الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة طاقة الرياح في المكسيك تكتسب زخماً

صناعة طاقة الرياح في المكسيك تكتسب زخماً
10 يونيو 2012
في سهول قاحلة، حيث يمكن للرياح العاصفة أن تنزع أسقف البيوت نزعاً وتقلب مقطورات الجرارات، تبني المكسيك منشآت جديدة لتأمين مستقبلها بالطاقة. تحاط مدينة لافينتوسا التي يعنى اسمها بالإسبانية “منطقة الرياح العاتية” بتوربينات طاقة رياح شاهقة من كل اتجاه وهي بذلك في قلب نهضة طاقة رياح في المكسيك. رغم أن المكسيك تحتل المركز الرابع عشر في قائمة أكبر الاقتصادات العالمية، إلا أنها لم تستغل ما بها من طاقة رياح وأتى ترتيبها في المرتبة الرابعة والعشرين العام الماضي من حيث سعة طاقة رياح المنشآت المبنية فيها، بحسب المجلس العالمي لطاقة الرياح. غير أن هذه السوق تنمو سريعاً. وبحلول آخر هذا العام يتوقع الاتحاد المكسيكي لطاقة الرياح أن تقفز المكسيك إلى الترتيب العشرين في القائمة التي تهيمن عليها الدول الأوروبية والولايات المتحدة والصين والهند. وقال رئيس المكسيك فليب كالديرون مؤخراً أثناء افتتاحه أكبر مجمع طاقة رياح في أميركا اللاتينية المشروع القريب من لافينتوسا الذي تمتلكه الشركة الإسبانية اكسيونا: “نحن نتحدث عن أكبر نمو لمشاريع طاقة الرياح في العالم بأسره”. بعد أن كانت المكسيك لا تنتج سوى 3 ميجاوات من طاقة الرياح عام 2005 سيكون لديها بحلول آخر عام 2012 “2 جيجاوات” حسب الاتحاد المكسيكي لطاقة الرياح ما يساوي تقريباً 4% من احتياجات المكسيك من الطاقة. ومن شأن المشروع المخطط أن يجعل صناعة طاقة الرياح المكسيكية الأسرع نمواً في مجموعة الدول العشرين الكبرى هذا العام، حسب ستيف سوير أمين عام المجلس العالمي لطاقة الرياح المتمركز في بروكسل. وتأتي معظم الزيادة من مزارع رياح عملاقة بحذاء برزخ تيهواينبيك أضيق نقطة بين المحيط الهادي وخليج المكسيك الواقعة فيها لافينتوسا. من إجمالي عدد محطات طاقة الرياح بالمكسيك السبعة والعشرين هناك ثماني عشرة محطة تعمل حالياً حول تلك المدينة. وقالت شركة اكسيونا إن مشروعها وحده البالغ تكلفته 600 مليون دولار الذي يولد 306 ميجاوات باستخدام 204 توربينات، سيكفي لإمداد 700 ألف منزل بالكهرباء. وسيكون ذلك الاستثمار متبوعاً في وقت لاحق في هذا العام بمزرعة رياح أكبر يمتلكها صندوق تحوط مكسيكي تديره الشركة الأسترالية ماكواري جروب في شراكة مع شركة ميتسوبيشي اليابانية وصندوق المعاشات التقاعدية الهولندي البارز “بي جي جي إم”. من خلال التحول إلى الرياح تهدف المكسيك إلى تقليص اعتمادها على أنواع الوقود الأحفوري التي تشكل حالياً قرابة 80% من طاقتها الكهربية. وقال جون وايت مدير مركز كفاءة الطاقة والتقنيات المتجددة، الاتحاد الذي يضم جماعات البيئة وشركات الطاقة النظيفة: “من الممكن للرياح أن تشكل فائدة كبرى للمكسيك من حيث توليد الطاقة والحفاظ على البيئة”. وقال ليوبولدو رودريجز رئيس الاتحاد المكسيكي لطاقة الرياح إنه يتوقع أن يبلغ إجمالي طاقة رياح المكسيك 4 جيجياوات بحلول عام 2015 ثم 12 جيجاوات في عام 2020. وهو ما يكفي لتغطية نحو 15% من احتياجات الطاقة مستقبلاً. وبالمقارنة تهدف الولايات المتحدة إلى توليد 20% من طاقتها الكهربية باستخدام الرياح بحلول عام 2030، ومن المقرر أن تبدأ المكسيك العام المقبل تصدير الكهرباء إلى سان دييجو من مزرعة رياح عملاقة في شبه جزيرة باجا كاليفورنيا. تمنح الحكومة المكسيكية حوافز للشركات لتشجيعها على استخدام طاقة الرياح، ومن ضمن الشركات المشتركة في هذا النظام شركة سيمكس إحدى أكبر مصنعي الاسمنت في العالم، وجروبو بيمبو شركة المخبوزات وذراع وول مارت المكسيكية وبينولز شركة التعدين. تقدم لجنة الكهرباء الاتحادية المكسيكية للشركات تخفيضات على أسعار الكهرباء لو أنها وقعت عقود كهرباء طويلة الأجل مع مزارع الرياح. يذكر أن معظم مشاريع الرياح يقوم ببنائها مطورون إسبان. حظيت سياسات كالديرون، المحافظ، البيئية بالثناء والاستحسان غير أنه لا يستطيع أن يتولى الرئاسة فترة أخرى في انتخابات شهر يوليو. وفي إشارة إلى الاستمرارية أقر الكونجرس المكسيكي مؤخراً قانون تغير المناخ الذي ينص على أن أكثر من ثلث طاقة المكسيك ستأتي من مصادر متجددة في غضون 15 عاماً. هذا القانون سيؤدي إلى خفض 12% من الانبعاثات المطلقة بالنسبة إلى مستويات عام 2005 في تاريخ غايته عام 2020 حسب مذكرة بحث أجراها إتش إس بي سي”. غير أن مجمعات مزارع طاقة الرياح الشاهقة ومن وراءها من المطورين الأجانب ليسوا جميعاً مرحباً بهم في ولاية أوكساكا التي تقع فيها لافينتوسا. إذ يشتكي النشطاء من أن السكان المحليين لا ينعمون سوى بالقليل من فوائد المشاريع الممتدة في البرزخ والمزودة بالعديد من التوربينات. وقالت جماعات السكان الأصليين في أوكساكا إن صغار المزارعين وقعوا ضحية التضليل واضطروا إلى تأجير أراضيهم دون أسعار السوق لإتاحة المجال للتوسع السريع. غيرت التوربينات البالغ ارتفاعها نحو 26 طابقاً المنظر الطبيعي لجبال وسواحل جنوبي المكسيك تغييراً كبيراً، واستؤجرت مئات الأفدنة التي كانت تزرع ذرة أو فاصوليا أو محاصيل أخرى لشركات طاقة الرياح للمزارع القائمة أو قيد الإنشاء. ويشتكي بعض المقيمين بأنهم لم يبلغوا مسبقاً عن حجم التطوير وهم الآن يريدون إما مزيداً من المال من كبريات الشركات أو أن ترحل تلك الشركات. في معظم العقود تدفع الشركات مقابل “حق الرياح” وتسمح للمزارعين بدخول أراضيهم حتى إن كانت واقعة في حدود مجمعاتها. وقال معارضون إنهم كثيراً ما يمنعون من دخول أراضيهم على نحو يخل بالعقود وإنه تم إتلاف قنوات الري والحقول أثناء عمليات بناء مجمعات طاقة الرياح. عن: انترناشيونال هيرالد تريبيون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©