السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤتمر لندن يقر استراتيجية «اليد الممدودة» إلى «طالبان»

مؤتمر لندن يقر استراتيجية «اليد الممدودة» إلى «طالبان»
29 يناير 2010 00:29
تبنى مؤتمر لندن بشأن أفغانستان، الذي شاركت فيه نحو 70 دولة ومنظمة أمس، استراتيجية “اليد الممدودة” إلى “طالبان” والتي تهدف لتحقيق مصالحة وطنية شاملة، كما تبنى خطة كابول لتسلمها المهام الأمنية كاملة في غضون 5 سنوات. وأقر المؤتمر، الذي شارك فيه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، واختتم أعماله أمس في العاصمة البريطانية، مقاربة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي التي تتضمن تقديم مساعدات مالية للمقاتلين الذين يتخلون عن العنف، وخطة لنقل زمام الأمور لكابول على كامل أراضيها في غضون السنوات الخمس المقبلة محدداً بدء نقل المسؤولية الأمنية في بعض الولايات اعتباراً من نهاية العام الحالي وبداية 2011، مؤكداً التزاماً مشتركاً بتحقيق الشروط للعملية الانتقالية في أسرع وقت ممكن”. وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أنه تم رصد 140 مليون دولار لتمويل عملية “إعادة دمج” مقاتلي “طالبان”، بحسب برنامج المصالحة الذي أعلنته كابول، في عامه الأول. وستخصص هذه الأموال لصندوق دولي خاص كشف عن إنشائه في افتتاح المؤتمر رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون، وهو يهدف إلى تمويل “إعادة تأهيل” مقاتلي “طالبان” الذين يتخلون عن العنف. وقال براون إن “المجتمع الدولي وتلبية لنداء الرئيس كرزاي، يعلن إنشاء صندوق دولي يهدف إلى تمويل عملية السلام التي تديرها أفغانستان، وكذلك برنامج إعادة التأهيل الذي يسعى إلى تقديم بديل اقتصادي لأولئك الذين ليس لهم أي بديل”. لكنه أكد أن “لا خيار أمامنا إلا الاستمرار بملاحقة الذين يرفضون شروط إعادة الاندماج”. وأعلن براون أن نقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية سيبدأ هذه السنة التي قال إنها “سنة حاسمة بالنسبة للتعاون الدولي من أجل مساعدة شعب أفغانستان على ضمان الأمن لبلادهم وحكمها”. وأضاف أن “هذا المؤتمر يمثل بداية للمرحلة الانتقالية” التي ستشهد نقل المسؤوليات من الجهات الدولية إلى المؤسسات الوطنية الأفغانية. وذكر “ان عملية التسليم، ولاية تلو الولاية، ستبدأ في وقت لاحق هذه السنة”. من جهتها، أفادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن خطة الأطلسي لنقل المسؤوليات الأمنية إلى كابل ليست “استراتيجية للخروج” من أفغانستان. وذكرت مصادر دبلوماسية أن إجمالي المبالغ التي سترصد للصندوق ستصل إلى 500 مليون دولار، على أن يستخدم هذا المال لتقديم مساعدات مالية لمقاتلي الحركة شريطة أن يتخلوا عن العنف. وفي أقوى إشارة على أن الحكومة الأفغانية وحلفائها الغربيين يريدون التوصل إلى مخرج من الحرب المستعرة منذ 8 سنوات، أعلن كرزاي أمس أنه سيشكل مجلس وطني للسلام والمصالحة وإعادة الاندماج ينتج عنه “جيرغا للسلام”، وهو مجلس أعلى يجمع قادة القبائل الأفغانية. فيما أكد متحدث باسمه، أنه ستتم دعوة “طالبان” للمشاركة في المؤتمر الذي يجتمع قريباً للموافقة على خطة “المصالحة”. وحث الرئيس الأفغاني المقاتلين على قطع صلاتهم بـ”القاعدة” ونبذ العنف والانضمام للعملية السياسية، مضيفاً “يجب أن نتواصل مع كافة مواطنينا لا سيما أشقاءنا الذين تحرروا من الوهم.. والذين لا ينتمون للقاعدة أو شبكات إرهابية أخرى والذين يقبلون الدستور الأفغاني”. وزاد بقوله “سنؤسس مجلساً وطنياً للسلام والمصالحة وإعادة الاندماج يتابعه مجلس لإحلال السلام في أفغانستان”. كما أمل الرئيس الأفغاني في الحصول على “دعم دولي” لهذه العملية وطلب من “جميع