الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركة روسية مغمورة تغزو سوق الألعاب العالمية

10 يونيو 2012
سيبيريا (أ ف ب) - في مبنى متداع يضم معهدا علميا وسط الغابة السيبيرية، تعمل الرسامة الشابة داريا بافلوفا على تصميم لعبة الفيديو الإلكترونية المقبلة الخاصة بشركة “ألاوار إينترتينمنت” الروسية التي تبيع منتجاتها حاليا في العالم بأسره. ومثلها، يعمل نحو خمسين رساما ومصمم برامج وكاتب سيناريو ومحركا، كلهم تقريبا في العشرينيات من العمر، في هذا الاستوديو الواقع في مدينة أكاديمغورودوك الجامعية التي أنشئت في الحقبة السوفييتية في ضواحي نوفوسيبيرسك التي تعد ثالث أكبر مدينة في روسيا. ومع أن “ألاوار إينترتينمنت” بعيدة كل البعد عن استوديوهات كاليفورنيا أو أوروبا الأنيقة، إلا أنها نجحت في اختراق الساحة العالمية بفضل ألعاب مثل “فارم فرينزي” و”ذي تريجرز أوف مونتيزوما” و”روبر رابيتس”. وفيما تعتبر هذه الألعاب أقل شهرة من لعبة “تيتريس” التي صممت أيضا في روسيا على يد عالم الرياضيات ألكسي باجيتنوف في الثمانينات، يتم تنزيل بعضها أكثر من خمسين مليون مرة على مواقع إلكترونية مثل “آبل ستور” و”أندرويد ماركت”. بدأ نجم “ألاوار” يسطع في منتصف التسعينات بينما كانت روسيا تقف على قدميها من جديد بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، بحسب ما يتذكر ألكسندر ليسكوفسمي المدير العام للشركة التي يبلغ رقم أعمالها السنوي اليوم “عشرات ملايين الدولارات”. ويضيف ليسكوفكسي البالغ من العمر 35 عاماً “كنت طالبا في نوفوسيبيرسك وكنت أحب كثيراً أن ألعب مع أصدقائي بألعاب الفيديو”. وفيما كانت قلة من الروس تملك جهاز كمبيوتر شخصيا في تلك الفترة، “كان هناك واحد في الجامعة وكنا نلعب عليه كل ليلة”، على حد قوله. وفي أحد الأيام، اقترح عليهم أستاذهم أن يعدوا مشروعهم الدراسي حول ألعاب الفيديو. فتمكنوا من تمويل لعبتهم الأولى الخاصة بأجهزة الكمبيوتر بفضل رجال أعمال من قطاع النفط. لكن روسيا شهدت سنة 1998 أزمة اقتصادية ضخمة دفعتها إلى خفض قيمة عملتها. فعدل ألكسندر ليسكوفكسي وأصدقاؤه عن بيع ألعابهم في بلادهم وقرروا البدء بتصميم ألعاب فيديو على الإنترنت لبيعها في الولايات المتحدة وجني الدولارات لأنها عملة أكثر أماناً. فاكتسبت الشركة شهرة وبدأت تعمل في مجال نشر الألعاب التي تصممها شركات أخرى وتوزيعها. وقررت شركة “ألماز كابيتال” أن تستثمر في “ألاوار إينترتينمنت”. واليوم، باتت “ألاوار” تملك ستة استوديوهات في روسيا وأوكرانيا وتوزع مئات الألعاب الخاصة بشركات أخرى صغيرة، أبرزها في الولايات المتحدة وأوروبا. ويقول ليسكوفسكي إن ما يميز روسيا هو التحصيل العلمي عالي الجودة واليد العاملة الرخيصة. ويشرح “كلما ابتعدنا عن موسكو، أصبحت الرواتب منطقية أكثر وأصبح بإمكاننا صناعة منتجات عالية الجودة مقابل مبلغ مقبول”. ومع انتشار الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الرقمية، تأمل الشركة تعزيز مكانتها في السوق المحلية وتضع نصب عينيها أسواقا جديدة في آسيا وأميركا اللاتينية. وقد أظهرت دراسة حديثة أن قيمة السوق العالمية للألعاب على الإنترنت بلغت 20,2 مليار دولار خلال عام 2011 ومن المتوقع أن ترتفع إلى 26,7 مليار دولار بحلول سنة 2013. وأضافت أن السوق الروسية وحدها قد تستقر على مليار دولار سنة 2013، في مقابل 668 مليون دولار سنة 2011.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©