الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة السورية «متشائمة» وأبواق النظام أكثر ترحيباً بترامب

10 نوفمبر 2016 00:47
موسكو، دمشق (وكالات) أعربت المعارضة السورية أمس عن أملها في أن تكون أفعال دونالد ترامب بعد توليه زمام السلطة في الولايات المتحدة مختلفة عن تصريحاته السابقة حول تسوية الأزمة السورية. وقال عضو الهيئة السياسية لـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» نصر الحريري في تصريح لوكالة «سبوتنيك» إن المعارضة تأمل بحصول تحول في التعامل الأميركي مع الأزمة، بالانتقال من إدارة الأزمة إلى إيجاد حلول لها. داعيا واشنطن للانتقال إلى واقع جديد تتحمل فيه مسؤولياتها كأكبر دولة في العالم، ولاتخاذ إجراءات جدية هدفها الأول والأخير هو تحقيق الانتقال السياسي في سوريا ورفع المعاناة ووقف شلال الدماء في البلاد. ووصف الحريري تصريحات ترامب حول الأزمة السورية، والتي أدلى بها أثناء السباق الانتخابي، بأنها غير مقبولة، وقال «الولايات المتحدة تتزعم مجموعة أصدقاء الشعب السوري، والكلام الذي صدر عنه (ترامب) هو كلام غير مقبول، ولكنه خرج عن شخصية المرشح لرئاسة الولايات المتحدة «. مبديا قناعته بأن من يصنع السياسات في الولايات المتحدة، وخاصة السياسات الخارجية، هي مؤسسات سياسية مرسومة. وأضاف أن ترامب، عندما سيدخل مؤسسة الرئاسة، سيكون محكوما بسياسات خارجية موضوعة، لا شك أنه سيكون له دور كبير فيها، ولكن ليس لوحده من سيكون صانع لهذه السياسات، هذه دولة مؤسسات وفيها سياسات مرسومة، وعلى كل شخص يستلم البيت الأبيض الالتزام بهذه السياسات». وكان ترامب قال خلال حملته «إن هزيمة تنظيم «داعش» بالنسبة له تحظى بالأولوية على إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي». واعتبر أن الأسد يحارب الإرهابيين بفعالية. كما دعا إلى الحد من التدخلات الأميركية في الخارج لبناء دول أخرى، والتركيز بدلا من ذلك على تسوية المشاكل في الولايات المتحدة. وأبدى شكوكا حول طبيعة فصائل المعارضة السورية التي تدعمها واشنطن، وحذر من أن ممثلي تلك المعارضة قد يكونون موالين لـ «داعش»، وهاجم سياسة إدارة باراك أوباما تجاه سوريا، باعتبار «أنها تدعم أشخاصا لا نعرف هويتهم»، وحذر من أن هؤلاء «قد يكونون من «داعش» وأسوأ من الأسد». وقال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لجماعة معارضة مقرها حلب «الأمور ستكون صعبة بسبب تصريحات ترامب وعلاقته مع بوتين وروسيا..أتصور هذا الأمر يكون غير جيد للقضية السورية عموماً». وقال أبو حامد رئيس المجلس العسكري لجماعة «لواء الحق» متحدثاً من حماة «الأميركان ما صدقوا معنا..أغرقونا في مستنقع، والكل يتاجر بدماء السوريين ومعاناتهم». وقال أبو أسعد دابق، وهو قائد في جماعة تدعمها تركيا تحارب «داعش» في شمال سوريا «ترامب مثل أي رئيس أميركي..السياسة الغربية وبالأخص الأميركية صارت واضحة في الشرق الأوسط في عدائها لتطلعات الشعوب المظلومة». وقال جورج صبرا السياسي السوري المعارض، «نحن لا نتوقع أشياء كثيرة من الإدارة الجديدة، ولكن نأمل أن نرى وجها لترامب يختلف كلياً عن الوجه الذي شهدناه كمرشح للرئاسة. وقال هادي البحرة العضو الحالي للائتلاف الوطني السوري المعارض، إن الجوانب الإيجابية المحتملة لانتخاب ترامب تتضمن معارضته للنفوذ الإيراني والاتفاق النووي الإيراني مع القوى الدولية، وما ينظر إليه أنه استعداده للعمل مع روسيا بشأن القضية السورية، وكل هذه المؤشرات يمكن البناء عليها لصياغة سياسات تتماشى مع المطامح الوطنية وأهداف الثورة السورية. من جهته، أعرب رئيس قائمة «القاهرة - موسكو» للمعارضة السورية جهاد مقدسي عن أمله في أن يسمح فوز ترامب في الانتخابات، باستئناف التعاون الأميركي الروسي من أجل تسوية الأزمة السورية. وذكر بأن خطاب ترامب بعد إعلان فوزه كان حافلا بالوعود، بما في ذلك تعهده بإقامة تعاون نزيه مع الدول الأجنبية. وأضاف أن المعارضة السورية تأمل في أن تستأنف واشنطن وموسكو تعاونهما بشأن سوريا، من أجل دفع العملية السياسية في سوريا إلى الأمام بصورة نزيهة. بالتزامن، رحبت أوساط سياسية في دمشق بفوز ترامب نظراً لمواقفه حيال النظام وإمكانية تعاونه مع روسيا في حل الأزمة السورية ودعوته لمحاربة الإرهاب. وقال بسام ابو عبدالله مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية التابع للحكومة السورية «الولايات المتحدة دولة عظمى لا يقودها أفراد بل هي دولة مؤسسات ومع ذلك فوز ترامب بالنسبة لنا في سوريا هو الأفضل في ما يخص التفاهم مع روسيا وحديثه