القراءة بين دفتي كتاب. مسؤولية وتقول:«نحن في ثقافة بلا حدود» نستشعر حجم مسؤوليتنا تجاه اللغة العربية، ونعي في ذات الوقت أهمية تثقيف الأجيال الجديدة وتوجيهها نحو انتهاج سبل العلم والمعرفة، وصولاً للارتقاء بملكاتهم الأدبية والفكرية والتربوية، لذا ومن ضمن أهدافنا الهامة في هذا المشروع هو تعويد الأسرة الإماراتية على وجود المكتبة والكتاب أمام النظر وفي متناول اليد وتحت الطلب طوال الوقت، وكي نربط الأطفال واليافعين على وجه الخصوص بعادة القراءة ومتعة البحث والاكتشاف في الكتاب الورقي، لتستثمر هذه البراعم اليانعة أوقاتها بكل ما هو مفيد ونافع، بعيداً عن سلبيات التسمر أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية وألعاب «الجيمز» وخلافه. كما نشــجع في ذات الوقت أولياء الأمور على تبني ســياسة تربوية واعـية ومتبصـرة نحو الأبناء، بحيث يعتمدوا التوجيه غير المباشر والإرشاد المنطقي، من خلال اختيار كتب تحمل مضامين جيدة، مناسبة، وجذابة ترتقي بعموم أفراد العائلة وتوسع آفاقهم ومداركهم. اهتمام بالأطفال ولفتت إلى أن برنامج مشروع «ثقافة بلا حدود» يعد الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط، إذ لم يسبق إمارة الشارقة أحد في توفير مكتبة مجانية لكل بيت، تمتاز بالمهنية والجودة ومعايير عالية في نوعية الكتب لناحية المظهر والجوهر على حد سواء، كما أن هذا المشروع الطموح قد أولى اهتماماً كبيراً بفئة الأطفال، مانحاً إياهم أكثر من 40 % من كامل البرنامج العام، مخصصاً حوالي 20 كتاباً للطفولة من مجموع الـ 50 لبقية الفئات، بالإضافة لباقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الموازية والموجهة للطفل، والتي تقام في مختلف المدارس والمعارض الثقافية. كتب منتقاة وبخصوص أنواع الكتب التي توزع على الأهالي، لفتت مسؤولة اختيار الكتب في مشروع «ثقافة بلا حدود» أبرار الفهد إلى أن سياسة انتقاء وشراء الكتب المخصصة للمكتبة المنزلية، تراعي عناصر الدقة والجودة والتفرد، لناحية أسلوب الطباعة وشكل الغلاف ونوعية المحتوى، بحيث تحقق للقارئ أكبر مستوى ممكن من المنفعة والمتعة والفائدة. وتقول: «نحاول أن تشتمل مكتبتنا الصغيرة ذات الخمسين عنوان والمهداة للعائلة الإماراتية، على تنوع يلبي حاجات كافة أفراد الأسرة من أب وأم ويافعين وأطفال، بحيث تغطي مواضيعها معظم العلوم الإنسانية كالتاريخ والآداب واللغة والشعر العربي، بالإضافة لأمور الشريعة والدين والتربية، مع جوانب الإدارة والعلوم الطبيعية، غير غافلين عن حصة الطفل الذي نوليه كل رعاية واهتمام ودعم، مختارين له حوالي عشرين عنواناً منوعاً ما بين السرد القصصي المشوق والكتاب التعليمي المطور للأفكار والمهارات. باللغة العربية وتتابع: من سياستنا أيضاً أن لا نضع خطوطاً حمراء وقيوداً معينة على أطروحات الكتب المختارة، باستثناء استبعاد طبعاً ما يخدش الحياء منها، أو يتعرض بسوء للأديان السماوية والشخصيات العامة، أو يثير الأحقاد والنزاعات، لأننا نؤمن باحترام حقوق الجميع على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، كما نحاول أن ننأى عادة عن الكتب ذات المواضيع الموغلة بالتخصص، لأن غايتنا في نهاية الأمر هو تكوين نواة مكتبة منزلية شاملة ومتوازنة في شكلها ومضمونها العام، تستوفي الشروط والمعايير العالية لناحية التأليف والموضوع وجودة الطباعة، مشددين على وضع «اللغة العربية» كإطار يحدد هوية هذه المكتبة ويصنفها، بحيث تكون