الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تهريب الدجاج ينافس تجارة المخدرات

23 ابريل 2006
إعداد - محمد عبدالرحيم:
في الشهر الماضي شن رجال الشرطة السرية في ايطاليا هجوماً مفاجئاً على مستودع في منطقة بيازا مورسيللي في ميلانو في مهمة تتعلق بأمن وحياة المواطنين·ولكن الهدف في هذه المرة لم يكن الارهابيين او الاسلحة او المخدرات وانما كميات هائلة من الدواجن الآسيوية اي المنتج الذي ربما يحمل في طياته مخاطر مرض انفلونزا الطيور·وفي داخل ثلاجات المستوع الذي يقع خلف متجر للبقالة الصينية تم اكتشاف جوالات من أرجل البط المجمدة التي تفتقد إلى أي علامة تجارية·
وتلقت المدينة العديد من 'الغزوات 'المماثلة في خلال الاشهر الخمسة الأخيرة قبل أن تسفر عن مصادرة ثلاثة ملايين صندوق من لحوم الدجاج المهربة من الصين على الرغم من أن مثل هذه الواردات قد تم حظرها من قبل الاتحاد الأوروبي منذ العام ·2000
وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون مؤخراً فقد أخذت تتواتر المزيد من الدلائل على وجود تجارة دولية مزدهرة في منتجات الدواجن المهربة بما فيها الطيور وبيض الدجاج واللحوم والريش وهي تساهم بقدر لا يمكن تجاهله في نشر فيروس 'اتش فايف ان وايد' الخاص بمرض انفلونزا الطيور· ولكن الغريب في الأمر أن نشاط تهريب الدواجن تحول إلى عمل تجاري هائل بحيث يأتي في حجمه ثانياً مباشرة بعد التجارة الدولية في المخدرات من ناحية جهود المكافحة كما يعتقد الخبراء والمسؤولون الحكوميون· علماً بأن هذا الفيروس النشط بامكانه البقاء ليس فقط في داخل الطيور الحية وانما أيضاً في اللحوم والعظام المجمدة وحتى في داخل الريش أو الاقفاص المستعملة على الرغمة من موته اثناء الطبخ·
وإلى ذلك فقد استمرت هذه التجارة غير المشروعة تؤثر سلباً وبشكل خطير على حظر منتجات الدواجن من الدول المتأثرة بالمرض والذي فرضه الاتحاد الأوروبي لكبح جماح انتشار انفلونزا الطيور·
ولكن العديد من الخبراء اصبحوا مقتنعين فيما يبدو بأن الواردات غير المشروعة للدواجن المصابة هي التي ادخلت الفيروس إلى نيجيريا في أول سابقة من نوعها في القارة الأفريقية· وفي هذا الأسبوع ذكرت السلطات الصحية في فييتنام أن الدجاج الذي تم تهريبه عبر حدودها من الصين قد أعاد نشر انفلونزا الطيور بعد أربعة أشهر كاملة لم يتم فيها الابلاغ ولا عن حالة واحدة وحتى الآن لا يوجد أحد لديه ادراك دقيق بالمدى الذي وصل إليه حجم هذه التجارة - أو عن أهمية دورها في انتشار مرض انفلونزا الطيور - بسبب أن تهريب الدواجن حتى وقت قريب كان يعتبر مجرد أمر لا يرقى للاهتمام الجدي· أضف لذلك أن سلطات الشرطة والخبراء ظلوا يشيرون إلى وجود صعوبات تتعلق بالسيطرة والمراقبة حيث أن هذه الكميات الهائلة من المنتجات ظلت تعبر الحدود وهي محمولة في الشاحنات والعربات الخفيفة وفي الطائرات والمراكب يوميا·
بل أن اللحوم المهربة استمرت في بعض الاحيان تنقل في الحاويات مع خليط من السلع الاخرى مثل الملابس ولعب الأطفال وقطع الأثاث بينما ظل من السهل تزييف اسم ميناء المنشأ بالاضافة إلى صعوبة تفتيش آلاف الحاويات التي تشق طريقها إلى الموانئ الايطالية في كل يوم· و يقول ماريو بانتانو مدير شرطة الخدمات الصحية في جنوب ايطاليا الذي ذكر بأن فريقه قد عثر على منتجات للدواجن محشوة في بعض الأحذية المستوردة مؤخراً· وفي العام الماضي اكتشف الفريق شحنه تزن 260 طناً من اللحوم موزعة على العديد من الحاويات وهي في صالة ترانزيت في ميناء كالابريا في جنوب ايطاليا قبل أن تتجه إلى دولة مولدوفا الصغيرة في شرق أوروبا· وبسبب عدم دقة وصلاحية الاوراق الثبوتية بدأ المفتشون في التحقيق وتوجيه الاسئلة حتى تعرفوا على أن الشحنة قادمة من الصين·
وعلى الرغم من أن العديد من الدول تعزى انتشار الفيروس إلى الطيور المهاجرة إلا أن معظم علماء الطيور باتوا يشيرون إلى عمليات التهريب النشطة هي التي تقف خلف انتشار المرض·
وذكرت نانسي مورجان الاقتصادية في منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة في روما أن التجارة غير المشروعة هي التي سهلت دخول الانفلونزا إلى نيجيريا ومصر· وتضيف إن الضوابط الحدودية في الدول النامية هامشية في أفضل حالاتها بسبب الفساد وضعف المؤسسات· وطالما يوجد هنالك حافز اقتصادي فإن هذا الأمر لابد أن يحدث'· وفي الحقيقة فقد درج المنتجون في مصر ونيجيريا على استيراد صوص الدجاج الذي يبلغ عمره يوماً واحداً مقابل ما يعادل 20 سنتاً للفرخ الواحد نسبه لسهولة شراءها عوضاً من تجشم معاناه عمليات التفقيس والتربية بالوسائل التكنولوجية·
وبقى أن الصين ما زالت تمثل المصدر الرئيسي للمخاوف في هذا الصدد وهي الدولة التي تعاني من المشكلة الأكثر خطورة فيما يتعلق بمرض انفلونزا الطيور، وكذلك الأكبر تصديراً في السابق للدجاج ومنتجاته·
وعلاوة على ذلك فهنالك تجارة نشطة غير مشروعة بين الصين والدول الأفريقية وفي الدول النامية فإن التجارة غير المشروعة لديها جذور اقتصادية راسخة بسبب المحاولات المستمرة للأعمال التجارية في تجنب دفع الرسوم الجمركية!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©