الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوأم.. التشابه لا يلغي الخصوصية

التوأم.. التشابه لا يلغي الخصوصية
13 نوفمبر 2016 08:53
خورشيد حرفوش (القاهرة) لا يتخيل كثيرون حجم المعاناة التي تتحملها أم «التوأم»، ولا سيما إن صادف ذلك خبرتها الأولى في الإنجاب. ورغم المتعة التي ترافق تربية التوأم، والمفارقات اللطيفة والمواقف المحيرة والمسلية في أوقات كثيرة في حالة التوائم المتماثلة تماما. فوجود الأطفال التوأم في الأسرة يعني تضاعف أعباء الوالدين النفسية والمادية والبدنية المترتبة من مسؤوليات التغذية، والعناية والنظافة والتغذية والرعاية الصحية والتربية، فضلا عما يحتاج التوأم من خصوصية لتنشئة كل واحد منهما، وصولا لتجنب التأثيرات السلبية في المستقبل. التهيئة النفسية ترى الدكتورة رنا الشايب، الأخصائية النفسية، وخبيرة العلاج الأسري، أن أهم ما يمكن أن تنصح به أم «التوأم» التهيئة النفسية لسلسلة طويلة من المتاعب النفسية والجسدية، وأنها تتوقع أنها ستواجه المزيد منها. وأن تتحلى بالصبر الشديد، وتتجنب أية انفعالات أو ضغوط محتملة لأن الأمر مختلف. وتنصحها بتقليل الجهد البدني في الرعاية والنظافة وتغذية الطفلين وشؤون البيت قدر إمكانها، والاهتمام بصحتها ونظام غذائها ونومها، حتى لا تنعكس حالتها الصحية على حالتها المزاجية والنفسية. ويفضل أن تتمتع بإجازة من عملها خلال العام الأول من عمر«التوأم» إن كانت تعمل. فضلا عن إمكانية الاعتماد على مساعدة أحد من أهلها، أو الاستعانة بمربية أو خادمة، إن كان ذلك متاحا لها لا سيما إن كانت تنجب للمرة الأولى، لافتة إلى أنه من الصعب أن تقسم انتباهها بين طفلين من العمر نفسه في الوقت ذاته. وتشير إلى ضرورة تنظيم عملية الرضاعة، ثم التغذية الجامدة. مع أهمية تجنب وضعهما في سرير واحد، حتى إن كانا توأما من جنس واحد، وتخصيص سرير خاص لكل منهما منذ البداية. وبعد بلوغهما عامهما الأول، تقول إنه يستحسن تخصيص غرفة خاصة بهما يلعبان فيها بحرية وأمان. على أن تحاول الأم أن تقسم انتباهها بمشاركة أحد أفراد العائلة المقربين، مثل الجد أو الجدة. الألبسة واللعب تشير الشايب إلى إشكالية تشابه ملابس وألعاب «التوأم»، وحرص بعض الأمهات على تشابهها. وترى أنه من الأفضل التنوع في اختيار الملابس والألعاب لتجنب النمطية والملل، ولتنشئتهما المبكرة على الاستقلالية، حتى ولو كانا «توأما»، فكثير من الدراسات التي تمت عالميا على عدد كبير من التوائم توصلت إلى أن «التوأم» الذين يتم التفريق بينهما في الكبر نتيجة الزواج أو العمل أو المعيشة، يتعرض كل منهما لمصاعب شديدة بسبب التنشئة التي جعلت كلاً منهما مكملاً للآخر، ما يعني الاعتماد المتبادل. وأرجعت ذلك إلى عديد من الحقائق أهمها، أن تربية الطفلين التوأم باعتبارهما شخصاً واحداً، يُنمي لديهما «إحساس التوأم» السلبي خاصة مع استمرار التشابه بينهما، والذي يشكل خطراً على نمو الشخصية المنفردة لكل منهما. وأن تحاول الأم دائما أن تعطي كل طفل على حده اهتمامه الخاص. وأن تحرص على أن تقضي وقتاً مع كل منهما لتتفاعل معه كي يكتسب اللغة والمهارات الاجتماعية. ولابد من عدم التفرقة بينهما في التعامل لأن ذلك يولد الكراهية بين الأخوين. جهد مضاعف وتؤكد أن تربية التوائم تحتاج إلى مهارة أسرية تعتمد على دراية مسبقة باستثنائية تجربة الاهتمام بطفلين وإدراك أن التوأم ليس واحدا، بل مُكَّون من أخ وأخ، أو أخ وأخت، أو أخت وأخت، ولابد من إعطائهما نسباً متساوية من الاهتمام والحب، والاستقلالية. وتنصح بتجنب المشاكل المستقبلية للتوأم بداية من الابتعاد عن تسميتهما بأسماء قريبة من بعضها في النطق، وتجنب إلباسهما ملابس متشابهة، مع ضرورة إفساح مجال واسع لاختيار كل منهما لهوايته ولعبته المفضلة، من دون اللجوء لإجبار أحدهما على ممارسة هواية الآخر، أو تهميش لعبته التي يفضلها، لأن ذلك يجعلهما نسخة واحدة يصعب فصلها مستقبلا، ما يؤدي إلى مواجهة مشاكل الاستقلال الذاتي في مرحلة الشباب وما بعدها. شخصيتان مختلفتان يجب على أم «التوأم» أن تتذكر دائماً، وفق الدكتورة رنا الشايب، الاختصاصية النفسية، وخبيرة العلاج الأسري، أن الطفل التوأم هو شخص بذاته، فقد يكون لديهما أشياء كثير مشتركة، إلا أنهما شخصيتان مختلفتان، ولديهما اهتمامات مختلفة، وعليها أن تحترم الاختلافات كما تحترم التشابهات. كما ينبغي أن توفر لهما أوقاتاً يقضياها مع الأطفال الآخرين، وإذا لاحظت أنهما يريدان أن يقضيا الوقت سوياً، فذلك أمر طبيعي وعليها ألا تقلق، فلقد أثبتت دراسات أن علاقة التوأم الوطيدة لا تتعارض مع علاقاتهما مع العالم الخارجي، فالتوأم عادة أقل أنانية وألطف اجتماعياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©