الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة ناجحة ضد شلل الأطفال في سوريا

25 يونيو 2014 23:09
تيك روت غازي عنتاب، تركيا على الرغم من الأخطار المحدقة، إلا أن حملة لمحاربة انتشار شلل الأطفال في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الثوار، كانت ناجحة على نحو مفاجئ، حيث تمكن المتطوعون من تطعيم نحو 1?4 مليون طفل منذ بداية العام. وكانت عودة ظهور شلل الأطفال في سوريا في أكتوبر، قد أثارت تخوفات منظمات الصحة التي كانت تخشى أن تساهم عوامل مثل المياه الملوثة وتعطل أنظمة الصرف الصحي وتنقل السكان إلى اتساع رقعة الوباء في المنطقة. ورداً على ذلك، سارع ائتلاف يضم منظمات غير ربحية إلى توظيف وإرسال آلاف المتطوعين إلى شمال البلاد المضطرب؛ حيث استفادوا من تعاون المقاتلين الثوار وتحدوا القصف والضربات الجوية للقيام بحملة التطعيم التي تستهدف الأطفال دون سن الخامسة. وقد قُتل أربعة متطوعين أثناء هذه العملية؛ غير أنه لم تسجل أي حالة مؤكدة لشلل الأطفال في سوريا منذ قرابة خمسة أشهر. وقال عبد الرزاق درويش، وهو طبيب يعمل في مدينة حلب الواقعة في شمال سوريا: “إن تنفيذ الحملة ليس صعبا من الناحية الطبية، فالأمر يتعلق بإعطاء الطفل قطرتين من الدواء عبر الفم. ولكن الصعوبة تكمن بالأساس في حالة الحرب”. ومنذ تحديد أول حالة لشلل الأطفال في محافظة دير الزور الواقعة شمال شرق البلاد، تم تأكيد 35 حالة إضافية لهذا المرض المعدي في سوريا، وفق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال. ولم تسجل أي حالة لهذا المرض في سوريا منذ 1999، وكان يُعتقد أن باكستان وأفغانستان ونيجيريا من بين المعاقل الأخيرة لهذا المرض. ويقول تامر حسن، مدير فرع “الجمعية الطبية السورية الأميركية” في تركيا، وهي واحدة من المنظمات التي انخرطت في الحملة: “لقد أصيب الجميع بالصدمة”. وأصبح السؤال الملح هو: “ما الذي ينبغي فعله؟”. الجواب كان واضحا، وفق المنخرطين في الرد: لا بد من تطعيم أكبر عدد ممكن من الأطفال. فبعد اكتشاف أول حالة لشلل الأطفال في سوريا، أطلقت منظمة اليونيسيف وشركاؤها ما وصفوه بأكبر حملة تطعيم في تاريخ الشرق الأوسط – قالوا إنها وصلت إلى 25 مليون طفل في سبعة بلدان. ولكن المنظمة الأممية لم يكن بإمكانها الوصول إلى كل شمال سوريا. ولذلك، بادرت مجموعة من المنظمات الصغيرة بتشكيل فريق حملة السيطرة على شلل الأطفال. الائتلاف، الذي اتخذ من جنوب تركيا مقراً له، يشمل “وحدة تنسيق المساعدة” المرتبطة بالمعارضة ونحو ست مجموعات أخرى. وتستفيد هذه “الوحدة” من دعم مجموعة من المنظمات المحلية ومنظمات المساعدة الدولية والحكومات الأجنبية. ويقول مسؤولو الفريق إنهم استهلوا الحملة بتجنيد وتدريب متطوعين منخفضي الأجر استُقدم العديد منهم من شبكة لأطباء ونشطاء المعارضة تكونت على مدى أكثر من ثلاث سنوات من الانتفاضة والحرب في سوريا. ثم سرعان ما نمت لمجموعة وتوسعت إلى أكثر من 8 آلاف فرد، جميعهم تقريبا يوجدون داخل سوريا أو يسافرون إلى هناك بشكل منتظم. ويقول بشير تاج الدين، وهو منسق تقني في وحدة تنسيق المساعدة والرئيس الحالي لفريق محاربة شلل الأطفال: “إنهم أبطال هذه الحملة”. وقد تم إجراء نصف التدريبات في تركيا المجاورة، في حين أجريت دورات تدريب أقصر لفائدة المطعِّمين الأقل خبرة على المستوى المحلي في سوريا. وبعد تسلم التطعيمات من الهلال الأحمر التركي في الحدود السورية، يقوم الفريق بنقلها إلى شبكة من مراكز التخزين والعيادات الصحية ثم المتطوعين في المحافظات الشمالية السبع الممكن الوصول إليها حيث يشتغلون. ولكن المتطوعين يواجهون القنابل والبراميل المتفجرة والقناصة. وقد قُتل منهم أربعة، من بينهم محمد خلعجي، 19 عاماً، وهو متطوع يقوم بتطعيم الأطفال في منطقة مضطربة بشكل خاص من حلب. ويتألف فريق التطعيم من شخصين: واحد يقوم بتطعيم لأطفال، وآخر يقوم بتسجيل البيانات مرتدين أقمصة مميزة أو شارات حول الذراع تدل على أنهم من فريق تطعيم الأطفال وحاملين مبرِّدات مملوءة بالثلج بها قوارير التطعيمات، يجوب هؤلاء المتطوعون الأحياء منزلاً منزلاً، مشياً على الأقدام في الغالب. ثم يعودون في تواريخ لاحقة – وذلك لأن كل طفل يحتاج إلى ثلاث جرعات من التطعيم حتى يكون فعالاً. وخلال الجولة الثانية من التطعيم التي بدأت أواخر يناير، كان استعمال البراميل المتفجرة قد ازداد بشكل لافت في حلب، كما يقول درويش الذي يحكي قصة قلعجي. وبعد أن أعطى جرعة من التطعيم لأحد الأطفال، ترك “قلعجي” شريكه من أجل وضع علامة على أصبع الطفل وباب المنزل – وهي ممارسة متعارف عليها تهدف إلى تعقب الأطفال المطعَّمين. غير أنه عندما خرج إلى الشارع، انفجر برميل متفجر عند قدميه وأصيب إصابة قاتلة. ويقول درويش في مقابلة معه في مدينة غازي عنتاب التركية: “بالطبع أشعر بالخوف. إننا جميعا نشعر الخوف، ولكن ثمة مهمة لا بد من القيام بها”. وهذا الشهر، أكمل فريق حملة التطعيم الجولة السادسة من أصل ثماني جولات مقررة من حملة التطعيم تهدف إلى توسيع التغطية إلى أقصى حد ممكن عبر شمال سوريا. ويقول الفريق إنه وصل إلى 1?4 مليون من أصل قرابة 1?5 طفل، تستهدفهم حملة التطعيم في المناطق التي تغطيها. وقد اعتمدت حملة سوريا منهجية مختلفة تماماً عن جهود مماثلة في باكستان، حيث قوبل التطعيم ضد شلل الأطفال برد فعل اجتماعي وديني وسياسي قوي. ويقول الأطباء الذين يديرون الحملة في سوريا إنه على الرغم من رواج إشاعات تفيد بأن التطعيم يتسبب في الإيدز أو العجز الجنسي أو أمراض أخرى، إلا ردود الفعل تلك يبدو أنها قد خفت وتراجعت. ويقول الأطباء أيضاً إن فصائل المعارضة التي تقاتل في شمال العراق كانت متعاونة عموماً. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©