الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عُمان ترسم خطة خمسية لترميم مواقعها الأثرية

عُمان ترسم خطة خمسية لترميم مواقعها الأثرية
19 يناير 2014 22:45
تضع سلطنة عمان خطة لترميم وتطوير مواقعها الأثرية القابعة في أقصى المدن والولايات، وذلك نظراً للإقبال الكبير الذي تشهده من قبل السياح، الذين يقصدونها للاستمتاع بالتاريخ الذي تحويه، إلى جانب جمالها الطبيعي، لذا وضعت عمان خطة متكاملة تهدف إلى تنمية المجتمع المحلي العماني. وشهدت السلطنة تطوراً ملموساً خلال العقود الأربعة الماضية، استطاعت خلالها أن تصبح وجهة استقطاب سياحي، إذ بلغ عدد السياح الذين زاروا السلطنة خلال العامين الماضيين نحو 2,1 مليون سائح، بحسب إحصاءات رسمية. أسس الخطة إلى ذلك، يقول مدير عام التخطيط والمتابعة والمعلومات بوزارة السياحة صالح الشعيبي «أعدت الوزارة خطة تطوير المجمعات السياحية المتكاملة، للتحكم في عمليات التطوير، وتحقيق أسس السياحة المستدامة طويلة المدى للمشروعات السياحية الكبرى، فقد أعطت السلطنة الأولوية لاحتياجات وفرص العمل للمجتمع المحلي، مع تنفيذ خطة عمل لدراسة احتياجات القوى العاملة والتدريب في القطاع السياحي»، مشيراً إلى أنه في إطار اهتمامها بتطبيق معايير السياحة المستدامة قامت الوزارة بإعداد وتنفيذ عدة دراسات ومشروعات لمناطق تنمية محتملة بالسلطنة. ويضيف: «أهم الدراسات التي تم إعدادها لتطوير المواقع السياحية وفقاً لمبادئ السياحة المستدامة شملت دراسات تطوير الجبل الأخضر (مخطط للمشاريع السياحية ودراسة اجتماعية)، ودراسة تطوير بندر الخيران، ودراسة تطوير السياحة البيئية بوادي شاب، والمخطط الشامل لتطوير منطقة الفزايح، ودراسات لتطوير عدد من الكهوف بالسلطنة، ودراسة تطوير وادي دربات بمحافظة ظفار»، لافتاً إلى أنه من أهم المشاريع التي قامت بها الوزارة وفقا لمبادئ السياحة المستدامة هي تنفيذ مشروع المتحف والمركز العلمي بمحمية السلاحف برأس الحد، ومشروع تطوير كهف الهوتة، وتطوير عدد من القلاع والحصون، وتوفير خدمات سياحية مختلفة في عدد من المواقع السياحية في مختلف محافظات السلطنة. وحظي مشروع تطوير وادي دربات بمحافظة ظفار باهتمام كبير عبر دراسة بيئية واجتماعية وتخطيطية بهدف إعداد مخطط عام يرعى تلك الجوانب ويحقق أهداف السياحة المستدامة، والحفاظ على طبيعة المنطقة وثرواتها، بإشراك المجتمع المحلي، وقد تم إعداد الدراسة بالتعاون بين وزارة السياحة والاتحاد الدولي لصون الطبيعة. ويعتبر وادي دربات في محافظة ظفار أحد المواقع السياحية المهمة كونه يتمتع بجمال طبيعي استثنائي مع تنوع بيولوجي وتراث تاريخي، وعلى ضوء ذلك تم وضع مخطط عام وخطة إدارة لتنظيم الحركة السياحية إلى المنطقة بهدف تحقيق التنمية المستدامة للمنطقة بالتوازن بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وشملت الخطة تنفيذ تنمية سياحية لوادي دربات في خمسة مواقع مختلفة، ووضع البنية التحتية والمرافق السياحية في كل من المواقع المقترحة، وتنفيذ خطة إدارة منطقة وادي دربات. من ضمن خطط التطوير مشروع تطوير قرية العليا بوادي بني خروص، هو المشروع الحيوي الثاني الذي يهدف إلى تطبيق مبادئ السياحة