مصدراً ومرجعاً عربياً هاماً لكل أفراد العائلة، بكل ما تتضمنه من موسوعات علمية وكتب ثقافية ودينية واجتماعية. وتجدر الإشارة هنا وفقا لما أوضحته الفهد، إلى أن مشروع «ثقافة بلا حدود» يجعل أولوية اختيار العناوين لتلك الكتب، التي تحقق أكبر نسبة مبيعات، والحاصلة على جوائز عالمية من هيئات وشخصيات مهمة ومعروفة، كما تضع في الاعتبار الانحياز لمصلحة الأدباء والمؤلفين الإماراتيين بشكل خاص، وذلك تشجيعا لدور النشر المحلية على تبني هؤلاء الشباب ونتاج إبداعاهم الفكري والأدبي، راصدة خلال ذلك أحدث الإصدارات وأحدثها، كما أن المشروع يساند من خلال برنامجه الكبير، جميع دور النشر المحلية والعربية، ويضع ميزانية خاصة لشراء الإصدارات الجديدة من معارض الكتب المختلفة، ما يسهم بدعم الناشرين والمؤلفين والكتّاب في الإمارات وبقية الوطن العربي، لأن إدارته تعمل وفق توجيهات تؤمن بأن الثقافة بالفعل ليس لها حدود. على هامش المشروع وأوضحت إدارة المشروع أن هناك أنشطة وفعاليات على هامش المشروع، حيث تنوعت أنشطة «ثقافة بلا حدود» بين حسن التخطيط وجودة التنفيذ، ومنها على سبيل المثال: إهداء مكتبات للمدارس والجامعات والمستشفيات والدوائر الحكومية بما يقارب 200 مكتبة، وإقامة النوادي القرائية ما يقارب 25 نادي قرائي، والمشاركة بالمعارض المحلية والعالمية للكتاب بمجموع 31 مشاركة، ودعم الناشرين الإماراتيين والعرب.، بالإضافة إلى مسابقة أفضل مكتبة منزلية، التي جاءت تهدف إلى تحفيز العائلات على تطوير وتنمية مهاراتهم القرائية بخلق روح المنافسة من خلال تقديم مكتبة الأسرة. وتم وضع معايير للتقييم مثل: مدى تعدد الموضوعات، عدد المقتنيات، كيفية الترتيب... إلخ. وتقديم جوائز مالية للمكتبة الأفضل بين المرشحين، بجانب أكثر من 15 محاضرة ودورة، كان الهدف منها تنمية عادة القراءة لدى الفئة المستهدفة، من خلال الاستعانة بعدد من الخبرات والكتاب وخلق حوار «تفاعلي» مع الحاضرين، مع تطعيمها ببعض العروض المرئية كلما أمكن. القراءة غيَّرت أفكاري عّبر عبد الله الدرمكي، موظف ورب أسرة لثلاثة أبناء من منطقة كلباء عن سعادته بالحصول على مكتبة «ثقافة بلا حدود» المنزلية، مثمناً قيمة هذه الهدية المعنوية. وقال: لم أكن أمتلك أي مكتبة في بيتي من قبل، لتأتي هذه تجربة المدهشة وتغير الكثير من أفكاري وميولي، والأهم أنها أشعرتني بمسؤوليتي كولي أمر نحو أبنائي الصغار، وكيف يجب أن أكون وزوجتي قدوة لهم، لأوجههم نحو المطالعة وأغرز فيهم حب القراءة ومتعة اقتناء كتاب، ما شجعنا جميعا في المنزل على تبني عادات تربوية جديدة، منها ضرورة قراءة قصة ما قبل النوم للأطفال، فأصبحنا بفضل هذه المكتبة الصغيرة من زوار معارض الكتاب والمهرجان القرائي في إمارة الشارقة، حاصلين منها على العديد من الكتب والإصدارات الحديثة في مختلف المجالات. «لنقرأ لهم» لفتت إدارة مشروع «ثقافة بلا حدود» إلى أنه هناك حملة «لنقرأ لهم»، وتتضمن 500 من باقات الكتب تم توزيعها على الأمهات الجدد ضمت كتب قصصية شائقة وممتعه للأطفال من عمر ما قبل الولادة إلى عمر 4 سنوات، مع كتاب إرشادي للأم عن الفوائد التربوية والنفسية والاجتماعية لحكاية ما قبل النوم وطرق عرض الحكاية لغرض حث الآباء والأمهات والكبار بوجه عام ليقرؤوا لصغارهم منذ السنوات الأولى من عمرهم وليساعدوهم لكي يخطوا أولى خطواتهم في عالم القراءة ودنيا المعرفة، بالإضافة إلى حملة «صيفي مع كتابي»، وتتضمن 500 باقة من الباقات