الجيران خصوصاً باكستان، دعم جهود المصالحة”، مؤكداً عزمه “تحمل مسؤولية الأمن في مزيد من المناطق في البلاد، تدريجياً في غضون سنتين إلى 3 سنوات”. وكان كرزاي أكد في وقت سابق لهيئة الإذاعة البريطانية أن بلاده بحاجة إلى المساعدة الدولية لمدة تتراوح بين 10 و15 عاماً. وبالمقابل، اشترط المجتمع الدولي لزيادة المساعدات المباشرة إلى حكومة أفغانستان بنسبة 50% في غضون سنتين، تحقيق كابول تقدماً في مجال مكافحة الفساد. وأكد البيان الختامي دعم مطلب كابول في رفع مقدار المساهمة التي تقدم بشكل مباشر إلى موازنة الحكومة من نسبة الثلث إلى النصف”. إلا أن البيان أشار إلى أن “هذا الدعم مشروط بإحراز الحكومة الأفغانية تقدما في مجال إدارة المال العام والحد من الفساد وتحسين تطبيق الموازنة ووضع استراتيجية مالية وتعزيز قدرات الحكومة على تحقيق أهدافها”. كما تبنى المؤتمرون أيضاً، مبدأ دعوة خبراء أجانب ضمن “مهمة إشراف وتقويم” في غضون 3 أشهر للتدقيق في تفشي الفساد في أفغانستان. وفي أول رد فعل لها على عرض المصالحة، اعتبرت “طالبان” مؤتمر لندن بشأن أفغانستان “مناورة دعائية”، مؤكدة أنه سيفشل في تحقيق نتائج، حسب ما أورد موقع “سايت” الأميركي لرصد المواقع الإسلامية على الإنترنت. ونقل الموقع عن بيان للحركة على الإنترنت قوله “إن تجار الحرب من الحكام تحت قيادة الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني جوردن براون يريدون خداع شعوب العالم بعقد مؤتمر لندن ليظهروا ان الشعب ما زال يدعمهم”. وأضاف البيان أنه إذا تم اتخاذ القرار “مرة أخرى لمحاولة إطالة الاحتلال العسكري والاقتصادي والثقافي والسياسي لأفغانستان، فلن تكون لهذا المؤتمر أي فائدة تماماً كالمؤتمرات السابقة”. ويشارك في مؤتمر لندن سائر أطراف النزاع في أفغانستان عدا “طالبان”. كما يشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الفرنسية. ومن أبرز الغائبين عن المؤتمر إيران. وقالت متحدثة باسم الخارجية البريطانية إن بلادها بذلت “كل جهد ممكن” لإشراك إيران ولكن الأخيرة اختارت أن تعزل نفسها . إلى ذلك قال مسؤول في الأمم المتحدة إن بعض أعضاء المجلس القيادي لـشورى “طالبان” اجتمعوا سراً مع المبعوث الخاص بأفغانستان كاي إيدي في 8 يناير للحديث عن المفاوضات وطلب الحماية والقدرة على الخروج إلى العلن بدلاً من الاختفاء في أماكن مثل سجن باجرام”. السعودية تضع شروطاً للقيام بدور وسيط في أفغانستان لندن (وكالات) - قالت السعودية على لسان وزير خارجيتها أمس، إنها لن تقوم بدور في جهود إحلال السلام بأفغانستان إلا إذا أحجمت «طالبان» عن توفير ملاذ آمن لزعيم القاعدة أسامة بن لادن وقطعت علاقاتها مع شبكات المتشددين. وأعلن سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي على هامش مؤتمر لندن إنه ما لم تتخل «طالبان» عن إيواء بن لادن، فإنه لا يعتقد أن التفاوض معها سيكون ممكناً أو سيحقق أي شيء. وأضاف أن هناك شرطين للسعودية أولهما أن يأتي الطلب رسمياً من أفغانستان وثانيهما أن على «طالبان» أن تؤكد نواياها في حضور المفاوضات بقطع علاقاتها بالإرهابيين وأن تثبت ذلك. وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي دعا في وقت سابق الرياض التي استضافت محادثات بين الحكومة الأفغانية وممثلين لـ»طالبان» في الماضي إلى المساعدة في تحقيق السلام في أفغانستان. وأضاف «نأمل أن يتكرم جلالته.. الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية، بالقيام بدور بارز في توجيه عملية السلام والمساعدة فيها». وأردف كرزاي بالقول «نطلب من كل جيراننا ولا سيما باكستان دعم جهودنا من أجل تحقيق السلام والمصالحة».
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©