البيئية المستدامة، وتوفير الخدمات السياحية الأساسية في القرية وتنشيط الحركة السياحية. ويشتمل المشروع على تبليط الممرات بالحجارة الطبيعية، وتوفير حماية للأماكن الخطرة بخشب الكندل، وتطوير المسار الزراعي من خلال عمل كراسي للجلوس ومنصة للمشاهدة وإنشاء دورات مياه عامة للنساء. كما يأتي مشروع تطوير قرية وكان بولاية نخل ثالث مشاريع الخطة الخمسية الثامنة ويهدف إلى تطبيق مبادئ السياحة البيئية المستدامة وتوفير الخدمات السياحية الأساسية في القرية وتنشيط الحركة السياحية، يشتمل الموضوع على مركز معلومات، واستصلاح أحواض المياه وقناة الفلج، واستصلاح مسار زراعي بطول واحد كيلو متر يتضمن مواقع للجلوس مع مظلات، وعدد من دورات المياه، وبرج لمشاهدة المنطقة المطلة، ومقهى بمنتصف المسار الزراعي. ويشير الشعيبي إلى أن هناك أيضاً خطة لتطوير القلاع والحصون العمانية، عبر زيادة وعي المجتمع المحلي وإشراكهم في عملية التطوير، والحفاظ على هوية المواقع التاريخية، وعدم المساس بها وتغيير تركيبتها الأصلية، وتوفير متطلبات الزائر كاللوائح المعلوماتية، والكتيبات، والمرافق الخدمية، والمحافظة على المقتنيات التراثية وعرضها بالطريقة الصحيحة، ومن أهم المشروعات المنفذة قلعة نزوى وحصن خصب. ويذكر أن الخطة الخمسية الثامنة للسياحة (2011- 2015) أهدافاً رئيسة ارتكزت على تحقيق التوازن الإقليمي في التنمية السياحية، وتشجيع وتطوير حركة السياحة الداخلية، وتنمية القوى العاملة الوطنية، وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القطاع السياحي، واستفادة المجتمع المحلي من التنمية السياحية، وتنويع المنتجات السياحية، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار. ويوضح الشعيبي أن استراتيجية السلطنة تدور حول السياحة المختارة المتفقة مع الخصوصية العمانية، وتقوم على أسس ومبادئ السياحة المستدامة، إضافة إلى بناء وجهة سياحية عالمية جاذبة ومستدامة من خلال التوظيف والاستخدام الفعال والأمثل وعلى نحوٍ مستدام للإمكانات الطبيعية والثقافية والتاريخية للسلطنة بالمحافظة عليها وتنميتها. الإطار المرجعي قامت سلطنة عمان ممثلة بوزارة السياحة بإعداد الإطار المرجعي للإستراتيجية العمانية للسياحة تشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وسوق العمل، والتخطيط المتكامل للمنظومة السياحية، والجوانب المؤسسية (القوانين واللوائح والإجراءات)، والتمويل في مجال المشاريع السياحية، وتطوير المنتج السياحي والتسويق. وعمدت السلطنة إلى تنفيذ سياسات وآليات عمل سارت على تبني مبادئ منظمة السياحة العالمية (UNWTO)، وتفعيل قرارات وتوصيات المؤتمرات المنعقدة في مسقط في مجال السياحة المستدامة، وتشجيع المستثمرين في مجال السياحة على العمل من خلال أسس ومبادئ منظمة السياحة العالمية والهيئات ذات الصلة والمعايير المعتمدة، وتشجيع التفاعل مع المجتمع المحلي من خلال برامج اجتماعية وبيئية متكاملة، واعتماد قيم بيئية واجتماعية في تخطيط وتطوير الخدمات والبنية التحتية للمشروعات السياحية، وتبني سياسة تحقق إيجاد شراكة حقيقية بين جميع المساهمين في قطاع السياحة.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©