الجميلة من كتب الصغار والكبار المميزة تم اختيارها لتناسب الاطلاع عليها في أوقات السفر والعطلات مجهزة ضمن صناديق جذابه سهلة الحمل، تباع بسعر رمزي، وكان هدف الحملة تعزيز استغلال أوقات الفراغ والرحلات والعطلات في القراءة، من خلال تقديم مائدة متنوعة الأصناف من الكتب التي تضم المتعة والفائدة والترفيه على حد سواء. وأوضحت أن المشروع أطلق برنامج «ثقافة بلا حدود» الإذاعي، ومن خلاله تم تسليط الضوء على أهم الأعمال الثقافية للكتاب الإماراتيين، وغيرهم ممن تميزت أعمالهم في حلقات تبث مباشره على الهواء كل سبت على إذاعة الشارقة، وأطلق أيضاً «المكتبة المتنقلة - مكتبة بلا حدود» لغاية نبيلة تكمن في جذب الجمهور للكتاب وتسهيل الوصول إليه، فمن تعذر عليه الذهاب للكتاب أو المكتبة يجد الكتاب يأتي إليه، في مكتبة متنقلة صممت بطريقة إبداعية تجمع الجمال والإبداع، كما أنها حوت كل ما يحتاج إليه القارئ، حتى تلبي المكتبة حاجة كل الفئات المستفيدة فتم تغذيتها بالكتب المتنوعة، ومنها: كتب للشباب وقصص للأطفال، وكتب أدبية وعلمية وثقافية ودينية، وكتب إدارية وأخرى في التربية وعلوم الأسرة والطفل، وكتب في الصحة والصحة النفسية والطبخ، والكتب الحائزة على جوائز عالمية ودولية، وتم اختيار هذه الكتب بدقة متناهية من الكتب ذات الجودة العالية ومن أكثر الكتب مبيعا، ومن كتب دور النشر العريقة، والتي يتم تحديثها بصورة متواصله، كما تم استثمار حافلة «مكتبة بلا حدود» بطريقة مثلى من خلال جدولة تواجد الحافلة في المدارس والمؤسسات الثقافية والأماكن العامة، وحتى يكون تواجده أكثر فعالية تم تنظيم فعاليات مرافقة لتواجد الحافلة ليصبح المشروع أكثر فعالية وتأثيرا.وتم تسجيل ما يقارب 70 وجهة للمكتبة حتى الآن. وقالت إن المشروع يدرك أهمية التواصل الاجتماعي والتطور الدائم بمواكبة العصر وضرورة تعزيز الترابط بين المشروع وبين كل أفراد المجتمع كافة، لذلك، قام المشروع بإنشاء حسابات في برامج مواقع التواصل الاجتماعي وبلع عدد المنتسبين لها أكثر من 5522عضواً، بالإضافة إلى الاستفادة من خدمات الهواتف الذكية والإصدارات الإعلامية في الدولة. «عربة ثقافة بلا حدود» أطلق المشروع عربة متنقلة بهدف توفير الكتب وتعزيز الثقافة للمرضى الموجودين في المستشفيات الحكومية الذين عادة ما يقضون ساعات عديدة، إما في انتظار زيارتهم للطبيب أو أثناء عملية العلاج، وبذلك تصل الكتب لمن لا يستطيع الوصول إليها، وتساعد على شفاء أرواح وأجساد وعقول مرضانا. المكتبة الذكية تحدث المواطن حسن الكعبي، موظف ورب أسرة من مدينة كلباء في الشارقة، عن أهمية اقتنائه للمكتبة المنزلية المهداة من قبل المشروع، ووصفه بأنه بادرة طيبة وفكرة بديعة فيها ابتكار وجمال، فهذه المكتبة الصغيرة ذكية حتى في تصميمها وشكلها وأبعادها، بالإضافة لمضمونها العام، وكأنها حلت ضيفاً خفيفاً ومرحباً به في غرفة المعيشة، بحيث تتموضع كطاولة وسطية في المنتصف، موفرة أمام الجالسين مجموعة مشوقة من العناوين التي تهم كافة أفراد العائلة، من تلك النوعية الدسمة بالمعلومات والثقافة والمعارف. وقال لفت انتباهي هذا التنويع والشمولية في المواضيع، بحيث جاءت متلائمة مع مختلف الفئات العمرية، ومنها على سبيل المثال كتب مشهورة في السيرة النبوية، والتاريخ المعاصر، وقضية فلسطين... إلخ. في المحصلة لقد وضع هذا المشروع الطموح اللبنة الأولى لبناء جيل مثقف وواعد.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©