عن محاربة الإرهاب». وأضاف «ترامب لا يعتبر النظام في سوريا عدواً بل إن العدو هو الإرهاب المتمثل بتنظيم «داعش»، في حين أن هيلاري كلينتون متهمة بدعم التطرف أن كان في ليبيا أو «داعش» والنصرة وحتى الإخوان المسلمين، وقد اتهم ترامب، كلينتون بذلك». وتابع «خبرنا هيلاري في منصب وزيرة الخارجية الأميركية وكانت تكن عداء لسوريا، أما ترامب فهو يبحث عن مصالح أميركا ومصلحة الشعب في الاقتصاد وغيره وهذا لا يختلف عليه أحد، أما هيلاري فكانت تجسد عقلية الهيمنة على العالم ». وقال وزير الإعلام السوري الأسبق مهدي دخل الله «ليست مشكلة في الولايات المتحدة من هو الرئيس، لأن هناك استراتيجية أميركية ثابتة يعترف بها الرؤساء وهي تعزيز قيادة الولايات المتحدة للعالم وبذلك تكون الهيمنة وانتهاك أهم مبادئ القانون الدولي والسيادة المتساوية للدول»، وأضاف «هناك عاملان يحددان هل الرئيس سيئ جداً أم أقل سوءاً تجاه القضايا الدولية عامة، الأول يتعلق بشخصية الرئيس وقدرته على اتخاذ القرارات وضبط الخلافات في إدارته وتوحيد السياسة أي هل هو قائد أم مجرد رئيس عادي». وأكد أن الحزب الجمهوري (حزب ترامب) أقل سوءاً في إدارة السياسة الدولية من نهج حزب (كلينتون) الديمقراطي، ويعرف السوريون العداء الذي تكنه كلينتون لدولتهم أثناء وجودها في الخارجية في الفترة الرئاسية الأولى لأوباما وكذلك ركزت في حملتها الانتخابية على العداء المطلق للدولة السورية، لكن ترامب ما زال مجهولاً، ما يجعل من جميع الاحتمالات ممكنة. وأضاف أن ترامب كان متطرفاً في كل شيء ومعتدلاً في المسألة السورية، أما كلينتون فكانت معتدلة في كل شيء ومتطرفة فيما يخص سوريا». وقالت عضو تيار بناء الدولة السورية المعارض منى غانم «اعتقد أن نجاح ترامب أو هيلاري هو أمر داخلي أميركي لا تأثير له على أي وضع في سوريا، وموقف الولايات المتحدة من الأزمة السورية كان واضحاً منذ البداية أنها لن تتدخل عسكرياً إلا بالخبراء، ومنذ اليوم الأول ومنذ انعقاد مؤتمر المعارضة الأول في سوريا كان موقف الإدارة الأميركية واضحاَ وشجعت الحوار والشراكة بين النظام والمعارضة». وأضافت «لا اعتقد أن نجاح ترامب سوف يغير في سياسة الولايات المتحدة في سوريا، لأن الأمر لا يخضع لرغبة الرئيس بل يخضع للبنتاجون والمخابرات المركزية» . وأوضحت أن كل ما ستفعله الولايات المتحدة أنها سوف تشجع الحوار والحل السياسي وتدعم المعارضة المعتدلة وتستمر في الحرب على الإرهاب ضد «داعش» ولن تتدخل عسكرياً بل سوف تدعم المقاتلين المحليين كما يحصل حاليا في معركة الرقة التي أطلقت قبل الانتخابات بعدة أيام. وقال الصحفي والمحلل المتخصص في الشؤون الأميركية ثابت سالم: من المبكر الحكم على موقف ترامب باعتبار أن المواقف السياسية تتبدل بين ما يقال في الوعود الانتخابية والممارسة السياسية، لكن موقفه من مسألة اللاجئين كما يبدو لن يتغير من هنا كان وقوف السوريين إلى جانب كلينتون، وأضاف: في ظل السياسة الخارجية لترامب لا أرى تبدلا جذريا بما يخص سوريا سوى احتمال انضمام ترامب بصورة أوضح إلى سياسة بوتين الراهنة، الأمر الذي لا يتميز كثيرا عن موقف الإدارة الأميركية الحالية باستثناء أن ترامب سوف يكون أكثر فعالية تجاه «داعش». وتابع «ما يجب وضعه في الاعتبار هو احتمال ممارسة ترامب الضغط على الدول الأوروبية كي تغير من سياساتها المعلنة حول مجموعات المعارضة السورية المسلحة حيث توضع جميع هذه المنظمات في خانة الإرهاب». وقال النائب السوري شريف شحادة، إنه متفائل بأن السياسة الأميركية ستتحول لمصلحة الأسد، لكنه تفاؤل مشوب بالحذر، وأضاف«ينبغي أن نكون متفائلين لكن بحذر». واستبعد رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم أن يحدث تغيير في الاستراتيجية الأميركية في المنطقة بعد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة. وقال «من غير المتوقع أن تتغير استراتيجية دولة كبيرة كالولايات المتحدة بتغير شخص الرئيس، فهي استراتيجية مستمرة منذ عام 2001، ولكننا نتوقع أن يؤدي وصول ترامب إلى تسريع وتيرة محاربة الإرهاب بصورة أكبر مما كان سيكون عليه الحال لو فازت كلينتون بالمنصب». وأضاف «كل ما يهمنا هو أن نحقق دولة ديمقراطية فيدرالية علمانية، ونرجو أن يساعدنا ترامب على ذلك، لأن هذا هو السبيل الأمثل لحل الأزمة في سوريا». واستبعد أن تقوم إدارة ترامب بإرسال قوات قتالية بأعداد كبيرة إلى المنطقة، ولكنه قال في الوقت نفسه أنه لا أحد يستطيع توقع ما الذي قد يقوم به ترامب بالفعل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©